الأنانية
ألتف الأهل حول شقيقتى ندا التى كانت تبكى بشده لأن خطيبها رشاد قد خلع دبله الخطوبة وألقى بها في وجهها وأنصرف وذلك على أثر خلافا شديدا نشب بينهما وكل واحد حاول جاهدا أن يخفف عنها ويواسيها فى أمرها ويحثها على الصبر وانتظار من هو أفضل منه ولاسيما وأنها مجرد خطوبه وإلا تعقدت الأمور.
أما أنا بمجرد أن علمت بالأمر هرولت إلى غرفتى وأغلقت على نفسى حتى لا يرانى أحد فلو استطعت إخفاء فرحتى عن الناس كلهم فلن أستطيع ذلك أبدا مع نفسى ..رقصت ..غنيت وأنا فى قمه سعادتى فكم قاسيت من جراء خطوبتها فكيف يتقدم لها شابا وهى تصغرنى فى العمر .. فهل هى أفضل منى.؟. وهل تفوقنى جمالا..؟ .. ما الذى يميزها عنى .؟..وكيف يختارها شابا بمجرد أن تقع عيناه عليها وأنا بجوارها.
ما أن خطبها رشاد راحت ترقص ..تغنى وتقف أمام المرآه كثيرا وتستعمل أدوات التجميل والمكياج وكلما أرتدت فستانا ما تسألني :هل سوف يعجب رشاد وهل يروق له شكل شعرى ومنظرى عموما.. الخ
ولم تبال بى ولم تراعى مشاعرى .
الغريب أن رشاد غالبا ما كان يعجبه توافق أفكاري مع ما يراه ووصفنى بالتعقل والرزانة بل وأثني على الذوق الرفيع فى اختيار ملابسى وأيضا تسريحه شعرى التى تتناسب تماما مع الشكل العام لى .
كم من مره أرى رشاد وندا من الشرفة وهما يخرجان معا جنبا إلى جنب ..يده فى يدها الابتسامة تعلو وجه كلاهما فازداد حزنا وهما وأنتظر عودتهما وأكاد أنفجر غيظا وكدا.
للأسف الشديد هى تعرف تماما أننى أتلهف على الزواج أكثر منها وتدرك أننى قد أعددت لهذا الأمر حتى أدق الأشياء وهو حلم حياتى طالما ترقبت تحقيقه.
على أى حال لقد أنتهي الأمر اليوم لعل ما حدث لها يجعلها تنتظر زواجى قبلها ولا تصل الأنانية إلى أنها تفكر فى نفسها قبلى وأنا الأكثر عمرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق