السبت، 20 نوفمبر 2021

سأحلم سراباً ... للشاعر / مصطفى محمد كبار / حلب



سأحلم  سراباً
لا  لأجلسُ  فوق  عرش
النساء المحبب  و أنام
و لا  أحلمُ  بأسطورة  العظماء
الأوائل  
لأفتخر  مع  الفلاسفة المدققين
بأفكارنا  البدائية  
التكوين
سأحلم  مع  ذاك  الشبح
في  السراب
سأحلم  بأني  أشق  ثوب
السحاب  و  أملك  ثمن
الحياة  لأعيش
سأحلم  بلون  الماء  بلحظة
الغسيل  للجنازة  
الغائبة
و لا  أدري  من  سيحضر  دار
العزاء بغيابي  
إن  متُ  أنا  بغير  موعدي  
المحدد  في  السفر
سأتتبعُ  سفر  الريح  بملء
طريقي الأبدي
لا  لشيء
فقط  لأرجع  بذاكرتي  للأمس
الضاحك
لم  يكن  أمسي  ضاحكاً
فأنا  ذاك  الطفل الحزين  الذي
حملِ  نعشهُ  منذ ولادتهُ
و  ضاع
من  هي  أمي  
أ أمي  أمي  تلك  التي  ولدتني
و بكت  بولادتي
أم  أمي  هي الأقدار  و الأيام
الصعبة  التي ربتني و أشبعتني
بقهرها
شكوكٌ و أسئلة  تغوصُ  بأعماق
مخيلتي
من  أنا  في  عالم  العذاب
و  الألم
أنا  جرح  الله  الذي  يبكي
وجعاً  في  الحياة
و قد  لا  أدرك  موعد  هجرة
العابرين  من  ضجيج  الأزمنة  
المبطنة
و  ربما  لا  أدرك   كم  من  
الوقت  
يلزمني  بترتيب  موكب  
المقتول  بوداعه  
الأخير
سأكتبُ  على  صورة  الراحلين  
قصيدتي  الضبابية  
الوحيدة
و سأشربُ  من  كأس  النبيذ
على  شرفة  الوداع  
سكرة  الضياع  و الخذلان
فالقصيدة  لا  تستطيع  تغير
شكل  جرحي  بوطن
المنفى
و لا  الليالي  تستطيع  كتمان
نوحي  و  بكائي  المستمر  
تراقبني  الغيومُ  من  ضجر
المكان  
و تمد ُ  بذراعها   لكي  تطير  
الفراشة  من  فوضوية  
الأحلام  
فكل  الأشياء  هنا  متدحرج
نحو  الهاوية
كل  شيء  متقلب  المزاج
و الفكر
السكون  يحملني  في  المغيب
بدمعة  الفراق
و النجوم  تتسلل  بين  جدران  
الليل  الناطحة  بوجه  
القمر
لتسرق  من  ثوب  الفضاء
عذريتها  الهاربة  بين
سراب  الوحي
سأحلم  بزهرة  الغاردينيا
الساقطة  على  بلاط  
الملوك  
الجالسين  بمتاحف  القدماء  
المنسيين  لأقطفها
سراً
سأحلم  برقصة  الغراب  فوق
بركة  الماء
فأنا  أصبحتُ  مثل  الرماد  
بشارع  العابرين
يضربني  بحذائهِ  كل  من  مرَ
من  عندي  و  ينثر  أشلائي
كالغبار
أحاول  الغوص  في  بحور  
كتب   المشعوذين  لأفهم  لغة
التملك
و أرصدُ  تحرك  قوافل  النمل  
بموسم  الحصاد  
الراحل
ولن ألومُ  نفسي  أن  نزلت  من
على  ظهر  النجمة  الزرقاء
باكياً  
و حلمت  بنفسي  في  زمن
النسيان  
قبل  أن  أتذكر  اولى  الأسماء
في  ملتقى  الأموات
و لا  حتى  إذا   إنكسرتُ  على  
حجراً  بمنتصف  الطريق  
بيوم  الرحيل  و غفوت  من
تعبي
سأحلم  أن  أطير  مثل الطائر
الغريب  لأحيا  مع  الغيم
السعيد  
فكل  حي  قبل  موتهِ  هو
طائرٌ  مسافر  حر
و لكل  ليلة  سوداء  
لها  
ولادة  الفجر  من  بعد  
الغسق
فلن ألوم ُ  ظلي  الشاحط
ورائي
إن  بقي  يقاوم   وحده  غبار  
الإنكسار  للنجاة
فأنا  لا  شيء  معي  في  هذا
الإزدحام  المروع  
الفارغ
لا  فكرة  تجتاحني  ها  هنا
لأكمل  ترتيب  أحرفي
بالقصيدة
و لا  أملكُ  مفتاح  السرد و
الخيال  العاطفي
لأدون  عشق  فتاةٍ  غجرية  
بين  صفحات  كتبي  
القديمة
ولا  أحملُ بين  يدي  ملحمة  
الأوجاع  بزمن  التشرد  و  
الإدمان  
لكي  أجمع  من  إبتسامة الذباب
بمجمع  القمامة  ضحكتي  
المطلقة  
يسابقني  الرموز  و  التشكيل
قبل  الكلمات  دائماً  على
طريق  الوحي
ربما  يداي  لا  تساعداني  على
الكتابة  
و  نظم  القافية  بشكلها
الصحيح
لذا  دائماً   أنا  أسقط ُ سقوطاً
مدوياً  مع  القصيدة  قبل
الآوان  
و  لا  يكتمل  النص  معي
على  الأسطر  المنحرفة  من
فشلي  و  بُعد  الصور
الشعرية
لكني  سأبقى  أحلم  بكتابة
القصيدة  المرفوضة
العبثية
كلما  داهمني  شعور  التمرد  
و إنقلاب   الذات  في  
المرايا
سأحلم  بأن  حلمي  سيحملني
يوماً  
للبعيد   البعيد   دون  أفق  
كي  لا   تغتالني  عبثاً  
دروب  الأحلام  
الساقطة
سأحلم  بطريق  العودة
للحياة  من  بعد  سراب
الموت
سأحلم  كيف  يمكنني  
إسترجاع  الروح  المسلوبة
سأحلم  و لكن  كل  أحلامي
سراباً  ..........  بسراب
بقلم
مصطفى محمد كبار
حلب  سوريا
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى