وبات الحزن على خدود الجمال
الحلقة الأولى
تأليف الكاتبة سحر الصيدلي
.................................................................
جاء اليوم الموعود و انتهت به امتحانات العام الدراسي لتعود الحياة إلى بيتنا من جديد وضوضاء الحركة لحياتنا بعد أن قضينا أياما من التوتر والقلق بانتظار نتيجة الثانوية التي هي تقرير مصير لي ... ولكن ولله الحمد ظهرت النتيجة ونجحت بتفوق و بأعلى الدرجات لذا وعدتني أسرتي بمكافأة تسعدني وهي السفر الى الإسكندرية لنستمتع بجمال بحرها وروعة مناظرها ونقضي هناك امتع الاوقات .. لكن شرط والدي كان أن تكون مدة الإقامة بالمصيف ثلاثة ايام فقط حسب إمكانياته المادية .. فارتفع صوتي وصوت أخوتي عاليا معترضين على ضآلة المدة ونريدها أن تكون أطول لنستمتع بها أكثر .... اعتذر والدي بلطف عن تلبية طلبنا وشرح لنا وضعه المادي بكل صراحة ووضوح.. فاقترحت على إخوتي ان نجمع ما معنا من نقود من باقي مصروفنا لعله يفيدنا ولو بزيادة يوم في رحلتنا هذه .. فإذا بصوت أمي معلنا عن مدة رحلتنا إلى عشرة إيام سنقضيها بسعادة وهناء تهللت الأسارير وارتفعت أصوات الفرح والبهجة وحملناها على الأكتاف نهلل لها على كرمها الطائي ..لكن زمجرة والدي كانت أعلى من أصواتنا وبدأ يصرخ على أمي بصوته الأجش .. كيف تقررين المدة دون الرجوع إلي وتحرجينني أمام أولادي بعد أن شرحت لهم وضعي المادي بكل التفاصيل وأنت أدرى به منهم ؟! فردت أمي عليه بكل طيبة وحنان سامحني يا حاج محمود لن أكتم عنك شيئا فقد قمت منذ شهور بتوفير مبلغ من مصروف البيت لهذه الرحلة التي وعدت بها سلمى إذا نجحت بالثانوية والآن عليّ أن أوفي بوعدي لذا لن يكون هناك عبء مادي عليك وسأتدبر انا أمر المصروف بنفسي اطمئن ... فاستند والدي بظهره إلى الحائط ويداه خلف ظهره ورأسه إلى الأرض وبدأ يتمتم بكلمات تدل على فرحه وشكره لزوجته التي تنقذه دائما في المواقف الصعبة.. تلك الليلة طار النوم من عيني وبدأت رحلة الشوق للإسكندرية تختزن في عقلي فتعزف على أوتاره بقيثارة الحلم معلنة عن قدوم أيام كلها بهجة وسرور سأقضيها على رمال الشاطئ بين السباحة واللعب .. مع بزوغ الفجر وإشراقة الشمس صعدنا جميعا بالقطار المتجه إلى هناك والفرحة تملأ قلبي والسعادة متربّعة على قسمات وجهي والشوق للبحر يداعب مخيلتي وكل برهة أسال والدي هل بقي على الوصول الكثير ..فيرد علي بملل من كثرة ما سألته اصبري اصبري يا ابنتي لم يتبق على الوصول سوى دقائق سنصل إلى أجمل بقعة خلقها ربنا و إلى أجمل بحر في العالم فكفاك شروداً وأسئلة وتخيلات أملتها على وجهك مشقة السفر وسنصل قريبا إلى البحر وتستمتعين مع إخوتك بكل لحظة فيه لتعودي للقاهرة بنفسية تملؤها السعادة استعدادا لدخول الجامعة إن شاء الله .... استيقظت باكرا والفرحة تشع من قلبي ارتديت ملابسي وتركت اهلي يغفون بعمق من مشقة السفر وأسرعت الى الشاطئ بحركات بهلوانية ..
هناك راقصت ظلي وتناغمت مع زقزقة العصافير وركضت مرحة مع حلمي أداعب أمنياته وارسمه على أوراق الشجر ليحمله الريح بين غيماته الى قلوب كل البشر ليعرفوا مدى سعادتي وفرحي ..وكنت كل صباح أستيقظ باكرا لأعانق أمواج البحر وأحلق مع نسماته وأطير مع خيالي في كل مكان تقع عيني عليه لأستمتع بكل ثانية بإبداعات ربي ... حتى ذاك اليوم عندما التقت عيناي بعينيه
..................................
للشاعرة الأديبة / سحر الصيدلي
الحلقة الأولى
تأليف الكاتبة سحر الصيدلي
.................................................................
جاء اليوم الموعود و انتهت به امتحانات العام الدراسي لتعود الحياة إلى بيتنا من جديد وضوضاء الحركة لحياتنا بعد أن قضينا أياما من التوتر والقلق بانتظار نتيجة الثانوية التي هي تقرير مصير لي ... ولكن ولله الحمد ظهرت النتيجة ونجحت بتفوق و بأعلى الدرجات لذا وعدتني أسرتي بمكافأة تسعدني وهي السفر الى الإسكندرية لنستمتع بجمال بحرها وروعة مناظرها ونقضي هناك امتع الاوقات .. لكن شرط والدي كان أن تكون مدة الإقامة بالمصيف ثلاثة ايام فقط حسب إمكانياته المادية .. فارتفع صوتي وصوت أخوتي عاليا معترضين على ضآلة المدة ونريدها أن تكون أطول لنستمتع بها أكثر .... اعتذر والدي بلطف عن تلبية طلبنا وشرح لنا وضعه المادي بكل صراحة ووضوح.. فاقترحت على إخوتي ان نجمع ما معنا من نقود من باقي مصروفنا لعله يفيدنا ولو بزيادة يوم في رحلتنا هذه .. فإذا بصوت أمي معلنا عن مدة رحلتنا إلى عشرة إيام سنقضيها بسعادة وهناء تهللت الأسارير وارتفعت أصوات الفرح والبهجة وحملناها على الأكتاف نهلل لها على كرمها الطائي ..لكن زمجرة والدي كانت أعلى من أصواتنا وبدأ يصرخ على أمي بصوته الأجش .. كيف تقررين المدة دون الرجوع إلي وتحرجينني أمام أولادي بعد أن شرحت لهم وضعي المادي بكل التفاصيل وأنت أدرى به منهم ؟! فردت أمي عليه بكل طيبة وحنان سامحني يا حاج محمود لن أكتم عنك شيئا فقد قمت منذ شهور بتوفير مبلغ من مصروف البيت لهذه الرحلة التي وعدت بها سلمى إذا نجحت بالثانوية والآن عليّ أن أوفي بوعدي لذا لن يكون هناك عبء مادي عليك وسأتدبر انا أمر المصروف بنفسي اطمئن ... فاستند والدي بظهره إلى الحائط ويداه خلف ظهره ورأسه إلى الأرض وبدأ يتمتم بكلمات تدل على فرحه وشكره لزوجته التي تنقذه دائما في المواقف الصعبة.. تلك الليلة طار النوم من عيني وبدأت رحلة الشوق للإسكندرية تختزن في عقلي فتعزف على أوتاره بقيثارة الحلم معلنة عن قدوم أيام كلها بهجة وسرور سأقضيها على رمال الشاطئ بين السباحة واللعب .. مع بزوغ الفجر وإشراقة الشمس صعدنا جميعا بالقطار المتجه إلى هناك والفرحة تملأ قلبي والسعادة متربّعة على قسمات وجهي والشوق للبحر يداعب مخيلتي وكل برهة أسال والدي هل بقي على الوصول الكثير ..فيرد علي بملل من كثرة ما سألته اصبري اصبري يا ابنتي لم يتبق على الوصول سوى دقائق سنصل إلى أجمل بقعة خلقها ربنا و إلى أجمل بحر في العالم فكفاك شروداً وأسئلة وتخيلات أملتها على وجهك مشقة السفر وسنصل قريبا إلى البحر وتستمتعين مع إخوتك بكل لحظة فيه لتعودي للقاهرة بنفسية تملؤها السعادة استعدادا لدخول الجامعة إن شاء الله .... استيقظت باكرا والفرحة تشع من قلبي ارتديت ملابسي وتركت اهلي يغفون بعمق من مشقة السفر وأسرعت الى الشاطئ بحركات بهلوانية ..
هناك راقصت ظلي وتناغمت مع زقزقة العصافير وركضت مرحة مع حلمي أداعب أمنياته وارسمه على أوراق الشجر ليحمله الريح بين غيماته الى قلوب كل البشر ليعرفوا مدى سعادتي وفرحي ..وكنت كل صباح أستيقظ باكرا لأعانق أمواج البحر وأحلق مع نسماته وأطير مع خيالي في كل مكان تقع عيني عليه لأستمتع بكل ثانية بإبداعات ربي ... حتى ذاك اليوم عندما التقت عيناي بعينيه
..................................
للشاعرة الأديبة / سحر الصيدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق