أصدقائي الأعزاء
رسمت لكم بقلمي قصة جديدة حروفها من ندى الصباح ومن نسائم الشوق وكلماتها من طيب قلوبكم وأزهار ربيعكم .. أتمنى أن تنال إعجابكم ..
عشق الملكات
الحلقة الأولى
.....................
كان الملل رفيقها والوحدة سلوتها والأحلام ملاذها الوحيد الذي تهرب إليه عندما تشعر بالضيق أو المعاناة...لا جديد في حياتها مع أهل يعيشون على الرتابة والروتين الذي لا يتغير ويعانون من انكسارات هذا الزمن الشئ الكثير ومن أحوال البلاد التي لا ترحم .. لذا هربت الضحكة من شفاههم واحتضنوا الألم والمعاناة والقهر فكانت دعاء تهرب من هذا الجو الكئيب إلى قراءة القصص التي تعبر من خلالها إلى أحلام كانت تتمناها وتنصب نفسها ملكة متوجة لبطل قصتها وتعيش هذا الدور الذي يبعدها عن وحدتها القاهرة وساعات الفراغ الطويلة التي تحيط بها بعد أن ماتت أمها التي كانت لها ينبوع الحنان والأمان تبثها همومها وتحدثها عن آمالها وأحلامها وتنعم بدفء مشاعرها...كان التعليم كل هدفها والمعرفة شغفها ..لذا كانت تثقف نفسها تارةً بالقراءة وتارةً بمشاهدة التلفاز وتارةً بالحوارات مع مدرسيها واصدقائها لتجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تفيدها بمستقبلها.. فكان عقلها كجهاز كمبيوتر يسجل بدقة متناهية كل ما تسمعه أو تراه أو تقرؤه .. إلى أن دخل أخوها وليد ذات يوم إلى المنزل وهو يكاد يقفز من السعادة والفرح أخيراً وصل الإنترنت للبيت وأصبح باستطاعتنا الآن أن نتواصل مع الأصدقاء والأحباب.. وأخذ ينادي بأعلى صوته تعالي يا دعاء لتري سعادة أخيك بعد ان أصبح هذا الجهاز يلف العالم بثوانٍ معدودة ويوصلنا بمن نحب ويزودنا بأي معلومة نطلبها بأقل من دقيقة..اندهشت دعاء من هذا الاختراع الرهيب الذي سمعت عنه كثيراً وحلمت به أكثر وتمنت يوماً أن يكون بمتناول يدها ..يا الله لقد تحقق حلمي ومنه سأتعلم الكثير ...جلست قرب أخيها دون حركة أو نفس تتابع ما تراه أمامها بشغف وحب وتعجب ...انتظرت حتى نام أهل البيت وبات السكون يغلف المكان وطلبت بهدوء وروية من وليد أن يساعدها على فتح صفحة لها على الفيس بوك لتتواصل بها مع أصدقائها البنات ومع الأهل والأقارب لتتخلص من الوحدة القاتلة التي تعيشها .. وكان لها ما أرادت... دخلت الفيس وجدته عالماً آخر متحرك بحروف وكلمات وتعارف من كل الجهات ..الحمد لله هنا وجدت ضالتي وسلوتي وبه سأقتل وقت فراغي مع هؤلاء الأصدقاء وسأستفيد بكمية معلومات هائلة منهم.. وبدأت تضيف إلى صفحتها البنات وكانت حذرة من إضافة الشباب من كثرة ما نبهها وليد لذلك ..استمعت لنصيحته واحترمت رأيه وهو الذي أنعش حياتها بالانترنت وجعلها تطلع فيه على الكثير من المعلومات المفيدة ..مرت الأيام إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اقترحت عليها صديقتها هناء أن تنضم إلى جروب هائل فيه مجموعة متآلفة من المثقفين الذين هم على دراية بصنوف العلم والمعرفة ويتحلون بالأخلاق الحميدة ففرحت دعاء بهذا العرض الجميل وقبلت الانضمام إليهم ..وكانت متحمسة جدا لكتاباتهم وتعلق باستمرار على مشاركاتهم وانقلبت حياتها بهذا الجهاز الى سعادة وهناء وهي برفقة هؤلاء الأصدقاء الذين زينوا حياتها وباتوا المنبع الوحيد لفرحها وسعادتها.. كان ابراهيم أكثرهم كتابة وأرقاهم فكراً و أسلوبا وألطفهم حديثا وكلماته محببة لدى الجميع وتعامله راقٍ مع أصدقائه بالجروب لذا كان موضع إعجاب الجميع وخاصة من بنات حواء حتى بات محور حديثهن على الخاص وكانت دعاء منبهرة به تشم عطر الورد من حروفه وتسافر مع كلماته إلى أرقى الأحلام التي تتمناها أي فتاة فشغل تفكيرها واحتل مكاناً في قلبها و باتت همساته تهتز طربا وشوقا في أعماق فؤادها فقد أحست بشعور غريب لم تعرفه من قبل .. فمن حروفه تستقي العاطفة والحنان والأمل ...ومن كلماته التي سجنت نفسها بداخلها باتت تتغنى بما تخطه يداه من روعة وابداع فتهرب من نفسها إليه لترتمي بأحضان همساته التي شغلتها وباتت محور حياتها حتى صار قلبها يقول هل من مزيد ..لقد طرق الحب باب قلبها وزلزل كيانها وبات محور حياتها كانت أمطار حروفه تتساقط على روحها فتنعشها وتملأ ذاتها أملاً وترتجف أشواقها طرباُ كلما ذكر اسمه أمامها .. بينما هو أخر من يعلم بما يجتاح قلبها من عاطفة عاصفة نحوه ..كانت راضية ومستسلمة لهذه العاطفة التي هبت دون سابق إنذار على حياتها فغيرت معالم حالها وجعلت حبه يجري بوريدها رغما عنها.. ثم ما لبثت أن قررت أن تحجُر على قلبها وتهرب من إحساسها ومن قيوده التي كبلتها وجعلتها عاجزة عن مقاومة هذا الشعور .. فانشغلت بالمحادثات والتعليقات مع الأصدقاء لعلها تنسى ابراهيم فقد كانت ترى أن هذا الحب عقيم خاصة وأنه من وراء تلك الشاشة الافتراضية التي تخبئ الكثير من الأسرار التي لا يعلم بها الا الله .. هذا بخلاف تنبيهات وتحذير الأهل والأصدقاء لها من الوقوع في حب وهمي وغير صادق.. ونبع الحنان فيه زائف... لكن الدنيا ضاقت بها وملأ الملل كل وجدانها فكانت تغسله بدموع الشوق وترسم آمالاً تحلق بها إلى سماوات البوح ولكن إلى من أبوح بسري وبحبي وعاطفتي التي سيطرت على كل كياني وباتت ملاذ روحي واعصاراً يجرفني أكثر وأكثر نحو ذلك الحبيب الذي لا يدري بمشاعري ولا يهتم لحالي ولا يعيرني اهتماماً كباقي الأصدقاء ....أه ما أصعب عذابات نفسي التي لا يعلم بها إلا الله ..هل أعزل روحي عن الناس أجمعين؟؟ أم أبني سوراً كي لا يستطيع أحد أن يصل الى قلبي المجروح ؟؟ أم أطلع إحدى صديقاتي على سري لعلها تجد لي مخرجاً أشعر معه بالراحة والأمان؟؟ ..علي أن أتكلم والا فإن الجنون سيكون مصيري المحتوم .. ولم تجد أمامها إلا صديقتها هناء .. كانت هناء رفيقة عمرها ومستودع أسرارها وتستطيع أن تحدثها بحرية عن عشقها لابراهيم وعن إعجابها الشديد به وكيف أن قلبها يرفرف فرحا عندما كان يعلق على كتاباتها ويثني على حروفها بالاعجاب .. فالبسمة تملأها والسعادة تطرق بابها وتطير مع تعليقه فوق السحاب .. ..استمعت هناء باهتمام شديد لتلك الكلمات التي تفيض عشقاً وهياماً بإبراهيم وكانت تحاول طمأنة قلب دعاء ببعض الكلمات الناصحة تارةً والمحذرة لها تارةً أخرى من هذا الشاب الغامض الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً اكثر مما أراد هو البوح به فخدر عقول الفتيات بحروفه وكلماته التي سرقت الألباب وهو لا يعير اهتماما لأي فتاة .. لكن تلك الكلمات لم تجدي نفعاً .. فقد تملك حب إبراهيم من قلب دعاء .. وهنا قررت أن ..
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
مع تحيات سحر الصيدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق