صحوة ضمير
كانت عيناهما تحدق فيها ذهاباً وإياباً, ترقب خطواتها, نظراتهما تخترق الحجاب الذي ترتديه توقفت كل الحواس لديهما كما غاب العقل والضمير معاً.
أصبحت النشوة والرغبة تتملكهما كل منهما يرضي غريزته ويشبع رغبة بداخله. عادت ذات يوم في طريقها إلى المنزل. نظر كل منهما إلى الآخر اصطدمت عيناهما وهز كل منهما رأسه. نظرت إليهما ملامحهما جامدة ترتسم عليهما خيطان رفيعة من العرق.
شد إنتباهها ملابسهما الرثة ورائحتهما العفنة. اقترب كلُ منها شيئا فشيئا, تسمرت مكانها, أخفت كفيها داخل حجابها, صارا بمقربة منها.. نظرت مرة أخرى:
ــ ماذا تريدان ؟
بدا كل منهما يتلعثم في صمت.. قالت مرة أخرى:
ــ إذا كان هدفكما السرقة, فلكم حافظتي بها نقودي وهذا مصاغي و.......
قاطعها أحدهما وهو يتلوى:
ــ نحن لا نريد نقوداً ولا مصاغاً بقدر ما نحتاج إليكِ.
لوحت بيدها وهي توقف زحفهما:
ــ الآن عرفت ماذا تريدان, دون عنف أو ثورة, إنما لي مطلب واحد؟
صرخ أحدهما وقد نفذ صبره:
ــ لكِ ما تريدين.
أشارت بأصابعها:
ــ قبل أن يمسسني أحدكما أريد أن تقطعوا لساني.
همس الآخر مندهشا:
ــ هل تصدقين القول ؟!
قالت:
ــ نعم إن لساني, لم يكف عن ذكر الله.
نظرت إلى الآخر وقد تغيرت ملامحه وهدأت ثورته, واختفت خيطان العرق خلف دموعه التي تغسل وجهه, بدأ كل منهما يجر الآخر وهما يتعثران بالأرض تارة, ويتخبطان ببعضهما البعض تارة أخرى, حتى غابا عن بصرها, ابتسمت ورفعت يدها صوب السماء.
من المجموعة القصصية"الحلم الضائع"
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق