الثلاثاء، 27 أبريل 2021

بائعة المناديل ........ بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم

 قصص وعبر قصيرة قصة الطفلة بائعة المناديل - قصص واقعية

بائعة المناديل
كان فؤاد يعيش حياة تقليدية, رتيبة لكنه لم يكن منطوياً أو منعزلاً عن الآخرين, بل له أصدقاء كثيرون يذهب كل أسبوع إلى الحديقة العامة يتأمل الطبيعة, وأحياناً يرسم أشياء من الواقع فهو مولع بالرسم, ذات يوم مكث على أحد المقاعد المنتشرة داخل الحديقة عيناه تحدقان يمينا ويسارا, وقع بصره على فتاة لم تتجاوز العاشرة من عمرها تجلس على إحدى المقاعد القريبة وبجوارها كيساً أسود يظهر منه بعض المناديل الورقية ربما التي تبقت من البيع, فتاة ضعيفة البنبة شعرها منسدل على جانبي وجهها وحول عنقها وبشرة وجهها بعض الأتربة والأوساخ, ترتدى فستاناً لونه باهت يصل إلى حد الركبة, يظهر ساقين معفرتين بتراب الزمن الغابر, وقدماها داخل صندل تمزقت أطرافه يبدو على ملامحها الإجهاد, عيناه كانتا موجهتين إليها, وقد أسندت ذقنها إلى قبضتها في صمت. لم تشعر به مرر أصابعه يرفع خصلات شعرها المنسدل على جبينها, فباعدت بين جفونها بتعب أدارت وجهها ناحيته مسح دمعة سقطت سهواً, أسندت رأسها إلى صدره, لايذكر جيداً من أين انطلق النقاش, رفعت رأسها إلى أعلى وكفها راقدة فى كفه ركبت معه السيارة, واشترى لها ثياباً جديدة, ولما دلف المنزل مكثت وسط الصالة بينما هو مستغرق في تأملها فتحت عينيها, وأرسلت من عينين جميلتين نظرة عائمة من وخز الجوع, قدم لها الطعام, أكلت بنهم يبدو أنها لم تأكل منذ عدة أيام, مكثت على الأريكة غاب لوهلة وجدها تغط في النوم.
لم يوقظها بينما مكث يتأملها وهي نائمة, وعلى وجهها ابتسامة شعور حار أن بالمساء أملاً, بينما تقف على قدميها مثل شجرة أمام المارة تحمل كيساً أسود بداخله بعض المناديل الورقية, وقد انحنى ظهرها من الركض خلف المارة وفي جيبها يخشخش بعض القطع النقدية الصغيرة بفرح, بعد أن يتلون وجهها وأطرافها من عوادم السيارات, يتأملها مستغربا.. لحظات طويلة من الصمت تخيم عليه تشحن الجو حزناً وأسى. أسند ظهره إلى المقعد مستسلما. أحس بالتعب يقبض على كل جزء من أجزاء جسده ويرهق أعصابه. نظر في ساعة يده كانت تشير إلى منتصف الليل ذهب إلى حجرته بالطابق العلوى لينام, في صباح اليوم التالي وجدها مازالت نائمة, لم يوقظها بل أعد لها الفطور وذهب.
استيقظت من نومها حدقت بعينيها هنا وهناك, فلم تجد أحداً في المنزل.. نظرت حولها رأت طعاماً معداً على المنضدة التي تتوسط الصالة, ابتسمت وتناولت الفطور.. ثم أخذت كيساً أسود بداخله بعض المناديل الورقية وبدا على وجهها ابتسامة.. ثم رحلت.
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى