اهداء بمناسبة شهر رمضان الكريم وكل عام وانتم بالف خير
شرح وتحليل لحن ( رباعيات الخيام ) على وزن بحر(السريع والخفيف والرجز)
عن الشاعر الفارسى : عمر الخيام ترجمة شعرية : أحمد رامى
ألحان : رياض السنباطى غناء : أم كلثوم
يبدأ الحن من مقام (الراست) مع كوكتيل من الإيقاعات ( مصمودى كبير ، واحدة كبيرة ، ومقسوم ) ونلاحظ فى المقدمة الموسيقية أن السنباطى لم يستخدم سلم الراست كما هو لكن استخدم مقام (السوزناك) حين يعود لدرجة ركوز (الراست) فى نهاية الجملة الموسيقية وتغنى أم كلثوم ( سمعت صوتاً هاتفاً فى السحر ) من (الراست) إلا تحويلة صغيرة جداً حيث أنه إستعمل اللا بيمول بدلاً من اللا الطبيعية ( ناتوريل ) وهذه التحويلة عند ( هبوا إملأوا كاس المنى ) ثم تغنى أم كلثوم ( لا تشغل البال بماضى الزمان ) من (الراست) وتغنى أم كلثوم ( غدُ بظهر الغيب واليوم لى ) من مقام (النوا أثر) وبدون أى تحويلات أو زخارف وتعود (للراست) عند ( ولست بالغافل حتى أرى )
لازمة موسيقية وتغنى أم كلثوم ( القلب قد أضناه عشق الجمال ) من مقام (الهزام) وهو أحد فروع (السيكا) ولم يستقر على درجة (الهزام) ( المى نصف بيمول ) بل إنه إستخدم جنس الفرع (للهزام) وهو (الحجاز) أكثر من إستعماله لجنس الجذع ( الهزام )
وأيضاً من أسلوب العودة بداية من السى الطبيعية مع أخذ السى بيمول فى الإعتبار
تعود أم كلثوم بنفس الطريقة (للراست) لتنهى المقطع ( الرباعية )
لازمة موسيقية وتغنى أم كلثوم ( أولى بهذا القلب أن يخفقا ) من مقام (الكرد)
ونقلة مقامية (للبياتى) عند ( وفى ضرام الحب أن يحرقا ) ويظل مع (البياتى) حتى نهاية المقطع ( الرباعية ) أنهى المقطع (بالبياتى) بدأ السنباطى بموسيقى جديدة من (البياتى) أى أنه لم يستعمل الازمة الرئيسية التى سمعناها على مدى المقاطع السابقة
تغنى أم كلثوم ( أفق خفيف الظل هذا السحر ) من (البياتى) وتظل مع (البياتى) لنهاية المقطع ويتوقف الإيقاع وتغنى أم كلثوم غناء فالت ( بدون إيقاع )
تغنى أم كلثوم ( فكم توالى الليل بعد النهار ) بطريقة الغناء الحر ( الموال ) من (البياتى) ثم لازمة موسيقية جديدة من (الحجاز ) وتغنى أم كلثوم من(الحجاز) ( لا توحش النفس بخوف الظنون ) وتظل حتى لنهاية المقطع ثم إنتقل السنباطى مباشراً للمقطع التالى ( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب ) ولم تعزف الفرقة لازمة موسيقية قبل المقطع برغم التحويل لمقام (الراست) ولكن السنباطى لجأ لأم كلثوم نفسها لتنتقل للمقام الجديد
إسمعوا نهاية المقطع ( وماضى من ألوف السنين ) إسمعوا ( السنين ) سنجدها إستقرت وأطالت فى ( السنين ) لماذا ؟ لأن هذا الركوز جاء على درجة جواب (الراست) وذلك للإنتقال (للراست) بكل بساطة لتغنى ( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب ) تنوع الجملة اللحنية فيستخدم مقام (السوزناك)عند ( وعيشنا طيف خيال فنل حظك منه قبل فوت الشباب ) نسمع لازمة موسيقية جديدة من (الراست) وتغنى أم كلثوم ( لبست ثوب العيش لم استشر ) ويمر ببعض النغمات خارج حيز المقام ( عُرب ) لأنها لا تتعدى النغمة الواحدة وينهى المقطع (بالراست) يتوقف الإيقاع مرة أخرى وتغنى أم كلثوم ( فالت )
تغنى ( يامن يحار الفهم فى قدرتك ) من (الهزام) لازمة قصيرة من نفس المقام ( الهزام ) وتغنى أم كلثوم ( إن لم أكن أخلصت فى طاعتك ) من (الهزام) وتظل مع (الهزام) لنهاية المقطع ونفس اللازمة الموسيقية السابقة من (الهزام) وتغنى أم كلثوم ( تخفى عن الناس سنى طلعتك ) من (الهزام) ونفس اللازمة الموسيقية وتغنى أم كلثوم ( إن تفصل القطرة من بحرها ) من مقام (السوزناك) وتظل معه لنهاية المقطع يعود السنباطى إلى الازمة الموسيقية الرئيسية لتغنى أم كلثوم ( ياعالم الأسرار علم اليقين ) من (الراست) بطريقة الفالت ( الغناء الحر ) ويدخل الإيقاع عند ( ياقابل الأعذار عدنا إلى ظلك فاقبل توبة التائبين ) وتنتهى القصيدة وينتهى اللحن
( رباعيات الخيام ) على وزن بحر(السريع والخفيف والرجز)
سمعت صوتا هاتفا فى السحر // نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املأوا كأس المنى قبل أن// تملأ كأس العمر كف القدر
لا تشغل البال بماضى الزمان // ولا بآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته // فليس فى طبع الليالى الأمان
غد بظهر الغيب واليوم لى // وكم يخيب الظن فى المقبل
ولست بالغافل حتى أرى // جمال دنياى ولا أجتلى
القلب قد أضناه عشق الجمال // والصدر قد ضاق بما لا يقال
يارب هل يرضيك هذا الظما // والماء ينساب أمامى زلال
أولى بهذا القلب أن يخفق // وفى ضرام الحب أن يحرق
ما أضيع اليوم الذى مر بى // من غير أن أهوى وأن أعشق
أفق خفيف الظل هذا السحر // نادى دع النوم وناغ الوتر
فما أطال النوم عمرا ولا // قصر فى الأعمار طول السهر
فكم توالى الليل بعد النهار // وطال بالأنجم هذا المدار
فامش الهوينا ان هذا الثرى// من أعين ساحرة الإحورار
لا توحش النفس بخوف الظنون // واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى فى الثرى راحل غدا// وماض من الوف السنين
أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب // فإنما الايام مثل السحاب
وعيشنا طيف خيال فنل حظك // منه قبل فوت الشباب
لبست ثوب العيش لم استشر // وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انضو الثوب عنى ولم // ادرك لماذا جئت اين المفر
يا من يحار الفهم فى قدرتك // وتطلب النفس حمى طاعتك
اسكرنى الإثم ولكننى // صحوت بالآمال فى رحمتك
إن لم أكن اخلصت فى طاعتك // فإننى أطمع فى رحمتك
وانما يشفع لى اننى قد // عشت لا أشرك فى وحدتك
تخفى عن الناس سنى طلعتك // وكل ما فى الكون من صنعتك
فأنت محلاه وأنت الذى// ترى بديع الصنع فى آيتك
إن تفصل القطرة من بحرها // ففى مداه منتهى أمرها
تقاربت يارب ما بيننا // مسافة البعد على قدرها
ياعالم الأسرار علم اليقين // ياكاشف الضر عن البائسين
ياقابل الأعذار عدنا الى ظلك // فاقبل توبة التائبين
أرجو أن ينال اعجابكم هذا التحليل ــ خالص تحياتى / عبدالصمد عبده
عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نقابة المهن الموسيقية
اشكرك حضرتك على هذة التواصل الروعه والجمال في حضورك الرائع الذى اسعدنى ولك مني كل الاحترام والتقدير اشكركم على النشر خالص تحياتى عبدالصمد عبده
ردحذف