
(عتبي على بعض الشعراء)
إنّي أنا والشعرُ ذا ضدانِ
لم نجتمعْ أبدا على إحسانِ
النفسُ راغبةٌ وهذا دأبُها
تدنو من الآثامِ والعصيانِ
لا خيرَ في شعرٍ اذا يلهو بهِ
قلبي ويبعُدُ عن رضا الرحمنِ
آيا بنا ربُّ العباد منزلٌ
واللهُ حقٌّ ما له من ثانِ
قومٌ أُضِلَّ بشعرهمْ فبهجوِهمْ
وبمدحِهمْ وعلى مدى الأزمانِ
أنا لستُ أمدحُ قائدا أو عالما
أو أيَّ مخلوقٍ من الإنسانِ
مدحي يُخصصُ بالنبيِّ وآلهِ
والصحبِ والأخيارِ لا السلطانِ
ما إنْ مدحتُ محمداً بقصيدتي
حتى شعرتُ بقمَّةِ الإيمانِ
قدْ أينعتْ في كلِّ بيتٍ زهرةٌ
فكمنْ سقى الأزهارَ في البستانِ
وتعانقتْ كلُّ الحروفِ سويةً
كتعانقِ الثعبانِ للثعبانِ
وتشابكتْ لما ذكرتُ محمداً
كتشابكِ الأغصانِ بالأغصانِ
منْ يُبلغُ الشعراءَ أنَّ قصائدي
في مدحِ أحمدَ زوّدتْ إيماني
إنِّي اتخذتُ من اليراعِ مطيةً
ومضيْتُ أزرعْ في الثرى إحساني
أنا شاعرٌ والشعرُ ينبعُ من دمي
وبما أخطُّ قدِ ازدهى الثقلانِ
مذْ قدْ وُلِدتُ سُقيتُ علماً نافعا
والقولُ متفقٌ مع العنوانِ
من سلةِ الخبزِ العراقُ تولُّجي
أهلي كرامٌ والسلامُ كياني
ما قلتُ قاطبةً بشعري منكرا
فالشعر عندَ أولي النهى نوعانِ
أكرمْ بشعرٍ يكتسي ثوبَ الحيا
يحمي حمى الإسلامِ والأوطانِ
متربعاً كالشيخِ يُلقي حكمَهُ
يُحيي العقولَ يُزيد في التبيانِ
هذا وآخرُ بئسَ شعرا قالهُ
من دونِ ذلكَ في هوى الشيطانِ
كالنحلِ أقتبسُ الفضائلَ دائماً
ليفوحَ عطرا ما يخطُّ بناني
يا ليتَ شعري هل يُنجِّيني منَ ال
عثراتِ والأهوالِ والنيرانِ
أنا كاتبٌ شعرا عسى بعدَ الردى
رحماتُ ربي بالرضا تغشاتي.
بقلم:الشاعر عبدالله علي هادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق