

« كوزيت »
في بهيم ليل تسللتْ تحت جنح الظلام،
ليلة عيد ميلاد،
بها الناس يفرحون.
وفي الغاب ذئاب،
الناس بثلوج يتلحفون،
ما هم نيام،
و"كوزيت" وحيدة تسقي الشرابَ لهم من معين نهر في جوف غول الغاب...
"جان" ما كان من سماء ينتظر،
حَلَّ بالأرض من الأرض يحمل أتعاب الغياب،
لا السماء سماء...
وتلك الأرض يباب.
بالحضن ضَمَّ الجبلُ رعشةً ترتجف في أسمالٍ رَثّةٍ من ثياب...
صرخ،
اهتزت الأشجار،
ارتعبت أطيار:
(أيا وطن الغياب،
هل لكوزيتَ منكَ جَبْراً كلُّ هذا العذاب؟
وأنت يا سماء الذهاب...
أما مِنّا لكِ شيءٌ من عتاب؟).
ويبقى الأمل،
أمل؟
آهٍ من هذا السراب!
ويحتفلون،
أعيادٌ وأعياد...
هم العباد،
في أفراحهم لا يختلفون،
وعند فجر من غدٍ عن كوزيتَ لا يسألون،
يمرحون،
كؤوساً حارقةً يكرعون،
يرقصون...
قليل منهم لَيْلَهم في المعبد القديم يتعبدون،
وكوزيتُ في الغاب،
عشيرةُ القبيلة عنها لا يسألون،
وفي الغاب ذئاب،
ما للطفلةِ الرعشةِ أحباب،
هي الأعياد... أعياد،
وما بين سماء وأرض لكوزيتَ غيرُ عديدِ ألوانٍ من عذاب،
أَلا فَلْتَشْهَدي يا سماءَ السراب،
ألا فلتشهدي يا أرض اليباب.
"عبد الرحمن بوطيب".
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق