الاثنين، 26 أكتوبر 2020

فصل من المقامة المحمدية في سيرة خير البرية ....... بقلم الأديب يحيى ابراهيم

 


 

فصل من المقامة المحمدية في سيرة خير البرية
بسم الله الرحمن الرحيم الفتاح العليم الذي ارسل رسولا منا يزكينا ويعلمنا بكلامه نسمو وبكتابه نصحو وبنعله نعلو نحكي عن خير البريه في رابع حلقات المقامه المحمديه
ماتت الام ومات الاب وبقي وعد الرب الم يجدك يتيما فاوي اواك شيبه الحمد فلله المنه والحمد سيد البطحاء يانور الارض وضيف السماء بعد الموت والانقباص تلقفك الفياض لتكون خير بنيه وقره عينه
يجلسه بصدر مجلسه ويآنس اليه ويجالسه ويهوي دوما ان يحادثه ويؤثره علي بنيه الحمزه والعباس ويصطفيه من صفوه الجلاس فهو اعلم الناس بسبطه دون قومه ورهطه ويدعوه بولده وفلذه كبده وكان يقول لهم دعوه انه يؤسس ملكه وبلغ عبد المطلب الارب حينما اتاه بني مدلج من خيار العرب فقالو
احتفظ به، فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم الذى فى المقام منه، فقال عبد المطلب لأبى طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به.وقال لام ايمن حاضنته وقال عبد المطلب لأم أيمن، وكانت تحضنه، يا بركة لا تغفلى عن ابنى، فإنى وجدته مع غلمان قريب من السدرة، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابنى نبى هذه الأمة، وهو من يزيح عنها الغمه
وارجو ان تكون له المتمه
حتي اذا حان حينه وادرك بالهلاك دارت به الافلاك واوصي به وطالب عمه ابا طالب ان يكون كفيله ومعيله ووكيله رغم فقر الحال
فحل عليه الخير العميم والنعيم المقيم برعايته لتلك النسمه المباركه الطاهره ذات العلامات الظاهره
وكان أبناء ابا طالب ياكلون فلا يشبعون الا اذا كان بينهم الغلام الميمون فكان لا يقام اودهم الا واحمد بينهم فياكلون الطعام ويفيض
وخير ما قيل في هذا المقام لشاعر همام قال فاحسن النظم والكلام فقد قال بن ابي الحديد المعتزلي
فــلـولا أبــو طـالـبٍ و ابـنُـهُ لَـمـا مَـثُـلَ الـدّينُ شَـخْصَاً فَـقاما
فَــهـذا بِـمَـكّـة آوى وَحــامـى وهــذا بِـيَـثربَ شــامَ الـحُـساما
تَـكَـفََّـل عَــبـدُ مُــنـافٍ بــأَمْ ر وأودى وَكـــانَ عَـلـيٌّ تَـمـاما
فَـقُـلْ فِــي سَـبيلِ ثـوى بَـعْدَ مـا قَـضَـى مــا قَـضاهُ وأبْـقى شُـماما
فَــلـلَّـه ذا فــاتِـحـاً لِـلْـعُـلى وَلــلــه ذا لِـلْـمَـعالي خِـتـامـا
وَمــا ضَــرَّ مَـجـدَ أبـي طـالِبٍ جَـهُـولٌ لَـغـا أو بَـصـيرٌ تَـعـاما
كَـمـا لا يَـضـرُّ إيــابَ الـصَّـبا حِ مَـنْ ظَـنَّ ضَـوءَ الـنَّهار ظَـلاما
وفي بيت ابي طالب
كان الظهر والسند من فاطمه بنت اسد زوجه عمه العطوف وكانت بالغلام شغوف تحنو عليه وترعاه
وتصل من وصله وتقطع من جفاه
وكان محمد بن ثمان سنين وعمه تخطي الثلاثين وكان يناديه محمد بآباه وفاطمه بآماه فكانت فاطمه الام الخامسه في حياته بعد ما ذكرنا من نساء كن كل حياته واسندت الي ابي طالب السقايه والرفاده وهو شرف وايما سعاده سقايه حجيج بيت الله لمن اصطفاه مولاه ونال هذا الشرف الكبير والمجد الخطير
ونظرا لفقره وفاقته فقد تنازل عنه لاعز اخوته سيدنا العباس اخيه بن امه وابيه وقد ولد صلوات ربي عليه في هذا البيت كريم الأصل
بيت عمه صاحب الفضل وفي السنه الرابعه من الهجره المحمديه ماتت الام الوفيه الظهر والسند فاطمه بنت اسد ويخبره علي الخبر الأليم
فيقول والقلب سقيم
رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعينني وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني" ووقف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عند قبرها يبكي حتى على نحيبه وبهذا تنطوي صفحه من صفحات نساء هم كالنجوم الزاهره في صحبه المختار الطاهره

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى