السبت، 3 أبريل 2021

التحويلة ....... بقلم الأديب / مجدي متولي

 


التحويلة
اتكأ بظهره إلى الحائط, أرخى جسده على الأرض.. وطال معه الصمت.
يبدو عليه الوجوم .
تزداد ملامحه شحوباً وأصفراراً.. اقترب منه عطوه واضعاً يده على كتفه هامساً في أذنه:
ــ إن الخطب عظيم. نظر في عينيه وهو يمضغ صبره بإنكسار. هز رأسه لأسفل عدة مرات, ثم همس:
ــ قد رأيت مصائب عدة, كل مرة يحفظ التحقيق بعد أن يقع من يقع كصغائرالشرر.
طالت نظرات عطوه محدقاً فيه هامساً بهدوء:
ــ لكن الأموات كثيرون !!
إعتدل ثم نظر ناحيته قائلاً:
ــ صدقني ياعطوه من يموت الآن أكثر راحة من أناس آخرين, يعيشون بأجسامهم, وهم في الحقيقة ميتون من زمان, دائماً نتشدق بعبث الوجود, ونعبر عما يجيش بداخلنا من وهن, بعدها نخرج العويل, وزيف الصرخات تملأ المكان.
صمت طويلاً.. يحمل دهشته, ودغدغة صوته تنم عن حمل أثقل كاتفيه.
نظر عطوه في ملامحه, قد توقف النبض واستسلم للزيف الراهن, واتسعت دوائرالوهم, وضاعت ملامحه مع خطى الأقدام المتداخلة, ورائحة الموت تخترق حدود المكان, والتوابيت تزين الأسفلت.
قبل أن يفيق عطوه من تأملاته.. انطلق عم أحمد بمحازاة القضبان متجهاً إلى المزلقان, وهويهذي بكلمات:
ــ كلكم ميتون.. كلكم ميتون.
من المجموعة القصصية"الحلم الضائع"
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى