الجمعة، 7 ديسمبر 2018

( انطفأت الشموع ) الحلقه الخامسة بقلم الأديب / زغلول الطواب

 
الحلقه الخامسة من قصتي القصيرة
(  انطفأت الشموع ) 

أستيقظت هند على أنغام شخير أحمد وكانت أشعة شمس صباح يوم الخميس تنفذ من زجاج شباك غرفة النوم كالسهام الحارقه التى نفذت مباشره إلى هند فأستقبلتها بتأفف شديد اللهجه وظلت تتأفأف بصوره حارقه حتى أستيقظ أحمد من نومه العميق الذى أثار حفيظة هند وجعلها فى حاله نفسيه صعبه والتي أستقبلت بها هذا الصباح الحار أما أحمد أستيقظ متأوهاً وظل يردد ويعبر عن أوجاع ألامه المبرحه آااااااااااااااااااه آااااااااااه أاااااااااااااااااااااه فأستدارت هند ونظرت إليه فسألته أحمد حبيبى إنت لسه بتتألم من علقة إمبارح يا روحي
إنت شكلك يا حبيبى أكلت ضرب بلا رحمه واضح الضرب كان بضمير وحوش دول يا حبيبي إللي إستفردوا بيك قولى بقى يا حبيبى مين إللى عمل فيك كده عدو ولا حبيب قول متنكسفش عادي بتحصل كتير ياما ناس طفسه كتير أكلوا ضرب ولا الحمار في نطلع عادي يا حبيبي لا هي ده هتكون أول علقه ولا آخر علقه فنظر أحمد وهو يفرك فى عينيه وقال لها من فضلك يا هند ده مش وقتك خالص فضحكت هند ضحكه مجلجله رنت في أرجاء الغرفه ثم قالت تعيش يا حبيبى وتاخد غيرها بس المره الجايه تكون القاضيه علشان تبطل رمرمه وطفاسه تقدر تقولى فيها أيه الهانم أحسن منى فيها أيه بيشدك كده أكتر منى يا ترى الهانم حلوه قوى كده طيب منا حلوه وإنت ياما بتعانى من نظرات المعجبين كل ما بنخرج بترجع وبوزك شبرين أيه أللي بتغير عليا قوى كده أنا خلاص راحت علبا يا سي أحمد خلاص نبقاش فيا إللي يملى عنيك هه عموماً إنت مفيش فايده فيك الطبع غلاب يا حبيبى وأكيد مش هتحرم إنت يا حبيبى عامل زى القطط مبتحبش إلا خناقها بتاكل كل علقه والتانيه ومبتحرمش خلى الست غاده بتاعتك تفضل كده وراك لغاية ما ترجعلى على نقاله وقاطع النفس علشان ترتاح من العولق إللى كل شويه بتاكلها دى
بصراحه أنا مش قادره أفهم إيه إللى عليك من ده كله
يا سيدى قولى إيه إللى هى بتعمله أكتر مني وأنا أعملهولك مفيش فايده فيكم يا رجاله تبقى النعمه فى إديكم وترفسوها ومتحسوش بيها إلا لما تروح منكم إخيييييى عليك وعلى غاده بتاعتك دى يا أخى حرام عليك بزمتك وأنت معاها ضميرك مش بينأح عليك مش بيوجعك يعني مبتفتكرش ولا لحظه حلوه قضنانها مع بعض خلاص نسيت الأوقات الحلوه فيييييييييييين ايام الخطوبه لما كنت تفضل رايح جاى من تحت البلكونه علشان أتعطف عليك بنظره أو إبتسامه فاكر ولا ناسي أفكرك بأديا إللى كنت تفضل طول مانت ماسكها تحسس وتبوس فيها وكان ناقص بس تقرقشها فاكر أول بوسه يا احمد فاكر كانت أمتى فاكرها يا أحمد أنا لسه فاكراها كأنها إمبارح لسه طعمها في شفايفي لسه حساها تصدق إنت تستاهل كل إللي بيجرالك علشان عنيك الفارغه يا رمرام
ولا على أيه احرجك أكتر من كده دنتا حتي عيد جوازنا نسيته منتا كده كده ناسى إنت لو كنت فاكر كنت عملت أجازه إمبارح علشان نقضى اليوم مع بعض ونعيد أحلى وأجمل الذكريات لكن إنت مش فاضيلى كفايه تفتكر الست غاده إللى واكله عقلك وواخداك من الدنيا كلها .
عموماً من النهارده إعتبرنى مش موجوده فى حياتك بس أوعدك مش هتشوفنى أبدا هند بتاعة زمان إللى كانت هبله وعبيطه وعلى نياتها هتشوف هند الجديده هند إللى مش طايقه تشوف وشك ولا طايه ريحة البرفان إللى معشش فى مناخيرى كل ما بقرب منك برفان إللى ما تتسمى ربنا ياخدها يا شيخ ويريحك منها ويريحنى من قرفك وقرافها حسبى الله ونعم الوكيل فيك وفيها .
بينما أحمد يستمع للموشح اليوني كان شاحب الوجه عليه أثار الكدمات التى بدلت ملامحه وكأنه واحد مختلف عما تعرفه هند كان ينظر إليها وهى تسترسل قاموس الندم والشماته والحيره والإندهاش ولا يحرك ساكناً فليس لديه ما يقوله كان مغمض العينان كان يتمنى أن يعيش فى الظلام حتى لا يرى نظرات الشماته فى عينيها
ثم قامت هند فارتدت روبها وخرجت من غرفة النوم إلى الحمام لتأخذ دُش ساقع يبرد نار الغيظ التى تلفحها من الداخل والخارج وظل أحمد على حالته الظلاميه حتى عادت هند وهى تلف جسمها ببشكير وفوطه فوق رأسها وجلست أمام المرآه لكى تضع بعض الماكياج وتمشظ شعرها الناعم الطويل ذو اللون الذهبى وهى تقول لنفسها أيه الجمال ده يا بت يا هنوده معقول فيه واحده بالجمال ده كله غيرك والله أنا زي القمر يخربيت جمال أمك يا بت وكانت تختلس النظرات من المرآه حتى ترى إن كان أحمد ينظر عليها أم مازال مغمض العينين ولكن ظل أحمد حابس نفسه فى ظلمته حتى أن أرتدت هند قميص نوم وردي اللون قصير يعتلي الركبتين تضع ساق فوق ساق ثم تقوم بتبديلهما وهي نازالت ترمقه من آن لآخر بنظرات خاذفه تتخللها إبتسامه مغرضه ثم أخذت تغنى بصوت منخفض كايده العزال أنا من يومى أيوا آه فقامت بفتح الكاسيت ووضعت بداخله شريط أغاني الفنانه ليلي نظمي لترقص على أغنيتها المفضله لمثل هذه الحاله كايده العزال أنا من يومي ثم ألتقطت حزام بنطلون أحمد وقامت بربط خصرها وظلت ترقص على الأغنيه وهى تردد كايده العزال أنا من يومى أيوا آه آه ياني آه وآخ منك آخ فخرجت نظرات أحمد من الظلام التى كانت تتوارى بداخله كالسهام القاتله نحو هند وهى تتمايل برقصتها فبثت روح اليقظه داخل أحمد فاعتدل من نومه وجلس متكئأ على السرير ممسكاً بوساده صغيره بين يديه مندهشاً من مما يراه ويتعجب فقال لها إيه إللى جرالك يا هنوده هي الحكايه طالبه معاكى رقص على الصبح ولا أيه إنتى شمتانه للدرجادى فيا بس تعرفى يا هنودتي إنتي ولا سهير ذكى وهى بترقص خلتينى نسيت الضرب والألم وحاسس كده إنى جعان لدرجة ممكن أكل لحوم البشر مش إنتى بشر برضو يا هنوده فتوقفت هند وكانت فى غايه من الإندهاش فقالت ساخره خلاص يا حبيبي فوقت خلاص يا بتاع غاده المسلوعه الناشفه أنا بقى يا حبيبي هند الجديده هنوده إللى هتلوعك وتفلفلك وتشتشطك وتسيبك مولع ومتلقيش إللى يطفيك روح للست غاده بتاعتك وأتحداك لو كانت بتعرف ترقص كده ولا صوتها حلو بالشكل ده ولا جمال عنيا وخدودى ولا وسطى إللى مقاسه يا دوب شبر ونص ولا جمال رجليا الملفوفه ولا ولا ولا هوصفلك ايه ولا أيه منتا هتموت أهه عليا بس بعينك يا بتاع غاده يا رمرام حد يبقى معاه الضانى ويسيبه ويجرى ورا الماعز المعرأب النشفان .
فأبتسم احمد ثم قام متجهاً نحوها وأخذ يقبلها من شعر رأسها حتى أرجلها يبدى بشغف أسفه ويعدها بألا يتكرر ذلك ابداً فقدم له توبته وهو يلهث خلفها وهى فى قمة الدلال والتشفى وعندما أرهقته لهثاً خلفها وهى تهرب من بين يديه مهروله من غرفه إلى غرفه وهى تضحك ضحكاتها الرنانه التى كانت مدويه فأستشعر من صوت ضحكاتها الحرج فلفت إنتباهها بان الجيران ربما يستيقظوا بسب جنونها .
فتوقفت عن الضحك وأكتفت بالإبتسام المتقطع أثر الهروله التى جعلتها تلتقط انفاسها بصعوبه فأرتمت على السرير مستلقيه على بطنها وهى تحبس صوت ضحكاتها بالوساده فحينما هم أحمد بالإستلقاء بجوارها فاعتدلت هند وأسرعت بالخروج حتى باب الغرفه واضعه يدها على وسطها وقالت له إنسى يا سى أحمد الموضوع ده خالص دلوقتى لسه النهار طويل والليل أطول يمكن أغير رأيى وأسامحك وأنسى إللى عملته وقال على رأى المثل ديل الكلب ما ينعدل حتى لو علقت فيه قالب لكن يمكن من هنا لغاية بالليل أكون هديت وسامحتك بس لعلمك دى هتكون أول وآخر مره أسامحك فيها ولو إتكرر الموضوع المنيل ده هتشوف معايا أيام أسود من قرن الخروب وأنت عارفنى لما بزرجن وراسى بتقلب على كل حال يلا ادخل الحمام وخد دُش على ما أحضر الفطار ولاونى خساره فى جتتك . لكن معلش إعمل الخير وأرميه البحر.
ذهب أحمد إلى الحمام وذهبت هند إلى المطبخ لتحضير الفطور .وما أن أنتهى أحمد من حمامهِ وبعد أن قام بتمشيط شعر رأسهِ مرتدياً بجامته الجديده التي كانت قد أهدتها له هند يوم عيد ميلاده فقام بإرتدائها حتى يستجدى عفوها وتنسى لكى يتم الصلح بينهما .
وفى حجرة السفره كانت هند تعد الأطباق لوضع الفطور فتقدم أحمد نحوها محاولاً الإعتذار لها مره ثانيه ولكن هند تصنعت الدلال حتى تستمتع بتوسلات أحمد لها وما أن ظهرت على شفتيها إبتسامه عابره تشجع بعدها أحمد فجلس بجوارها ممسكاً يدها اليسرى ويده الثانيه حول عنقها يداعب خصلات شعرها فسرعان ما أستجابت هند فبادلته الإبتسام وظهرت على خدودها حمرة الخجل فعانقها أحمد وقام بتقبيلها قبله عميقه كادت على أثرها أن تقع بعض الأطباق من على السفره فأنتبها وعاودا تناول الفطور وهما شبه متصالحان وبعد الأنتهاء من تناول الفطور قامت هند بلم الأطباق ودخلت إلى المطبخ لتأتى بطبق من الفاكهه التى تروق لها شهية احمد وجلست هند بجواره فأمسكت بأصبع من الموز وقامت بتقشيره وقالت له وهى تبتسم إتفضل يا حبيبى فنظر لها أحمد مبتسماً فضحكا الأثنان حتى أغرقت أعينهما بالدموع من شدة الضحك المتوالى مر الوقت مسرعاً حتى إن أتى موعد الغداء وكانت الساعه تشير إلى الخامسه بعد العصر. فقالت له هند أيه رأيك نخليها بالمره عشاء علشان تكون جوعت قوى لانى انا محضرالك مفاجئه على العشاء فوافق أحمد على الفور دون تردد ثم جلسا لمشاهدة المسلسل التركى الشهير ( مهند ) وكانت الحلقه تحتوى على مشاهد غراميه عنيفه مما جعل أحمد يقوم بتقبيلها من آن لآخر فتأهبا للأحتفال بهذه الليله على طريقتهما الخاصه فذهب أحمد إلى غرفة النوم ليرتدى ملابس الخروج ليقوم بشراء بعض الأغراض التى تناسب هذه الليله .
وما أن عاد أحمد ألا وكانت هند على أتم الأستعداد بزينتها المعهوده لتلك المناسبات فكانت ترتدى قميص نوم لونه أحمر يكشف عن صدرها وزراعيها وأيضاً كامل ساقيها وكانت قد أنتهت من تحضير العشاء وأضاءة الشموع ليكون العشاء عشاء رومانسى يناسب هذه الحفله التى أنتظرتها طويلاً فكل ليله من هذه الليالى كانت تنتهى بأطفاء الشموع لسبب ما أو لآخر.
أما هذه الليله كانت تلقى من هند رعايه خاصه جداً وإهتمام بالغ وحرصت ألا تنتهى هذه الليله كما أنتهت الليالى السابقه .
وما كان من أحمد إلا أن أثنى عليها بعبارت المجامله الرومانسيه التى تحب أن تسمعها هند منه من آن لآخرثم أغلقت خلفه باب الشقه وقامت بتقبيله قبله عابره فشكرته على الكلام الحلو فأخذت منه الأغراض التى قام بشرائها وذهبت بها إلى المطبخ فسمعها أحمد وهى تصرخ بصوت عالى فقال لها لِمَ تصرخين هكذا قالت له تعالى شوف إللى أنت جايبه يا فالح مفيش فايد فيك فأسرع أحمد إلى المطبخ ليرى ما بداخل الأكياس
وإذ به يشاهد هند ممسكه بورده صفراء كانت قد وضعتها له غاده حينما قابلها وهو يشترى الأغراض فوقع مغشياً عليه فأرتطمت رأسه بدولاب المطبخ فسالت الدماء منها فأسرعت هند وهى فى قمة غضبها إلى السفره فتطايرت الأطباق هنا وهناك فانطفأت الشموع
وإلي اللقاء في الحلقه القادمه بإذن الله
مع خالص تحياتي
زغلول الطواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى