على أعتاب المستحيل (قصة قصيرة)
**************
ذهبت بسرعة البرق إلى حجرتها، لترتمى على سريرها الفاخر، والدموع تنهمر من عينيها، وكأنها وحش يريد أن يفترس تلك الورود التى تفتحت على خديها، منذ نعومة أظافرها، حيث كانت للسعادة عنوانا وللإستقرار موطنا،
تتجول فى عقل وقلب والدها الذى كان يشغل منصبا مرموقاً، يدر عليه دخلا كبيرا يجعل من النار جنة ومن المستحيل ممكنا،
تسبح فى أحضان والدتها، التى كانت تحتل بالعطف والحنان كل ركن من أركان قلبها، ورغم الدموع التى لا تتوقف للحظة واحدة.
فترجع بذاكرتها إلى حجرات الماضى المسكون بالغموض، لعلها تتعرف على الأسباب التى جعلت القمر يخاصم ليلها، وشمس النهار تغضب عليها، تتملأ جدران حجرتها التى ضاقت بها ، وبجوارها جريدة ممزقة، من أثار انفعالات داخلية، وشكوك فى كل الحقائق والقيم، التى طالما سمعت عنها من والديها خلال فترة طفولتها، جلست حائرة بين أنوار الحقيقة وظلمات الكذب والبهتان .
فتقوم لتجمع قصاصات الجريدة المتناثرة، وتحاول مرات ومرات قراءة الخبر، ولكنها فى كل مره تصرخ بصوت مخنوق من الحزن والهلع ( مستحيل )
كيف يرتدى الشيطان ثوب الملاك وكيف يرتدى الحرام ثوب الحلال؟!
أليس هذا أمر محال ؟
ولكنها الحقيقة التى لم تخطر يوما على بالها الذى كان منشغلا بمغريات الحياة.
فإذا بوالدها ينادى عليها برفق لتستيقظ من نومها حتى لا تتأخر عن عملها مع فتيات القرية فى جنى محصول القطن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق