الثلاثاء، 21 مايو 2019

شرح وتحليل لحن ( رباعيات الخيام ) ... للشاعر الفنان / عبد الصمد عبده

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏نص‏‏‏‏



اهداء بمناسبة شهر رمضان الكريم وكل عام وانتم بالف خير 
شرح وتحليل لحن ( رباعيات الخيام ) على وزن بحر(السريع والخفيف والرجز)
عن الشاعر الفارسى : عمر الخيام ترجمة شعرية : أحمد رامى 
ألحان : رياض السنباطى غناء : أم كلثوم 
يبدأ الحن من مقام (الراست) مع كوكتيل من الإيقاعات ( مصمودى كبير ، واحدة كبيرة ، ومقسوم ) ونلاحظ فى المقدمة الموسيقية أن السنباطى لم يستخدم سلم الراست كما هو لكن استخدم مقام (السوزناك) حين يعود لدرجة ركوز (الراست) فى نهاية الجملة الموسيقية وتغنى أم كلثوم ( سمعت صوتاً هاتفاً فى السحر ) من (الراست) إلا تحويلة صغيرة جداً حيث أنه إستعمل اللا بيمول بدلاً من اللا الطبيعية ( ناتوريل ) وهذه التحويلة عند ( هبوا إملأوا كاس المنى ) ثم تغنى أم كلثوم ( لا تشغل البال بماضى الزمان ) من (الراست) وتغنى أم كلثوم ( غدُ بظهر الغيب واليوم لى ) من مقام (النوا أثر) وبدون أى تحويلات أو زخارف وتعود (للراست) عند ( ولست بالغافل حتى أرى ) 
لازمة موسيقية وتغنى أم كلثوم ( القلب قد أضناه عشق الجمال ) من مقام (الهزام) وهو أحد فروع (السيكا) ولم يستقر على درجة (الهزام) ( المى نصف بيمول ) بل إنه إستخدم جنس الفرع (للهزام) وهو (الحجاز) أكثر من إستعماله لجنس الجذع ( الهزام ) 
وأيضاً من أسلوب العودة بداية من السى الطبيعية مع أخذ السى بيمول فى الإعتبار 
تعود أم كلثوم بنفس الطريقة (للراست) لتنهى المقطع ( الرباعية ) 
لازمة موسيقية وتغنى أم كلثوم ( أولى بهذا القلب أن يخفقا ) من مقام (الكرد) 
ونقلة مقامية (للبياتى) عند ( وفى ضرام الحب أن يحرقا ) ويظل مع (البياتى) حتى نهاية المقطع ( الرباعية ) أنهى المقطع (بالبياتى) بدأ السنباطى بموسيقى جديدة من (البياتى) أى أنه لم يستعمل الازمة الرئيسية التى سمعناها على مدى المقاطع السابقة 
تغنى أم كلثوم ( أفق خفيف الظل هذا السحر ) من (البياتى) وتظل مع (البياتى) لنهاية المقطع ويتوقف الإيقاع وتغنى أم كلثوم غناء فالت ( بدون إيقاع ) 
تغنى أم كلثوم ( فكم توالى الليل بعد النهار ) بطريقة الغناء الحر ( الموال ) من (البياتى) ثم لازمة موسيقية جديدة من (الحجاز ) وتغنى أم كلثوم من(الحجاز) ( لا توحش النفس بخوف الظنون ) وتظل حتى لنهاية المقطع ثم إنتقل السنباطى مباشراً للمقطع التالى ( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب ) ولم تعزف الفرقة لازمة موسيقية قبل المقطع برغم التحويل لمقام (الراست) ولكن السنباطى لجأ لأم كلثوم نفسها لتنتقل للمقام الجديد 
إسمعوا نهاية المقطع ( وماضى من ألوف السنين ) إسمعوا ( السنين ) سنجدها إستقرت وأطالت فى ( السنين ) لماذا ؟ لأن هذا الركوز جاء على درجة جواب (الراست) وذلك للإنتقال (للراست) بكل بساطة لتغنى ( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب ) تنوع الجملة اللحنية فيستخدم مقام (السوزناك)عند ( وعيشنا طيف خيال فنل حظك منه قبل فوت الشباب ) نسمع لازمة موسيقية جديدة من (الراست) وتغنى أم كلثوم ( لبست ثوب العيش لم استشر ) ويمر ببعض النغمات خارج حيز المقام ( عُرب ) لأنها لا تتعدى النغمة الواحدة وينهى المقطع (بالراست) يتوقف الإيقاع مرة أخرى وتغنى أم كلثوم ( فالت ) 
تغنى ( يامن يحار الفهم فى قدرتك ) من (الهزام) لازمة قصيرة من نفس المقام ( الهزام ) وتغنى أم كلثوم ( إن لم أكن أخلصت فى طاعتك ) من (الهزام) وتظل مع (الهزام) لنهاية المقطع ونفس اللازمة الموسيقية السابقة من (الهزام) وتغنى أم كلثوم ( تخفى عن الناس سنى طلعتك ) من (الهزام) ونفس اللازمة الموسيقية وتغنى أم كلثوم ( إن تفصل القطرة من بحرها ) من مقام (السوزناك) وتظل معه لنهاية المقطع يعود السنباطى إلى الازمة الموسيقية الرئيسية لتغنى أم كلثوم ( ياعالم الأسرار علم اليقين ) من (الراست) بطريقة الفالت ( الغناء الحر ) ويدخل الإيقاع عند ( ياقابل الأعذار عدنا إلى ظلك فاقبل توبة التائبين ) وتنتهى القصيدة وينتهى اللحن 
( رباعيات الخيام ) على وزن بحر(السريع والخفيف والرجز)
سمعت صوتا هاتفا فى السحر // نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املأوا كأس المنى قبل أن// تملأ كأس العمر كف القدر
لا تشغل البال بماضى الزمان // ولا بآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته // فليس فى طبع الليالى الأمان
غد بظهر الغيب واليوم لى // وكم يخيب الظن فى المقبل 
ولست بالغافل حتى أرى // جمال دنياى ولا أجتلى
القلب قد أضناه عشق الجمال // والصدر قد ضاق بما لا يقال 
يارب هل يرضيك هذا الظما // والماء ينساب أمامى زلال
أولى بهذا القلب أن يخفق // وفى ضرام الحب أن يحرق
ما أضيع اليوم الذى مر بى // من غير أن أهوى وأن أعشق 
أفق خفيف الظل هذا السحر // نادى دع النوم وناغ الوتر
فما أطال النوم عمرا ولا // قصر فى الأعمار طول السهر 
فكم توالى الليل بعد النهار // وطال بالأنجم هذا المدار
فامش الهوينا ان هذا الثرى// من أعين ساحرة الإحورار
لا توحش النفس بخوف الظنون // واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى فى الثرى راحل غدا// وماض من الوف السنين
أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب // فإنما الايام مثل السحاب
وعيشنا طيف خيال فنل حظك // منه قبل فوت الشباب
لبست ثوب العيش لم استشر // وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انضو الثوب عنى ولم // ادرك لماذا جئت اين المفر
يا من يحار الفهم فى قدرتك // وتطلب النفس حمى طاعتك
اسكرنى الإثم ولكننى // صحوت بالآمال فى رحمتك
إن لم أكن اخلصت فى طاعتك // فإننى أطمع فى رحمتك
وانما يشفع لى اننى قد // عشت لا أشرك فى وحدتك
تخفى عن الناس سنى طلعتك // وكل ما فى الكون من صنعتك
فأنت محلاه وأنت الذى// ترى بديع الصنع فى آيتك
إن تفصل القطرة من بحرها // ففى مداه منتهى أمرها
تقاربت يارب ما بيننا // مسافة البعد على قدرها
ياعالم الأسرار علم اليقين // ياكاشف الضر عن البائسين
ياقابل الأعذار عدنا الى ظلك // فاقبل توبة التائبين
أرجو أن ينال اعجابكم هذا التحليل ــ خالص تحياتى / عبدالصمد عبده
عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نقابة المهن الموسيقية

هناك تعليق واحد:

  1. اشكرك حضرتك على هذة التواصل الروعه والجمال في حضورك الرائع الذى اسعدنى ولك مني كل الاحترام والتقدير اشكركم على النشر خالص تحياتى عبدالصمد عبده

    ردحذف

فن البوستات كمال العطيوى