الأحد، 18 مارس 2018

الحلقة الثالثة .. وبات الحزن على خدود الجمال ... بقلم / سحر الصيدلي

الحلقة الثالثة :
========
وبات الحزن على خدود الجمال
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي

............................................

وبتنا كل يوم نلتقي معاً في عرض البحر كل منا يسابق الموج بطريقته الخاصة حتى حصل المقدر الذي لم يتوقعه أحد .. كان يسبح كالسمكة برشاقة ودلال وكنت اراقبه من بعيد دون أن ينتبه هو لذلك وفجأة وجدته يصارع الماء بمشقة ويمد يده للأعلى متمنيا ان يساعده أحد ..في البداية ظننتها حركة من حركات الشباب لكنني تابعت الامر وجدته فعلا يغرق ويده الممتدة تنخفض رويدا رويدا ودون تفكير مني أسرعت بالسباحة نحوه لأعرف مشكلته التي يعاني منها وهو السباح الماهر .وما ان وصلت حتى وجدته يتصبب عرقا وأنفاسه تلهث وبأعلى صوته يصرخ ارجوك ساعديني بالوصول الى الشط فقد انتابني شد عضلي منعني من الحركة او السباحة فهل لك بمساعدتي ؟؟... أجل أجل وسحبته بقوة مدني الله بها وبدأ يتكأ علي وانا منهكة من شدة التعب و لكن ليس لي حيلة سوى انقاذه ووصوله للشط بأمان ...هناك استلقى يئن من شدة الالم فالشد العضلي مؤلم جدا داخل البحر ويمنع الانسان من الحركة... وبدأت بعمل حركات لساقه لأعيد للعضلة ليونتها ومرونتها لكنه كان يصرخ ويتلوى من الالم وتابعت التدليك بخفة ورشاقة كأنني اختصاصية لها باع طويل بهذا العمل حتى لانت عضلاته وعاد اليه نشاطه ووقف منتصباً على قدميه وكلمات الشكر بدأت تنهال على مسامعي وحروف الامتنان تزرع الفرحة داخلي وأنفاسه سحابة مطر تروي كل فصول حياتي لكن صمتي كان يبوح بكل كلمات الحب التي يتمنى لساني ان ينطق بها لهذا الفتى الذي شق قلبي بسهامه وتربع فيه ..فتداركت نظراته لي وفتحت فمي ببعض الحروف لتجيبه عن شكره لي ..وبلعثمة غير مقصودة رددت الحمد لله انني كنت قريبة من البحر واستطعت انقاذك والعودة بك الى الشط بسلام ثم مساعدتك في عودة الحياة لقدمك ونثرت له ابتسامة رقيقة من المؤكد فضحت ما بداخلي ..وبسرعة التفت الي قائلا ..للان لا اعرف اسمك كي اشكرك على مساعدتي ..
اسمي سلمى أعيش بالقاهرة وأنا الان هنا للاصطياف
ماهي دراستك يا سلمى؟؟
نجحت هذا العام بالثانوية وسألتحق بالجامعة بكلية الطب ؟؟
ما شاء الله بالتوفيق يارب..
أعرفك عن نفسي ...
أنا شريف في السنة النهائية بكلية الهندسة أعيش بالإسكندرية وأنا أيضا هنا لاستمتع بالبحر وجماله فلا أحب كثرة النوم لذا استيقظ باكرا لأكون على الشط أمارس رياضة المشي و السباحة وأعود لبيتي القريب من هنا للفطور والراحة ثم أعاود الرجوع الى البحر بعد الانتهاء من بعض الاعمال التي تخصني .. للاستمتاع بلمسات الجمال التي خلقها ربي ..والآن علي أن أ شكرك يا سلمى على مجهودك معي وأسف على التعب الذي سببته لك ونلتقي غدا صباحا هنا لتنقذيني مرة اخرى ثم قهقه ضاحكا وودعني بأجمل ابتسامة تحلم بها فتاة
وبلحظة أحسست بشعور غريب لم اشعر به من قبل ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى