الجمعة، 12 نوفمبر 2021

ثريا من الواقع ... بقلم / صبرين محمد الحاوي/ مصر

 


ثريا من الواقع
من سلسلة نساء بلا مأوي
بقلم / صبرين محمد الحاوي/ مصر
عودة مره اخرى عزيزي القارئ نتحدث عن الحرمان العاطفي داخل الأسرة واليوم نتحدث عن فتاة في الثامنة عشر من عمرها توفيت والدتها منذ كانت طفلة ثم تزوج والدها بامرأة اخري فانجب منه الذكور فكان والد الطفلة يعتز بها كثيرا لأنها تذكرها بوالدتها المتوفية التي كان يحبها حبا كثيرا ثم توفاها الله وتركت له طفلتها ثريا فكان الأب حين ينظر الي وجه ثريا يقول اللهم ارحم من أحببت واحتضنها التراب مثلما سيحتضن الجميع مر الوقت وتوارة السنوات حتي بلغت ثريا الثامنة عشر من عمرها وكانت لم تشعر بأي حرمان من والدها وكانت زوجة والدها تخشي خراب بيتها ان لم تعاملها جيدا فيطلقها زوجها وكان ايضا اخواتها من أبيها يعاملانها مثل الأشفاء ولكن السعادة لن تدوم تدوم شعر الاب ببعض المرض دام خمسة عشر يوما وتوفاه الله وظلت ثريا دون أم ودون أب وليس لها احد من بعد الله عز وجل سوي اخواتها الذكور من أبيها وليس أشقاء لها لكنهم اخواتها وظلوا يعيشون سويا ثم قالت زوجة والدها ثريا الآن بالمرحلة الثانوية العامة وهذا اخر دراستها وبعد الامتحان تظل بالمنزل كي تعمل معي الأعمال المنزلية تساعدني حتي يقدر اخواتها الرجال علي إتمام دراستهم في هدوء وتعمل علي خدمتهم
حزنت ثريا وقالت غاضبة لقد وعدني والدي بان ادرس بالجامعة فقالت لها رحمة الله علي والدك ومرة الايام ثم تغيرة معاملة زوجة والدها واخواتها تغيرت أيضا معاملتهم لثريا وقالو تظلي بالمنزل كي تعملي بخدمتنا
فهنا عزيزي القارئ
قد عاشت معناة الاستعباد في المنزل من زوجة والدها واخواتها حتي دراستها لم تكون جيدة مثلما كانت سابقا لان زوجة والدها حين تراها تفتح كتاب كي تتابع واجباتها الدراسية كانت زوجة الأب تدعي المرض وتقول لها ساعديني واعدي الطعام لاخواتك حتي يعودوا وكانت في السابق تذهب ثريا الي المدرسة بسائق خاص وبعد وفاة والدها تغير كل شئ جعلتها زوجة والدها تذهب بالمواصلات العامة كي تتاخر ولن تلحق بالمدرسة وكانت ذات يوما تصعد بالسيارة تخشي ان يضيع الوقت فمسك بيدها شاب وسيم يرتدي نظارة سوداء ثم شكرته من اجل المساعدة
وبعد ذالك تم التعارف بينهم وكان الشاب صباحا يذهب الي دراسته بالمعهد وعند المساء يبيع الفول علي العربة وهو ينادي مثل باقي البائعين
ولكن الشاب حين قدم نفسه لثريا قال لها لدينا مطعم فظنة انه من الاثرياء وقدم لثريا المودة والاحترام والحب فوجدة فيها كل ماتحتاح اليه من حرمان عاطفي اسري وكانت صداقة قوية بينهم يلتقيان كل يوم صباحا كالمعتاد وان لم يأتي احدهم يفقده الأحر ويحدثه هاتفيا وكانت ثريا تحدثه دون ان تعلم اسرتها ثم تحوله الصداقة لقصة حب ولكن ينقصها الصدق في حالته الاجتماعية فكان صادق في مشاعرة فقط وحيث مضي العام وظلت بالمنزل بعد حصولها علي شهادة الثانوية العامة وفقدها الشاب وظل دون رؤيتها لاشهر فما كان امامه سوي ان يتقدم لخطبتها ويتزوج بها وحين تقدم لها رفضت زوجة والدها واخواتها فقال احد اخواتها انه فقير الحال ويبيع الفول وينادي علي العربة مثل باقي البائعين وشقيقة الاكبر يظل بالمطعم ثم سألت ثريا تلك الشاب لماذا خبئت عني الحقيقة قال لها لن اكذب لكن اخي الاكبر يظل بالمطعم وانا ابيع بالعربة كي اساعده واساعد نفسي حتي اقدر علي اتمام دراستي واخي الذي قد حمل همي منذ توفي والدي وانا طفل صغير فاوقاتي بين المطعم والمعهد وعربة الفول اتجول بها في شوارع البلدة
واحببتك كثيرا وان تزوجتك ستكملين دراستك كما تشائين انالن احرمك من اتمام دراستك واعدك بالحياة الكريمة كما تتمنين وبعد ذالك وافقت ثريا علي زواجها منه ورغم رفض اسرتها لذالك الشاب تزوجته فقالت هذا اختياري
وبعد الزواج اتمت دراستها بالجامعة فقالت احمد الله علي ما انا فيه والله ان قال لي اذهبي معي كي نبيع الفول علي العربة وننادي في شوارع البلدة ما كنت ترددت لحظة افضل من ان اظل مع زوجة ابي واخواتي الذينا كانو يجعلوني مجرد خادمة لهم
فعلت ذالك وتزوجت بمن صان كرامتي وجعل لي حياة كريمة اعيشها الان
فان لم افعل ذالك كنت ظليت بلا مأوي وبلا كرامة فالمأوي هنا عزيزي القاري
الحب والدفء الاسري والحياة السعيدة
التي حرمت منهم منذ توفي والدي
وما عانيته من زوجة والدي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى