الأحد، 25 مارس 2018

الحلقة الخامسة .. وبات الحزن على خدود الجمال ... بقلم / سحر الصيدلي



وبات الحزن على خدود الجمال
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي
تاريخ 25/3/2018
كان المساء حالكا والنسيم لطيفا والعاطفة متأججة والعقل في استراحة والقلب متلهفا والنبض يدغدغ اوصالنا وبتنا في ذروة الشوق فنسينا القيم التي تربينا عليها ونسينا الثقة التي منحها لنا اهلنا ونسينا اننا ما زلنا صغاراً على هذه الامور ولم نفتكر الا ما ترغبه شهواتنا ...في تلك اللحظة علت ضحكاتنا الممزوجة بالحنان ودفء المشاعر ونسجت غطاء سحري لعواطفنا وعزفت على اوتار قلبينا نشيد العشق والهيام فارتشفنا نزوة الحب مع تمتمات من شفاهنا فهز خلخال هوانا وارتفع قناع الخجل ومنحنا القمر نوره فالتحفنا النجوم غطاء لنا ورضعنا من ملكوت الشوق أحلى العبارات فكتبنا على وجه المساء دفئ مشاعرنا بحروف خاشعة أضناها كلمة الوداع .. ولم أجد الا ونفسي بين أحضانه تطوف بالشوق وتلتمس دفء الحياة وأهيم بين يديه كالفراشة التي أدمنت الزهور واستظلت بغيمة الحب وحصل ما اسدل ستار العفة والكبرياء ... فتوقفت دقات قلبي وانطفئ بريق عيني عندما أحسست أنني أنا وهو قد دنسنا رمال الشاطئ بقطرات حمراء أخذت مني أعز ما تملك الفتاة فبدأ هزيان الروح على الشفاه شاهرا سيف القدر وفقدان الامل وصراع كبير مع الايام القادمة ..
طبطب علي دون ان ينبث بأي كلمة ثم عانقني ووعدني خيرا وملامحه لا تعبر عن أقواله شيئا لكن رحيق أهاتي رافق نبضات قلبي الذي انكسر وعبراتي التي ملأت وجهي وعيوني ترجو عينيه ان يرحم ضعفي ويستر ذلتي وجذور اصالتي وغدر عتمة الليل ..
ليتني أمتلك الفانوس السحري كي يعيد لي عذريتي ونقاء روحي وصفاء نفسي كما كنت قبل لحظات ويجعلني اصلي في محراب الشرف ..
ليتني لم أكتب الاساءة على الرمال التي ستكون شاهدا على فعلتي
ليتني لم اطلب المصيف ولم اخرج من غرفتي
ليتني اموت وانهي قصة مذلتي
أه ثم أه مما اقترف شوقي وحبي .بحر من الندم يلف بي وموجات من الصقيع تجوب أنحاء جسمي وفضاء من الاسف يكبلني وعيون الحزن تأسرني لأنني بت غصن عاري بلا ثمر ونفس بلا روح وقطرات من اليأس تتغلغل بكياني ولؤلؤة ضاع بريقها والم يعتصر قلبي وبكاء لا يعرف التوقف
هدأ شريف من روعي ووعدني بأن يخطبني قريبا من أهلي وانه سيرد اعتباري وكرامتي ونعيش معا اجمل لحظات العمر فور تخرجه من جامعته .. وما علي الا الصبر والتحلي بالقوة حتى لا يكتشف اهلي امري ..هنا تعطل لساني عن الكلام وتعطل نظري عن التعبير وماتت كل أشواقي وبات المجهول يخيفني ان غدر بي وكان هلاكا لحياتي ..فما اصعب الانكسارات عندما تتملك من الروح وتفقد الامل وتجعل الانسان يتمنى الموت ...لكن لا لا علي أن أهدأ وأتماسك لأفكر بهدوء وروية وأجد حلا مناسبا لمشكلتي
وعدنا للقاهرة والتحقت بكلية الطب التي كانت حلمي وحلم اهلي بان ابقى الدكتورة سلمى التي يفتخرون بها وبعد شهر من دراستي احسست بأعراض غريبة تنتابني وشعور لم اعرفه من قبل واستغربت الامر وما الذي حصل لي ولكن خوفي منعني من سؤال والدتي او الاستفسار من اصدقائي ومضى اربعة اشهر وأنا اتخبط بين الحقيقة والكذب يرافقها شعور قوي من الانهيار وأدركت بعدها انني حامل لا محال بعد ان شعرت بحركة الطفل بين احشائي وان جسمي بدا يأخذ شكل مدور وبدأت اسئلة اهلي تلاحقني عن سبب صحتي التي لم يعهدوها من قبل وأنا كل يوم أقدم لهم الاعذار الواهية ...حتى قررت اخيرا ان اتصل بشريف واشرح له وضعي ليجد الحل المناسب لما حل بي ..وبعد محادثات كثيره معه وردوده الباردة الغير مبالية بمصيبتي طلب مني ان انتظر شهرين اخرين وهو سيتدبر الامر ويجد حلا مناسبا ..وتم له ما اراد لكن الحمل بدا واضحا للناظرين وبدا علي الارهاق والتعب وحالة من الخوف تملكتني وانزويت بغرفتي وحالي شغل اهلي وبدا عليهم القلق ولم اجد يوما إلا امي تطلب مني ان ارتدي ملابسي لتأخذني الى الطبيب وتعرف ماذا الم بي ..هنا احسست وبلحظة ان دقات قلبي توقفت وانطفئ بريق عيني ولساني شلت حركته واختفى عمري بحروف وان القدر شهر سيفه في تلك اللحظة الكئيبة لينتقم مني فأصابني هذيان وبحر من الدموع وأنفاس تعلوا وتعلوا حتى انسمع صوتها لمن حولي ..لكنني حاولت ان اتماسك وأجبتها غدا ان شاء الله نذهب اليوم عندي مذاكرة كثيرة ..نظرت الي نظرات روت معها قصص وروايات ودون ان تنبث بكلمة اغلقت الباب خلفها وتوارت عن الانظار...وهنا قررت أن ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى