الجمعة، 21 ديسمبر 2018

ومات الضمير بقلم الأديبة / سحر الصيدلي




ومات الضمير
ما أصعب أن يستبد الحزن بخيوط الأمل، ويتسلل الغروب إلى النفس ، ويصبح شروق الشمس مستحيلاً ، ويبدأ الإنسان أياما جديدة كلها ألم وشقاء لا طعم بها ولا حياة .... هكذا بدأت حديثها معي هدى ابنة العشرين ربيعاً ودموعها لا تفارقها، وحزنها وألمها يعيشان بداخلها وهي الصغيرة على حمل الهموم وتجرع كؤوس اليأس، لكنهم زحفوا إليها مبكرا وجعلوها ترى تغريد الطيور كنعيق البوم وقطرات الندى كسموم الأفاعي والابتسامة زيفاً وخداعاً والأمل فقاعات تبددها نسمات الهواء ولا يشعر بها أحد ... وترى أن الضمير مات، والقلوب قد تحجرت، والإحساس قتل بين الناس وباتت نفوسهم ملأى بالشر ..
.قلت لها : أفصحي يا فتاة عما يختلج داخل صدرك
قالت: بداخلي كلمات وحروف لو نطقت بها لتكسرت القلوب ولتمزقت
الأرواح .. فأنا ثائرة كالبحر .. سأحطم بأمواج غضبي كل من يجرح مشاعري ويهين قلبي ويدوس كرامتي .. سأجعل كل حرف هو صمتي ولكنه قوتي التي أضيء بها شموع حياتي من جديد رغم أنني أذرف دمعي بصمت حتى لا تشعر به وحدتي ....
انفصل والدي عن والدتي وعمري ثلاث سنوات وكل منهما اختار له طريقاً يسعد به حياته. وأنا الوحيدة التي ظلمت بينهما منذ صغري ..احتضنتني جدتي وكانت قاسية من فرط خشيتها عليَ ولكن لا خيار لي في حياتي ، هكذا أراد لي ربي ...قررت أن أجتهد وأدرس لأثبت ذاتي وأنشئ لحياتي عالماً يخصني ويعينني على نوائب الدهر ... كان الجمال هبة ربي لي ، والأخلاق والأدب سلاحي ، ودراستي هي غايتي ولا يشغلني شئ سواها...آه يا أستاذتي ... ما أصعب الحياة عندما تفرقك وتبعدك عن أهلك وخلانك فلا تجدي قلبا يصغي إليك أو يشعر بك ولا تستطيعي أن تميزي بين ضربات القلب وإيقاع الحزن ...كنت عطشى للحب والحنان ولنبضات قلب أهلي... تمنيتهم أن ينثرون الحب عليَ ولكنهم مشغولون عني بحياتهم الخاصة، متناسون فلذة كبدهم التي حرموها من حياة السعادة والاستقرار.
أصبحت شابة رائعة الحسن والجمال يتمنى الجميع وصالها، لكن طموحي بدراستي وعلمي شغلني عن حلم كل فتاة ... كان أحمد يتعرض لي في ذهابي وعودتي من مدرستي وهو ابن منطقتي .. شاب وسيم وغني إلا أنني لا أحبه ولا أطيق أخلاقه المنحلة ومغامراته الطائشة مع الفتيات .. حاول كثيرا معي لكنه لم يفلح ... وأخيرا تقدم لخطبتي من جدتي لكنني عارضت رغبتها وأقنعتها بإتمام دراستي وأن هذا الشاب فاسد ولا يصلح أن يكون زوجا لي وكذلك دراستي هي الأهم في حياتي ..... فرضخت جدتي لرغبتي وحصلت على شهادتي الثانوية وانتسبت للجامعة بفرع الهندسة الذي أحبه. وتفوقت بدراستي .. وفي العام الثاني توفيت جدتي رحمها الله وبت وحيدة .. وهنا بدأ أهلي بمضايقتي .. وكلامهم الذي لا يرحم ..عليك بالزواج فورا فلن تبقي وحيدة في بيت جدتك ولن تستطيعي أن تعيشي معنا فلكل منا حياته الخاصة التي من الصعب أن يتنازل عنها... وبالنسبة لدراستك عندما تتزوجين تكملين تعليمك في بيت زوجك وتحصلين على شهادتك ..فعارضت فكرة الزواج وعارضت التخلي عن دراستي وتحمل مسؤولية بيت وأنا بمرحلتي الجامعية .... إلا أن إصرارهم وجبروتهم كان أقوى مني .. فرضخت للأمر الواقع ووافقتهم بشرط أن تتم خطوبتي على عريس أراه أنا مناسبا لي وكنت أريد أن أجعلها حجة حتى لا أتزوج ويكون معي الوقت الكافي للدراسة ..لكن القدر كان أقوى مني فما لبث أحمد أن علم بالخبر من صديقتي حتى عاد من جديد لخطبتي من أهلي فرحب به زوج أمي كثيرا ووجده شاباً فيه كل المواصفات التي تحلم بها أي فتاة وبتلك الخطوبة يتخلص من وجودي في بيته ..أما والدي فرحب بالعريس وفرح به كثيرا لأنه سينتهي من مناقشة أمي معه في أن أعيش ببيته ومع زوجته التي كانت رافضة فكرة إقامتي معها وبزواجي تنحل مشاكل أهلي وتعود السعادة لديهم ..وكل ذلك لم يسألني أحد منهم عن رأي إن كنت موافقة أو معارضة ... طالما هذا العريس سيخلصهم مني ويعيشون سعداء بعيدا عني ...
رغم معارضتي الكبيرة لهذا الشاب وبالذات لمعرفتي بأخلاقه السيئة التي أسمع عنها كثيرا من فتيات الحي لكن غنى أهله الفاحش وثروتهم الطائلة أعمى عيون أهلي عن حقيقته وأجبروني على الزواج منه .. فتجاوزت محنتي وتجاوزت كرهي له واستخرت ربي لعل أخلاقه تتغير بعد زواجي به ...وبت بشرع الله زوجة له وعاهدت ربي أن أكون له نعم الزوجة... وبعد يومين من زواجنا فاجأني بورقة طلاقي. هنا تزلزل كياني وفاضت دموعي وسكت الكلام مني ..فركعت أمامه بإذلال وسألته بدموع المستغيث ... . بربك ماذا فعلت ؟! وما الذنب الذي اقترفته بحقك ؟؟ ولما تفعل بي هذا وأنا العروسة فقط منذ يومين ؟؟؟رد بتهكم وتعالي واستكبار ...سأرد إهانتك لي عندما تمنعت عني أثناء دراستك.. وبعدها رفضت الزواج بي عندما طلبتك من جدتك .. ولكن يا أحمد كنت أصون نفسي لمن سيكون زوجي .. وأحافظ على شرفي وأكون بنت حرة ليست ملك لأحد وها أنت أصبحت زوجي وأنا ملكك الآن .. فهل تعتبر ما فعلته رذيلة أم سلوك وأخلاق حسن ... رد بكبرياء المتعجرفين .. كلا ، بل تعمدت إذلالي وإهانتي أمام الأصدقاء وسأرد لك الصاع صاعين وسأنتقم منك شر انتقام وألوث سمعتك طوال الدهر لتعرفي من أكون ومع من قذفت بك الأقدار ... .أرجوك ماذا ستقول الناس عني ؟! وأنا لم أكمل في بيتك سوى يومين ؟؟وماذا سأقول لأهلي وأصحابي ولجميع من يعرفني ؟؟ رد بغرور سأدع الجميع يشكون بأخلاقك .. وسأدمر حياتك وعندها ستعرفين من أنا... وسألقنك درسا لن تنسيه طوال عمرك ... وسأجعلك ابنة شوارع.
وسارع فورا واتصل بوالدي ووالدتي ودار حديث طويل معهم لم أفهمه لأن الإغماء قد أصابني وبعد أن انتهى من حديث النفاق والخداع أخرجني من بيته بالملابس التي أرتديها فقط ورمى لي ورقة طلاقي وصوت ضحكته تملأ المكان .. أسرعت بهلع وخوف إلى بيت أهلي أروي لهم حكايتي وأقص عليهم ما حدث معي منذ أن طلبني من جدتي حتى هذه اللحظة ....كانت نظراتهم تقتلني والشك في عيونهم يذبحني وحوارهم معي يدل على عدم اقتناعهم بروايتي وبلحظة وقفت والدتي ووالدي يصرخون في وجهي اعترفي ..اعترفي من الذي اعتدى عليك وغدر بك وبسمعة عائلتنا الشريفة .. امن أجل هذا كنت ترفضين الزواج. خوفا من افتضاح أمرك .. هنا أصابني الذهول.. والصمت ابتلع لساني والخوف من روايتهم شل حركتي والكلام أبى ان يخرج من فمي فقط دموعي كانت سلاحي فلم يصدقوني بأي كلمة دافعت فيها عن نفسي ولم يحاولون حتى سماعي وصراخهم يملأ أرجاء المكان عندها وقعت على الأرض مغشيا علي وأصابني انهيار عصبي وغبت عن الوعي وتابعني طبيب احضرته أمي وبعد شفائي .. أقمت في بيت والدتي لكنني كنت منبوذة منها ومن زوجها لا يتكلمون معي ولا يصدقون روايتي بأنني انا المظلومة لا الظالمة وانني الضحية لا الجانية حتى باتت قصتي يتداولها الجيران وأبعدوا بناتهم عني ولم يعد أحد منهم يكلمني وبدأوا يتهامسون من وراء ظهري ويرددون ..ربما اكتشف فيها شيئا ..ربما كانت امرأة وليست عذراء لذلك ردها إلى بيت أهلها بتلك السرعة ...وبدأت الأحاديث تدور هنا وهناك وأصبحت معاملة الجميع سيئة لي حتى أمي وزوجها نفروا مني ووالدي قال لي لست ابنتي ولا أعرفك ...فهجرت بيوتهم جميعا وخرجت هائمة على وجهي لا أعرف الى أين قدماي ستودي بي ومشيت في الشوارع لساعات وساعات حتى هبط الظلام وتعبت قدماي واحسست بدوار رهيب ينتاب جسمي وتذكرت أنني منذ الصباح لم أذق أي طعام ولكن ليس في حقيبتي أي فلوس فما السبيل والى أين سأذهب في هذا الليل الطويل وبحركة غير مقصودة لعنقي تحسست فيها بقطعة ذهب كنت أتزين بها قبل خروجي من بيت أحمد ولله الحمد أنها ما زالت معي سارعت لأقرب بائع مجوهرات وعرضتها عليه فوافق أن يشتريها قبضت ثمنها وأنا سعيدة لأنني بذلك أستطيع أن أسد رمقي ببعض لقيمات من الطعام الذي افتقدته منذ الصباح والحمد لله استرديت قوتي وتابعت المسير للبحث عن فندق تكون أسعاره رخيصة أستطيع الإقامة فيه لعدة أيام حتى أجد عملا يكفيني من شر العوذ ويكون عونا لحياتي وفعلا نزلت في فندق جدا متواضع لكنني حمدت الله انني وجدت غرفة تحميني من هذا الليل المخيف ونمت نوما عميقا لم أنامه من أيام.. وفي الصباح بدأت عملية البحث عن عمل استطيع من خلاله ان اصرف على نفسي وعلى دراستي....ثم توقفت عن الكلام ............
و نظرت الي باستغراب وقالت :هل هذا جزائي يا سيدتي لأني حافظت على شرفي أم جزاء أهلي الذين نسوني وانشغلوا عني ... لكن أحمد الله أنني متسلحة بحفظ القران ومعرفة ربي فهو معي سيرعاني ويحميني .....ثم أكملت حديثها هدى وقالت.. بعد أن نفذت النقود مني وأصبحت أعاني من الفقر والجوع وعدم القدرة على دفع اجرة الفندق اضطررت أن التجأ لى بيت خالتي ..هو بيت صغير وعدد أفراده كثير لكنني كنت مضطرة إلى أي مأوى يحميني ليلا من الذئاب البشرية وبعد فترة أحسست أنني بت عبء ثقيل عليهم
.... فأصبحت جادة في البحث عن عمل بأقصى سرعة ممكنة لكي أعول نفسي وأريح خالتي من مسؤوليتي .... وأكثر ما كان يعذبني عندما أجد عملا مناسبا وأقول لنفسي ستفرج بإذن الله أرى تلك النظرات غير البريئة التي كان يرمقني بها أرباب العمل عندما كانوا يعلمون أني وحيدة ومطلقة .. وكلما كنت أتعرض لمضايقات من أحدهم كنت أترك له العمل وأعود لأبحث عن عمل جديد .. وبسبب ذلك كرهت جمالي .. وعلمت أنه بات نقمة علي لا نعمة .. حتى إني كرهت النظر إلى وجهي في المرأة .. حاولت أن ألتحق بدورات تدريبية لكي أطور من نفسي وأتمكن من الحصول على فرصة عمل أفضل ولكن ما معي من مال كان لا يكفي .. فأفقت على واقعي المرير .. فتاة بلا مؤهلات ولا خبرات وبلا سند يحميني وبلا مال يقيني شر الحاجة، كل ما أملكه هو جمالي الذي جعلني مطمعاً لأصحاب القلوب المريضة والميتة .. فاضطررت في نهاية المطاف إلى الالتحاق بعمل بسيط لأعيش منه وأكمل دراستي ...وبعد ثلاثة شهور من عملي .. عرض علي صاحب العمل أن يتزوجني ويسترني في بيته ويكمل لي دراستي وهو رجل في الستين من عمره أخاديد الزمن على وجهه وعلامات التعب بخطواته وشيب السنين يغطي شعره وعمره يفوق عمر أبي وأولاده أكبر مني ..لكن العوذ والحاجة يعملوا المستحيل وعرفت أنني سأدفن شبابي مع رجل عجوز وسأكون له ممرضة مع الزمن ومع ذلك وافقت وقلبي يقطر ألما ودموعي تنزف حسرة على ما أصابني وأنا الصبية الحسناء التي في عمر الزهور ولكن لم يكن أمامي أي خيار اما في الشارع أو مع هذا العجوز المتصابي ومعه سأكمل دراستي وأحقق حلمي وأصبحت للمرة الثانية زوجة بلا حب ولا وفاق ولا شعور بالسعادة مجرد خادمة بالبيت مع زوجة ثانية ليس لي أي حقوق سوى أن اخدم بالبيت وأعيش على فتات طعامهم وتحملت كل شيء مقابل أن يسمح لي بمتابعة دراستي ..وعندما طالبته بإكمال تعليمي حسب ما وعدني به تنكر للموضوع وبدأ يقنعني أن الزوجة ليس لها غير بيتها وزوجها ولن تفيدك الشهادة بأي شيء ألا يكفي أنني خلصتك من أعباء العمل وجعلتك سيدة في بيتي مع عائلتي وأولادي واصرف عليك وعلى طعامك وملبسك فماذا تريدين أحسن من هذا لا تستهيني بنعمة الله عليك وارضي بما قسمه الله لك...بكيت كثيرا واستعطفته أكثر وقبلت يديه ووعدته أن احصل على شهادتي ولن اعمل بها وسأكون طوع بنانه وسأتفرغ لعمل البيت تماما إلا أن محاولاتي ذهبت في مهب الريح فقد كان عناده أكبر وإصراره أكثر ومنعني من الخروج من البيت وان خرجت دون اذنه أكون طالقة ومكثت عدة أيام بالبيت أتلوى على جمر النار واحدث نفسي .. لقد قبلت بك أيها العجوز لتحقق أحلامي لا لتكون سبب تعاستي وشقائي وأنا مصممه على إكمال دراستي مهما عاندتني الأيام والظروف وطموحي بتعليمي أكبر من كل شيء وخرجت من بيته ومعي ورقة طلاقي ولكن لا اعرف إلى أين المسير حتى التقيت بامرأة عجوز في الحديقة التي كنت استريح فيها من تعب المشي الذي لا اعرف له نهاية وبعد حديث ودي بيننا سألتني ما بك يا ابنتي وجهك وملامحك تدل على حزن دفين بداخلك ودون ان ادري انهمرت دموعي بغزارة وصوت بكائي بات نحيباً فضمتني تلك المرأة الى صدرها وقالت بصوت حنون.. كفي عن البكاء يا ابنتي و اروي لي قصتك ربما استطيع مساعدتك وفعلا بدأت أتكلم عن حياتي منذ أن تركني أهلي وأنا صغيرة عند جدتي حتى لحظة وجودي هنا فطبطبت علي بيديها الحنونة واسمعتني أحن كلام تمنيت أن اسمعه من أمي وقالت لا تحزني يا ابنتي طالما هناك رب كريم فلن يخزلك .. ونهضت بسرعة من مكانها وأمسكتني من يدي وقالت تعالي معي الى منزلي المتواضع وسنعيش معا حتى يفرجها عليك ربك وبعد ان يطمأن قلبك وترتاح نفسك ستبحثين عن عمل شريف يعينك لإتمام دراستك ...وبت كل يوم أنزل صباحا من البيت لأبحث عن عمل يناسبني ويكون ذو فائدة لحياتي وبينما انا امشي حائرة تائه من كثرة البحث عن عمل مناسب ولم أجده لمحت من بعيد اسم جريدتك ووجدت قدماي تجراني الى هناك وقلت في نفسي ربما أجد عندك عملا يناسبني أو حلا لمشكلتي لذا طلبت مقابلتك لأروي لك قصتي عسى أن تساعديني وتجدي لي ما يريح قلبي و ينقذني من تعاستي قبل أن اغضب ربي وأنوي على الانتحار ..
سمعت قصتها بتروي وحسرة وألم و بكيت من أجلها وعاهدت ربي أن أكون أختا لها لأحميها من الذئاب البشرية ... فالذنب ليس ذنبها .. ولكنه ذنب الأهل الذين يلهثون وراء ملذاتهم ومتعتهم الخاصة مضحين بأبنائهم وفلذات أكبادهم دون أدنى شفقة أو رحمة .. فليرحم الآباء أبناءهم كي يستحقوا رحمة الله والنجاة من عقابه يوم لا ينفع الندم
وبالفعل تعيش الآن في بيتي وتكمل آخر سنة لها بالدراسة الجامعية في الهندسة وتعمل بمكتب هندسي أنا رشحتها له وهي في قمة السعادة وتخطط أن تكمل دراستها في الخارج لتكون أستاذة جامعية لكن على ما أظن صاحب المكتب مهندس محترم قد أعجب بها وبأخلاقها وكلمني أن اعرف رأيها لو تقدم للزواج منها لكنني أمهلته لحين أن تتخرج وتنال متعتها بتحقيق حلمها بالشهادة ثم ترد اعتبارها كأنثى عانت كثيرا لتحقيق حلمها وأتمنى من جميع الأهل أن لا يأكلون الحصرم حتى لا يضرس أبنائهم
مع تحيات سحر الصيدلي
...............................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى