من الأحاديث النبويه الأربعون النوويه
((. الحديث الرابع والعشرون ))
متن الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة
من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه
في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا
والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ،
ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى
الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب
الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم
الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن
بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه )
رواه مسلم
))(( الشرح. ))((
. عُني الإسلام بذكر مكارم الأخلاق
، وجعل لها مكانة عظيمة ، ورتّب عليها عظيم الأجر
والثواب ، ومن ذلك هذا الحديث الذي رواه مسلم في
صحيحه . لقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل
وصيّته على تنفيس الكرب عن المؤمنين ، ولا ريب أن هذا
العمل عظيم عند الله ، عظيم في نفوس الناس ، إذ الحياة
مليئة بالمشقات والصعوبات ، مطبوعة على التعب والكدر ،
وقد تستحكم كربها على المؤمن ، حتى يحار قلبه وفكره عن
إيجاد المخرج . وحينها ، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل
المساعدة لأخيه ، ومد يد العون له ، والسعي لإزالة هذه
الكربة أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب
المكروب ، ومن هنا ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج
عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد : إنها كربة الوقوف
والحساب ، وكربة السؤال والعقاب ، فما أعظمه من أجر ، وما
أجزله من ثواب . ومن كريم الأخلاق : التجاوز عن المدين
المعسر ، فقد حث الشارع أصحاب الحقوق على تأخير الأجل
للمعسرين وإمهالهم إلى حين تيسّر أحوالهم ، يقول الله عز
وجل : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسره...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق