الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020

من ادب الميتافزيقا قصة قصيرة .... بقلم الأديب / يحيى ابراهيم




من أدب الميتافزيقا
قصة قصيرة
قامت دكتوره مريم من نومها
متثاقله تشعر بصداع رهيب
وكل عظمه من عظامها تئن
انتفضت من فراشها الساعه
تدق تمام الخامسه صباحا
الخادمه في اجازه لمده اسبوع
لابد ان تؤدي كل شيء بيديها
دكتور محمد
تململ الزوج في فراشه
متآففا لسه بدري يادكتوره
قالت ضاحكه بدري
من عمرك يادوب
تغتسل وتصلي ونفطر
ويتجه الاولاد الي
جامعتهم
انت تعلم ان السائق مريض
وعليك بتوصيل الاولاد
قام الزوج مرغما
نسيت ان اعرفكم بالاسره السعيده تلك
الزوجه استشاري النسا والتوليد باحد اكبر المستشفيات الاستثماريه
الزوج استشاري مخ واعصاب ايضا
بنفس المشفي
الأبناء
فاطمه ومحمد طلبه بنهائي طب
في احدي الجامعات المصريه
الخاصه
مصروفاتها تتعدي الاربعه اصفار
لكل فرد
عربه خاصه احدث موديل
لكل ابن
في الجراج. الطعام علي المائده الكل
يتحلق حول المائده
ايديهم تمتد الي الطعام
يتناولون العصير
يمسحون ايديهم في المناشف
هل لاحظتم شيئا غريبا
الطعام كما هو
اكواب الماء كانها لم تمس
الاطباق لم تنقص
الخبز في طبقه لم يمس
علي الحائط صوره جماعيه
للاسره
نظرت اليها الام وهي تغادر
تلك الشقه الفارهه
بالبرج الذي يمتلكه زوجها تتذكر الايام الخوالي
حينما وقعت في غرام معيدها
بالكليه
هي من عائله لا تقل عنه
عراقه
هتفت من اعماقها
لو عاد الزمن الف مره
ما تزوجت غيرك ايها الحبيب
اخرجها من افكارها
صوت كلاكس السياره
لقد عاد زوجها ليصطحبها
معه الي المستشفي
دقائق وكانت بجواره بالسياره
تحدثا عن عمليات اليوم
ورصيد البنك
وأجره الذي لابد
ان يرتفع عن كل عمليه يجربها
وضروره رفع فيزيتا العيادات الخاصه بهما
عام كامل لم يرفعا خلاله قيمه الكشف الا
مره واحده
انفجر ضاحكا بغته وهو يتذكر
ذلك الرجل المغفل
الذي جاء يحمل وحيده.
بين يديه
لقد اصيب الولد بورم
في المخ في مراحل متقدمه
وكيف طرده حينما
ادرك انه لا يملك
تكاليف العمليه.
وكيف طرده رجال امن العياده
وهو يرغي ويزبد
ويرفع يديه للسماء شاكيا
باكيا
وهي تحكي عن حجز
المولود حتي استدانت امه
من طوب الارض
لتسدد ثمن
القيصريه الخطره كان قد وصلا الي المشفي
القيا التحيه علي
رجال الأمن
لم يرد احدهم التحيه
هرع الي مكتبه
وهرعت الي مكتبها
شئ غريب
اللافته التي تحمل اسمه
منتزعه من مكانها
يوجد بدلا منها
اخري تحمل اسم نائبه
دق جرس الهاتف
ليدخل الساعي
بقهوه الصباح
في الروتين اليومي المتكرر
لم يحضر الساعي
لابد ان يعاقبه
نظرت مريم في مفكرتها
في مكتبها
لتتجهز لعمليات اليوم
تعلم انه سيكون يوما
شاقا
اين نائبتها
لماذا لم تراها حتي الان
أثناء دخولها
لاحظت تجمع كبير
عند مدرج الاجتماعات
لم تعط له بالانظرت امامها صعقت
تلك القاعده الرخاميه لا. تحمل اسمها
تحمل اسم دكتوره سلمي محمد
رئيس القسم
بل هي رئيس القسم ماذا حدث خرجت تجري وجدت زوجها مقابلها
ممتقع الوجه
الغريب ان الممر ممتلئ
عن اخره
أطباء
ممرضين
مرضى وحالات يتابعونها لا احد يلقي إليهم بالا
المدير العام والمدير الاداري
يتجهون الي مدرج الاجتماعات لحقا به وهم في ذهول
صورهم يكللها شريط اسود
علي جانبها الاعلي
صعد المدير الي المنصه وابتدر قائلا
في البدايه نعزي انفسنا
في علمين من اعلام
الطب في مؤسستنا العريقه
لقد كان دكتور محمد
ودكتور مريم علامه
فارقه في تاريخ الطب
امسكت مريم ذراع محمد في ذهول
َزاغت عينها
خفق قلبها بشده
مادت الارض بها
اكمل المدير حديثه
لكننا لن نترك حقها
من ذلك السائق الارعن
الذي صدم الجميع
في وحشيه بناقلته
للاسف الاسره كلها
في معيه الله
وسوف نضع اسمائهم
كل حسب تخصصه
علي القسم الذي يعمل
اقصد كان يعمل به
الكرسي الاخير الدي كان يجلسان
عليه
تموج جسد الزوج والزوجه
في مشهد غريب
مريب مرعب
لم يلحظه احد
حتي تحولا الي
ما يشبه الطيف وكان المدير مازال يتحدث ويتحدث َويتحدث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى