الأربعاء، 29 مايو 2019

رمضانيات قطائف ولطائف ....... بقلم : ثروت مكايد (7 )


رمضانيات
قطائف ولطائف
بقلم : ثروت مكايد
(7  )
ثمة شرطان لصحة العمل في الإسلام وإلا كان العمل فاسدا أي لا يثمر ثمرته المرجوة : 
أولهما : إخلاص العمل لله فالله أغنى الشركاء عن الشرك كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم وابن ماجه ومن هنا نفهم سر أهمية الحديث الذي افتتح به الإمام البخاري صحيحه :" إنما الأعمال بالنيات ...إلخ الحديث وذلك لأن الإخلاص من عمل القلب ، وعمل القلب لا يبدو للعيان وإنما مستقر العمل ومبدأه النية التي محلها القلب وعلى مدارها تكون ثمرة العمل فقد يتساوى عملان في الظاهر ويفترقان في الباطن ، وتكون العبرة على نية العبد ...
هاك مثلا يظهر لك جلية الأمر ..
تصور يتيم يسير بجوار أمه وقابله رجل فاستلمه ومسح على رأسه متلطفا به ثم قابله آخر ففعل به نفس ما فعل الأول لكن نية الثاني كانت التقرب لأمه الجميلة بينما نية الأول كانت تنفيذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نيته الله ..
فمع كون الفعل لم يختلف في شيء إلا أن النية جعلت من الأول عبدا لله ومن الثاني عبدا لهواه وشيطانه ..
أما الشرط الآخر فهو المتابعة أي يأتي العمل وفق ما جاءت صورته في الشرع الحنيف أو وفق السنة المطهرة فالسنة بيان القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن وترجمة حرفية له ومن ثم قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم : " كان خلقه القرآن " ...
ف " لا إله إلا الله = الإخلاص 
و " محمد رسول الله = الاتباع ..
إن محمدا رسول الله هي باب لا إله إلا الله ..
ولا يغني شرط عن آخر فكما أنه لا تروج عملة ممسوح أحد وجهيها فكذا لا يروج عمل فقد أحد شطريه ..
وإلى لقاء نكمل فيه حديثنا عن قطائف ولطائف رمضان إن شاء الله تعالى وكانت في الباقة بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى