الأربعاء، 4 مايو 2022

المقامة الوسطية ... للشاعر الأديب / يحيى ابراهيم

 


كان لي صديق مفضال يسمي محمد بن عبد المتعال وكنت رافقته من زمان في وقت ندر فيه الأصحاب والخلان كنا نتزاور نتناقش ونتحاوريعجبني حديثه واشتاق الي اقاصيصه فهو الحپبب المحبوب الذي يأخذ بمجامع القلوب اذا صمت فصمته فكر واذا تحدث فحديثه ذكر
قال بن عبد المتعال لقد وصلنا الي اخر الزمان حتى طال العبث الاديان فأصبح كل منا اما متشدد متصيد او متخاذل متبلد مع ان ديننا دين الوسطيه لخير امه محمديه فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه
من وددت ان اكون خديم لنعليه (لن يشاد الدين أحدا الا غلبه
فله المنعه والغلبه وقول النبي التهامي الذي بذكره الخير تهامي حينما بعث ٱبي موسى ومعاذ(يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا) وهنا قاطعت كلامه وان أعجبني نظمه في مقامه وقلت حديثك ذو شجون
وفي صدرك كلام مسجون افصح عافاك الله فرفت مقلتاه وقال اتذكر حينما تذاكرنا مقامات بديع الزمان قلت مر علي هذا ردح من الزمان قال ما اشبه الليله بالبارحه قلت تعودت منك المصارحه قال المقامة الاصفهانيه قلت عوفيت من كل بليه قال حدث معي مثيلها
بعد انصرام الأعوام ومرور الايام ثم ٱستطرد بحديث هوينا وحثيث قال كأن لي صديق
اصطفيته على الخلان فكان من صفوه ألاخوان كان صابرا شاكرا رغم ابتلاء الدهر ومراره القهر وفرقة الاحباب وتخلي الأصحاب
كان لسانه يلهج بالشكر وقلبه ينطق بالذكر مرض صديقي مرض عضال فاق كل إحتمال وتضائلت الآمال حتي حلت رحمة قيوم السماوات وظهرت بشارات بشفاء علته وتجاوز محنته وزوال شقوته
ولكن بعمليه جراحيه هي بحق مستعصيه ولكن رحمة الله أكبر وفيوضه تهمي وتمطر
فقد دخل الي احدي المشافي وربك ذو فضل شافي ومن دون عباده كافي فقلت خفي الطاف نجنا مما نخاف ورافقته في رحلته اهون محنته واشد عزيمته حتى تقرر إجراء جرإحته فقمت ببشارته وكان ذات جمعه في مشفي الجامعه
ثم نودي بأذان الحق ان الصلاه جامعة بمشفى الجامعه وصعد المنبر شيخ مهيب الطلعة ذو لحية كثه وصلعه وبعد أن حمد الله وصلي على مصطفاه ظل يخطب اخضلت لحيته بالدموع وكلنا بخشوع وخضوع حتي تحول الي خنوع بعد ان اطال وكرر ما قال والناس في وجوم وقد بلغت الروح الحلقوم فكلهم اما مريض او بعياده مريض وشيخنا ينشد القريض وأصبح فكري مبلبلا وعقلي مهلهلا وذهب الخشوع
وانا علي صديقي شبه مصروع وقلب مصدوع فمن له اذا اراد النطاسي ترياق ومن يجالسه اذا آفاق وتنفست الصعداء شاكرا رب الأرض والسماء إذ انهي خطبته العصماء بعد ان نامت الأعين واصبحت الاذان صماء
وكلنا حانق متعجل من شيخ غير مبجل لا يراعي ضرورات تبيح محظورات ثم نودي للصلاة فقلت اللهم خفيفه ليست كخطبته فلكل منا ضرورته
فإبتدا صلاته بفاتحه الكتاب وثني بالقارعه ثم اتبعها بالواقعه وركع فأطال الركوع فأنبجثت من عيني الدموع والتفت الساق بالساق وشيخنا في حلبه سباق فمنا من أثر اكمال صلاته من قعود وفي قراراته الا يعود الي هذا الشيخ مره ثانيه
فلا هو يراعي ضرورات ولا يشعر بل بالملمات وهو في مشفي وما ان انتهت صلاتنا حتي تكأكأ الناس قياما وجلاس واشبعوه لوما وتقريعا ونصحا وتشنيعا فما وجدته الا جامدا جلمودا لا يرد صدودا بل قال هذه صلاتي ويمكنكم شكايتي وشكواتي فتركته علي مضض لالحق بصاحبي فاجد رحمه الله قد شملته وقد آفاق من غفلته وقيض الله له من يسانده، ويعاونه ويعاضده ونظرة لوم في عينيه فقلت لا عتب عليه فالناس في معابدهم والله في قضاء حوائجهم وسكت صديقي المفضال محمد بن عبد المتعال فقلت لاصوغها مقامه يسير بها الراكب من طنجة الي تهامة كتبتها دون تطويل ممل او تقصير مخل كتبهأ راجي عفو الكريم يحيي بن إبراهيم في شهر الله شوال اليوم الثاني لعيد الفطر المبارك تجلي ربي وتبارك لاثنين خلون من شوال بعد ثلاث واربعون والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وثلاث من شهر مايو لاثنين وعشرين بعد الالف الثانيه وبهذا تنتهي هذه المقامة في حفظ الله رافقتكم السلامة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى