سلسلة الفضائل والشعر (3)الاختيار :
الاختيار منوط بالعقل والفكر , فمن تعقل وحسن اختياره , صح طريقه وانتعش , ومن ساء اختياره , تعسر وانتكس , لهذا قال ربنا " وهديناه النجدين " اى عرفنا له طريق الخير والشر وعلى العاقل ان يختار , وسيكون من نتيجة حسن اختياره أو سوء اختياره الجزاء الجنة أو النار , وفى الدنيا : المعيشة الحسنة أو المعيشة الضنكا .
فالانسان بالفطرة مجبول على اختيار الصحيح والحق , فما اختار رسول الله "ص" فى الاسراء عندما خير بين الخمر واللبن , الا بفطرته النقية , فقد اختار اللبن
ووما نتيجة حسن العشرة فى الزواج الا من حسن الاختيار للزوجة وتفضيل صاحبة الخلق والدين عن غيرها , ولا اعنى أن لا نختار الجميلات ذوات الاخلاق , ولكن عند الاختيار بين صاحبة الخلق والدين والمقبولة وبين صاحبة الجمال وسيئة الخلق , فعندئذ الاختيار الصحيح لصاحبة الخلق
وعلينا أن نتشبه بمن تحملوا مسئولية الاختيار الصحيح , وان واجهوا المشكلات
قال عمر بن الخطاب : هاجروا ولا تهجروا
يقصد التشبه بالمهاجرين لما اختاروا الهجرة لله ولرسوله , لا المهجرين غصبا من أرضهم كما حدث للهنود الحمر تحت نيران الامريكان , وما حدث لاهل فلسطين تحت نيران الصهاينة الدمويين
نعم قد يظهر البعض النية الحسنة فى الاختيار وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن , وهنا يلعب القدر , ولا حيلة الا الصبر أو تعديل ما انكسر بالاختيار
وكنا كغصنى بانة ليس واحد// يزول على الحالات من رأى واحد
تبدل بى خلا فخاللت غيره //وخليته لما أراد تباعدى
وقيل : أريتك ان منعت كلام يحيى //أتمنعنى على يحيى البكاء
ففى طرفى على يحيى سهاد//وفى قلبى على يحى البلاء
وقيل : ألم ترنى رددت على ابن ليلى //منيحته فعجلت الأداء
وقلت لشاته لما أتتنا //رماك الله من شاة بداء
فالاختيار لا يكون صحيحا الا اذا أخذنا بالاسباب , وفتشنا على الحقائق .وا كانت مجازفات عنترية لا حسن اختيار فيها
الشاعر وحيد راغب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق