وبات الحزن على خدود الجمال
الحلقة الثانية
تأليف الكاتبة سحر الصيدلي
...................................
حتى ذاك اليوم الذي التقت عيناي بعينيه الممتلئتين حيوية ونشاط ويشع منهما بريق الفطنة والذكاء ...... شاب طويل القامة مفتول العضلات وسيم الطلّة ابتسامته تملأ وجهه الذي يتدفق سعادة وهناء ويتمختر على الشاطئ بكل كبرياء وعيون الفتيات تلاحقه من هنا و هناك وهو لا يبالي بأحد .. لا أنكر أني أعجبت به وكان محط أنظاري وتقديري لأنه شخصية جذابة يرتاح لها القلب من النظرة الأولى ولكنه ليس هدفي ..فهدفي أن أكمل جامعتي وأدخل كلية الطب التي حلمت بها منذ الصغر ووعدت أهلي أن أكون طبيبة مشهورة وأن أحقق حلمهم الذي غرسوه بروحي منذ نعومة أظفاري..فكان علمي هو كل ما تصبو إليه نفسي .. وتحقيق ذاتي هي رسالتي التي كنت أسعى إليها لذا لم تكن نظرات الشباب لي تعنيني ، ولا تلميحاتهم تروق لي رغم كثرة الخطّاب الذين طلبوا يدي مفتونين بجمالي الأنثوي الذي كان محطّ إعجاب عند الجميع لكن والدي ووالدتي كان رفضهما صارماً فلا زواج قبل أن أتخرج من جامعتي وأحصل على شهادتي وأكون طبيبة الحي التي تشعر بمعاناة الفقراء والمساكين وتمدّ لهم يد العون وتقف جانبهم أثناء المرض ..هذه الرسالة التي كان يمليها علي والدي كل يوم حتى باتت كإسمي مؤمنة بها وفخورة بتحقيقها وكنت مقتنعة بكل حرف تعلمته من أبي وأمي لذا اقتنعت بفكرتهم ورأيهم الصائب بعدم الزواج أو الارتباط بأحد قبل تخرجي وهكذا برمجت حياتي على هذا الأساس .. ولكن ما العمل وقد تسلل نور هذا الشاب إلى قلبي وجعل الحياة تدبّ في أوصالي ومنحني شعور لا أعرف ما هو ؟؟وجعل كل المسافات البعيدة بيننا تطوي الأفكار والمعتقدات والآراء التي تشبثتُ بها منذ الصغر لتكون طوْع بنانه ..وبات طيفه يزورني والأرق يمسح قسمات وجهي ونظراته تنشّط خلايا حلمي الأنثوي وتفرز شوقا لرؤيته دون إرادة مني ومعها أحلق عالياً رغم خوفي من أن أهبط بسرعة ويؤدي ذلك إلى كسري ..لذا قررت أن ابتعد عن مكان تواجده وأجعل صورته مبهمة في نظري ممزوجة باللامبالاة به لأكمل ما تبقى لي من الرحلة بسلام.... حتى ذاك اليوم ودون سابق إنذار وجدته أمامي بالبحر يقوم بحركات الغطس الرشيقة التي تدل على قدرته المميزة بالسباحة محاولاً أن يلفت نظري إليه بشتّى الطرق إلا أنني تماسكت وأدرت له ظهري دون أي اهتمام مني يُذكر. وبتنا كل يوم نلتقي معاً في عرض البحر كل منا يسابق الموج بطريقته الخاصة حتى حصل المُقدّر الذي لم يتوقعه أحد...
.................................
للشاعرة الأديبة : سحر الصيدلي
الحلقة الثانية
تأليف الكاتبة سحر الصيدلي
...................................
حتى ذاك اليوم الذي التقت عيناي بعينيه الممتلئتين حيوية ونشاط ويشع منهما بريق الفطنة والذكاء ...... شاب طويل القامة مفتول العضلات وسيم الطلّة ابتسامته تملأ وجهه الذي يتدفق سعادة وهناء ويتمختر على الشاطئ بكل كبرياء وعيون الفتيات تلاحقه من هنا و هناك وهو لا يبالي بأحد .. لا أنكر أني أعجبت به وكان محط أنظاري وتقديري لأنه شخصية جذابة يرتاح لها القلب من النظرة الأولى ولكنه ليس هدفي ..فهدفي أن أكمل جامعتي وأدخل كلية الطب التي حلمت بها منذ الصغر ووعدت أهلي أن أكون طبيبة مشهورة وأن أحقق حلمهم الذي غرسوه بروحي منذ نعومة أظفاري..فكان علمي هو كل ما تصبو إليه نفسي .. وتحقيق ذاتي هي رسالتي التي كنت أسعى إليها لذا لم تكن نظرات الشباب لي تعنيني ، ولا تلميحاتهم تروق لي رغم كثرة الخطّاب الذين طلبوا يدي مفتونين بجمالي الأنثوي الذي كان محطّ إعجاب عند الجميع لكن والدي ووالدتي كان رفضهما صارماً فلا زواج قبل أن أتخرج من جامعتي وأحصل على شهادتي وأكون طبيبة الحي التي تشعر بمعاناة الفقراء والمساكين وتمدّ لهم يد العون وتقف جانبهم أثناء المرض ..هذه الرسالة التي كان يمليها علي والدي كل يوم حتى باتت كإسمي مؤمنة بها وفخورة بتحقيقها وكنت مقتنعة بكل حرف تعلمته من أبي وأمي لذا اقتنعت بفكرتهم ورأيهم الصائب بعدم الزواج أو الارتباط بأحد قبل تخرجي وهكذا برمجت حياتي على هذا الأساس .. ولكن ما العمل وقد تسلل نور هذا الشاب إلى قلبي وجعل الحياة تدبّ في أوصالي ومنحني شعور لا أعرف ما هو ؟؟وجعل كل المسافات البعيدة بيننا تطوي الأفكار والمعتقدات والآراء التي تشبثتُ بها منذ الصغر لتكون طوْع بنانه ..وبات طيفه يزورني والأرق يمسح قسمات وجهي ونظراته تنشّط خلايا حلمي الأنثوي وتفرز شوقا لرؤيته دون إرادة مني ومعها أحلق عالياً رغم خوفي من أن أهبط بسرعة ويؤدي ذلك إلى كسري ..لذا قررت أن ابتعد عن مكان تواجده وأجعل صورته مبهمة في نظري ممزوجة باللامبالاة به لأكمل ما تبقى لي من الرحلة بسلام.... حتى ذاك اليوم ودون سابق إنذار وجدته أمامي بالبحر يقوم بحركات الغطس الرشيقة التي تدل على قدرته المميزة بالسباحة محاولاً أن يلفت نظري إليه بشتّى الطرق إلا أنني تماسكت وأدرت له ظهري دون أي اهتمام مني يُذكر. وبتنا كل يوم نلتقي معاً في عرض البحر كل منا يسابق الموج بطريقته الخاصة حتى حصل المُقدّر الذي لم يتوقعه أحد...
.................................
للشاعرة الأديبة : سحر الصيدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق