رسالة من امرأة غاضبة
أتهمتنى فى يومٍ من الأيام بالحماقة والكآبة لأننى كنت أتظاهر أمامك بضعفى وقلة حيلتى .
كنت أسعى دائماً لإرضائُك حتى جعلتٌك تظن أننى ضعيفة ، مع أننى عكس ذلك تماماً .
أنا فى الحقيقة امرأة صعبة المنال ، شديدة المرأس ، قوية فى أتخاذ قراراتها
هكذا كنت دائماً
ولكن..
شدة حبى لك وخوفى على غضبك جعلنى اتظاهر أمامك أننى ضعيفة
أعلم جيداً أن كثيراً من الرجال يعشقون المرأة الضعيفة حتى يشعرون أنهم هم الأفضل ، وهم الأقوى ، وهم دائماً على حق ، وهم أصحاب القرار
هم يقولون ذلك مع أن فى بداية أى علاقة بينهما ينجذب الرجل الى المرأة ذات الشخصية القوية، تلفت نظره قوتها واعتزازها بنفسها ...
وفي بعض الأحيان يعتقدون أن جمال المرأة فى أنوثتها وضعفها تضارب غريب وعجيب!!!
مع أن المرأة فى الحقيقة تملك من القوى والكياسة والحنكة والتحمل والصبر مايفوق كل الرجال ...
لذلك ميزها الله وجعلها
أماً ، وأختاً ، وزوجة تعمل وتسعى من أجل أرضاء وراحة زوجها وأولادها وفى وقتنا الحالى تقع كل اعباء الحياة على عاتقها ...
الرجل ماهو إلا خزينة مال أو بمعنى أوضح أصبح المصرف المسئول عن الإنفاق مع معاونتها هي الاخري بجزء من هذه المسئولية المادية أيضاً بسبب ضيق الاحوال والغلاء الزائد
وهو يقضى طول يومه ونهاره خارج المنزل أو خارج البلاد من أجل الحصول على المال تارك كل مسئولياته وأعبائه المختلفة على عاتق زوجته وحين يصل بها الحال ويضيق صدرها ويظهر على وجهها وبشرتها بعض من الأرهاق والتعب والشهب وتبدأ فى الشكوى بل الفضفضة من أجل الحصول على كلمة طيبة ترضيها وتجعلها تكمل مسيرة الحياة وهي راضيه مطمئنة ...
من هنا يبدأ هو فى أختلاق الأعزار ويتهمها بالتقصير والكآبة والحماقة وانها أصبحت لا تطاق ولا تصلح زوجة صالحة، أصبحت غير عطاءة شكاية متمرده علي حياتها....
يحاول أن يقنع نفسه بذلك....
يختلق لنفسه الاعزار والأسباب كي يبحث عن مخرج آخر أو أمرأة آخرى
هو متخيل أنها تختلف عن زوجته وستعمل على أرضاءه وسعادته كما كانت تفعل زوجته فى بداية حياتهما معاً ...
هو لا يعلم أن لكل تغير أسبابه ودوافعه التي تسببت في هذا التغير.....
اعترف أنني قد اغضبتك حقاً... حين وصل بى الحال الى منتهاه ووقفت أمامك حقاً...
أحاورك واناقشك ولا أقبل الهزيمة أمامك
أعترف بذلك
ولكن..
لماذا لم تسأل نفسك يوماً ما هو سبب هذا التغير ؟
لأننى أصبحت قوية بفضلك بدأت أأخذ قراراتى بنفسى مثلك تماماً من كثرة أعبائى التى اثقلتني بها ..... اعبائي التي أواجهها وحدي وبنفسى بدونك
أتعرف لماذا أيضاً ؟
نتيجة أهمالك وعدم مداومتك على أحساسى وشعورى بأنوثتى
نتيجة أنك تركتنى وحدى أواجه الحياة ...
تركتنى باحثاً عن المال وكأن لا يوجد فى الحياة أهم من المال
المال الذى تعتقد أنه سيحقق لنا كل السعادة ويعطى لنا الأحساس والشعور بالحب والمودة والرحمة .....
لااااا والف لااااا
أنا لا أنكر أن المال شيءٍ مهم ولكن ليس كل شيء فى الحياة
المال ليس غاية تضحى من أجل الحصول عليه بكل من حولك .. تترك من أجله كل مسئولياتك كأب ورب أسرة ، كزوج ، وحبيب، صديق ، وأخ
تترك كل اهتماماتك ومشاركتك الأسرية ...
المال مجرد وسيلة من أجل تلبية أحتياجات الحياة التى تجعلنا نعيش مستورين...
أنا اعترض وبشدة على أن المال هو كل شيء فى الحياة
لقد أفتقدنا الكثير والكثير من المشاعر والأحاسيس ، أفتقدنا احساس كلاً منا بالآخر ، أفتقدنا الروح الطيبة التى كانت ترفرفر على منزلنا الصغير الذى كان يجمعنا سوياً ، أفتقدنا روح المداعبة الأسرية الجميلة التى كانت تجمعنا معاً ومع أولادنا ، أفتقدنا الحديث الشيق بيننا وبين أولادنا الذى كنت تحرس فيه على طرح النصيحة الأبوية الخالصة لله ونحن نجلس على الترابيزة امامك أثناء تناولنا وجبة العشاء ،،
آهٍ من الغربة 😔😔
جعلتنا نفتقد الكثير والكثير والكثير من أجل السعى وراء المال
ورغم كل هذا البعاد وكل هذه السنين كنت فى بعض الأحيان أعاتب نفسى وأستوقفها وأعاتبها على كل ماصدر منها تجاهك واقر واعترف أننى كنت خاطئة وأن هذا لا يجوز ولا يصح أن يصدر منى هذا كله تجاهك .. ضميرى دائماً موجود يعاتبنى ويحاسبنى من أجل مرضاة الله ثم من أجل رضاءك انت
حتى لا يصل بنا الحال الى ما وصلنا اليه الأن ، خاصةً أننا ازواج وأحباب على ما اعتقد حتى تلك اللحظة
كنت كثيراً اعاتب نفسى وأسترجعها وأقبل على أرضائك حتى أجعلك تشعر أننى ضعيفة وقليلة الحيلة بدونك حتى أجعلك تشعر أننى أحتاج الى الحب
أحتاج الى حضنك الدافئ واحتوائك ، احتاج أن أشعر أننى أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معني،،،،،، ومن أجل كل هذا يجب عليك أن تجعلنى تاجاً فوق رأسك لأننى أرضي الله فيك طول غيابك وفي حضورك وفى أغلب الأحيان أكون على صواب ..
كونك لا تعترف بذلك وتعلنها صراحةً أمامى وقت ان تكون بجواري،،، إلا أننى ادركت بإحساسي الانثوى وأنا احدثك ,, وأنا أحتويك وأداعبك واسترجع أنوثتى معك في الماضي البعيد وليس القريب
حين تحاول أرضائى وأنا بين أحضانك وبين يديك كأننا جسداً واحد وروحاً واحدة ...
وحين تنتهى هذه اللحظة يرجع الحال كما هو عليه....
فبما أننى اعيش مأساة أمرأة فلن أمنعك على قرار تأخذه بأرادتك ورغبتك لن أبكى على اللبن المسكوب
إن أردت الرحيل بعد كل هذا ... أرحل ومن هنا سأعلم أنك كنت تخدعنى كل هذه السنين التى عشناها سوياً
الصمت وجع، والبعاد ألم ، والمسافات التي بينهما احتياج وحنين، وحب ، واشتياق
اما انا فكنت بالنسبة لك مجرد عابر سبيل روى لحظة ظمأ قلباً مشتاقاً للحب.... .
هذا هو شعوري واحساسي الذي يستحوز علي منذ أن اخترت الغربة والبعاد وأنت لن تحاول تغير هذا الشعور بل تزيد في عنادك!!!!
هكذا أصبحت الحياة لا تعطى الإنسان كل ما يهواه
وليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
إيمان ذهنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق