(سأخون وطني)
الشاعر السوري محمد الماغوط (1934- 2006)
" كل طبخة سياسية في المنطقة أمريكا تعدها وروسيا توقد تحتها واوروبا تبردها واسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون !! " .
محمد الماغوط – فارس قصيدة النثر
= " عمرها ماكانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع اللي يعتبرون نفسهم بعد الله" ٠
من مسرحية شقائق النعمان “ ٠
= من أنتم؟ نحنُ عرب , ماذا تشتغلون؟ نحنُ لانشتغلُ شيئاً، فالعالم يشتغل بناـ!”
عكازك الذي تتكئ عليه
يوجع الإسفلت
فـ«الآن في الساعة الثالثة من هذا القرن
لم يعد ثمة مايفصل جثث الموتى
عن أحذية المارة
" الماغوط "
------
في البداية استوقفني هذا العنوان للماغوط و ليس بغريب و لا جديد عليه " سأخون وطني " - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 ) م٠
و من ظلاله ننطلق نحلق معا حول عالمه الرحب نمسك بالحقيقة التي توقعها نبوءة قبيل رحيله و كأنها وليدة لحظة الساعة و المكان معا !! .
عندما نتأمل عالم الماغوط نتوقف مع ارهاصاته التي نطق بها قبل سنوات و هي تتحقق الآن علي أرض الواقع أنها رؤية الفنان المبدع الانسان الذي يحمل الحقيقة دائما رسالة تسافر معه بلا توقف خارج الحدود و الزمان و من هنا كانت لنا وقفات كثيرة مع فارس القصيدة النثرية في لقاءات عدة سابقة !!
لأنه فيلسوف يصبغ مقولته بالجمال الجدلي برائحة السياسة التي تعكر صفو الحياة دائما .
و ما يحدث لسوريا الحبيبة الآن توقعه الماغوط كأنه يعيش لحظاته أنها فراسة الكاتب الصادق مع نفسه و العاشق لوطنه !! .
من أقوال الماغوط :
= " من كثرة الطرق التي أصبحت تؤدي الى قضية فلسطين .. صارت القضية في حاجة الى ادارة مرور تنظم حركة السير إليها " .
= إذا ما أقدمت على الإنتحار قريباً فما هذا إلا لكي ترتفع روحي المعنوية إلى السماء.
= بلد لا يوجد فيه مشاكل .. هو بلد لا استطعيع العيش فيه .
= ما الفائدة من الإسم إذا كان صحيحا... والوطن نفسه معتلاً .
= أرغب بأن اعلن .. ان لا شروط لنا أبداً على تحقيق الوحدة العربية ..بإستثناء شرط واحد هو اننا لا نريدها .
= مشكلتي في هذا الوطن انني احترم كل شيء فيه حتى قمامته .. بدليل وانا عائد في آخر الليل سقط عليَّ كيس قمامة .. فلم احتج .. ولم انفضها حتى عن ثيابي .. ولأنني من طريقة سقوطها علي .. عرفت أنها زبالة مدعومة !.
= لو كانت الحرية ثـلجاً لنمت في العراء .
= " عمرها ماكانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع اللي يعتبرون نفسهم بعد الله" من مسرحية شقائق النعمان
نشـــــــأته :
ولد الشاعر و الأديب السوري محمد أحمد عيسى الماغوط عام 1934 م ، في سلمية بمحافظة حماة عام 1934. تلقى تعليمه في سلمية ودمشق وكان فقره سبباً في تركه المدرسة في سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه، وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيساً لتحرير مجلة الشرطة، احترف الفن السياسي وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية وله دواوين عديدة.
توفي في دمشق في 3 أبريل 2006
كرسي الاعتراف - محمد الماغوط ٠٠٠
والريح تعصف والثلج يتساقط من حولي
جلست في كوخي الشعري المتواضع
ودفنت كستنائي العاطفية والجسدية والتاريخية
ورحت أنتظر
يا رب...
ساعدني على قول الحق
ومواجهة الواقع
وتحمّل العطش
والجوع
والحرمان
و له مؤلفات كثيرة في الشعر و الرواية و المسرح و المقالات لمن اراد ان يبحث عنها
لكننا ننوه عن بعضأعماله :
من مؤلفاته :
1- حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )
2- غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
3- العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
4- المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
5- الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)
6- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
7- شقائق النعمان - مسرحية
8- الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر)
9- غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
10- كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
11- خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
12- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني ( من إنتاج التلفزيون السوري )
13- وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري )
14- وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
15- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
16- الحدود - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )
17- التقرير - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
18- سأخون وطني - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )
19- سياف الزهور - نصوص ( دار المدى بدمشق 2001)
من شعر الماغوط :
عكازك الذي تتكئ عليه
يوجع الإسفلت
فـ«الآن في الساعة الثالثة من هذا القرن
لم يعد ثمة مايفصل جثث الموتى
عن أحذية المارة»
ياعتبتي السمراء المشوهة،
لقد ماتوا جميعا أهلي وأحبابي
ماتوا على مداخل القرى
وأصابعهم مفروشة
كالشوك في الريح
لكني سأعود ذات ليلة
ومن غلاصيمي
يفور دم النرجس والياسمين..
مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
أناشدك الله يا أبي:
دع جمع الحطب والمعلومات عني
وتعال لملم حطامي من الشوارع
قبل أن تطمرني الريح
أو يبعثرني الكنّاسون
هذا القلم سيقودني إلى حتفي
لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه
نحن الجائعون أمام حقولنا..
المرتبكين أمام أطفالنا...
المطأطئين أمام اعلامنا..
الوافدين أمام سفاارتنا..
نحن.......الذي لا وزن لهم إلا في الطائرات
نحن وبر السجادة البشرية التي تفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقه ...
ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج ؟
لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،
أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،
أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،
أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،
أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،
أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،
أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،
أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،
أعطونا الحراس والأاقفال وأخذوا الأمان ،،
أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،
إن تسكنَ وجهكَ موجةٌ
لا تعترف بذنوبها.
أن تدخلَ ثوبَ التشرد،
فيكون تيفالاً لسهرةٍ لكَ في أعالي
البوستر.
أن تستمعَ للوردّ ناطقاً رسمياً
باسم الحرائقِ.
أن تحتسيّ حياتكَ كأساً مع العواصم
والمقاماتِ والقرابين.
أن تجتهدَ
فتصبح حرفاً يمشي
بقوائم المثنى الثلاث الرباع
لتوبيخ التاريخ.
فذاك ما يفسد الأصواتَ في الأجراس.
[[ما يؤنسكَ حقاً.. إشاراتُ المرور. فكن على درّاجتك. هناك في الأبد.]]
لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،
أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،
أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،
أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،
أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،
أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،
أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،
أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،
أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان ،،
أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،
هذه كانت صفحات من عالم مجهول يبحث عنه الماغوط علي أرض الواقع برغم المستحيل يرسم لوحاته الفنية يستلهم منه رؤيته المسبقة للأمور التي تحدق بالوطن لحظة بلحظة في مكاشفة فلسفية جدلية جمالية انسانية اشراقية فالماغوط شخصية سورية عربية مركبة يحتاج القاريء ان يغوص بحكمة لفهم ما سطره لنا من نداءات تفتح لنا مسار الحياة دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق