الجمعة، 27 يوليو 2018

عشق الملكات (الحلقة التاسعة) .... بقلم الأديبة ... سحر الصيدلي

عشق الملكات (الحلقة التاسعة) :
أصاب الهلع والد دعاء عندما رآى ابنته ملقاة على الأرض فأدرك أن هناك سر وراء ما حدث.. وبدأ يسأل عن السبب وقد استبد به القلق على ابنته الوحيدة .. فردت الملكة بكبرياء المرأة الواثقة دعها لي وستستعيد وعيها بالحال .. تفضل أنت وولدي إبراهيم الى الصالون..وبدأت تمسح بيديها على رأس دعاء وتداعبها ببعض الكلمات حتى أفاقت من إغمائتها وسألت دعاء الملكة؟؟ أهذا هو ابراهيم ؟؟ بلى هو .. ولكنك قلت لي أنه معاق !! ارجوك اخبريني بكل شئ..حاضر يا دعاء ..ابراهيم هو كل ما لدي في هذه الدنيا وهو حبي الوحيد وأنا أخاف عليه حتى من النسيم لذا عندما أتيت أنت وصديقتك هناء لمنزلنا واكتشفت مدى حبك له خفت أن يكون المال هو الذي برق أمام عينيك والجاه الذي يعيش به ابراهيم قد بهرك .. لذا كان لابد لي من اختبار مشاعرك ومقدار تضحيتك أمام من هواه قلبك .وقد نجحت بتفوق وهاهو أمامك سالماً غانما ينتظر تحقيق المراد ..اليست تلك مفاجأة حلوة وسعيدة ؟! ..أجل أجل ولكن يا خالة لوكنت أبحث عن المال فقد تقدم لي الكثير ممن يملكون المال والجاه ولكني ابحث عمن يهواه قلبي وتطمئن له نفسي ولكن الحمد لله انه بخير وبكامل صحته...إذاً هلمي بنا يا دعاء لنسعد بهذه اللمة الحلوة .. مضت عدة أيام بعد تلك الزيارة جرى فيها أخذ ورد وتفاهم على بعض التفاصيل ثم تم تحديد موعد الزفاف..كانت الفرحة مرسومة بعينيهما والقلب يخفق لعناقهما والمشاعر أزكى طيبا من أي عطر.. والنبضات تاهت بين الكلمات على صدر البوح ..والأمنيات زرعت في وجدانهما تنتظر روعة اللقاء وهمسات الحب لتستقر على أغصان عشقهما الذي ليس له حدود ..وهكذا بدأت التحضيرات للزفاف تأخذ من وقتهم الكثير رغم أن الملكة كانت تحمل أكثر الأعباء وهي بين فرح وخوف من السفن الى أين سيكون مرساها ..كان ابراهيم قد وعد دعاء بشهر عسل في اوربا لكنه مشروط باصطحاب الملكة معه فهو غير مستعد أن يتركها ولو يوماً واحداً لوحدها بالمنزل فليس لها سواه وهي كل دنياه ..أجابته دعاء دون تردد ..طبعاً طبعاً هي أمك وباتت أمي وأنا أحبها كثيراً لأنها جمعت بين قلبينا وقربت بيننا المسافات وحنانها لم أشاهد مثله من قبل فيسعدني أن تكون رفيقة دربي في هذه الرحلة ومعها سأكون سعيدة...عاشت دعاء أجمل أيام عمرها بين زوج حنون محب وحماة متوجة بالعاطفة التي تمنحها دون قيد أو شرط .. وابتسامتها لا تفارق وجهها رغم بعض مسحات الحزن التي كانت تحاول ان تداريها عن ابراهيم ودعاء ..وعلت الزغاريد والأفراح بالبيت ابتهاجاً بحمل دعاء لولي العهد الذي سيملأ البيت بهجة وسروراً وكانت الملكة أكثرهم فرحاً فقد رقصت حروفها طرباً للخبر وصفقت كلماتها للحلم الذي انتظرته طويلا..هكذا مرت الايام في سعادة وهناء حتى بدأت دعاء تشعر بتعب شديد من الحمل الذي أرهقها وادى لنحول جسدها وإبراهيم والملكة في قلق شديد عليها وكانوا يقدمون لها كل ما أمكن من عون لكي يؤمنوا راحتها لكن دعاء شعرت برغبة في أن تقضي بضعة أيام في بيت أهلها وحدثت إبراهيم بذلك ..تأثر إبراهيم لقرارها فهو لا يقوى على فراقها والابتعاد عنها ولو قليلا ..ولكنه قرر أن يلبي لها رغبتها فأوصلها إلى بيت أهلها وعاد وهو حزين لفراقها..ومرت ثلاثة ايام أمضتها دعاء مع والدها وأخيها ومع صديقتها هناء التي كانت لا تفارقها إلا عند النوم حتى استبد بها الشوق لزوجها إبراهيم ولبيتها وللملكة فطلبت من أخيها وليد أن يوصلها الى منزلها لتكون أجمل مفاجأة لزوجها... وصلت دعاء إلى البيت وفتحت الباب بهدوء وتسللت الى غرفة نومها لتبث ابراهيم عطر شوقها ولواعج حبها على شموع الليل وأصوات النغم وتسرق معه أجمل اللحظات ..و بيد ترتجف هياماً ، وإحساس ينبض عشقاً ، وضوضاء أنفاس لا تهدأ فتحت باب غرفتها فلم تجد إبراهيم فذهبت إلى غرفة المكتب فلم تجده ثم ذهبت إلى غرفة والدته وكان بابها نصف مفتوح فطرقت الباب طرقات خفيفة ثم نظرت إلى داخل الغرفة .. فإذا بالدم يتجمد بعروقها .. فقد رأت أمامها منظراً تهتز له الأرض وأركان السماء .. رأت الملكة في وضع غير لائق مع زوجها إبراهيم.. صرخت بصوت مرتفع فانتبها لوجودها .. كانت الملكة في موقف لا تحسد عليه لملمت ثيابها وسترت جسدها ثم ولت هاربة من غرفتها ..أما ابراهيم فقد صدمه الموقف واختنقت الكلمات على شفتيه وعيناه تبكي دون دموع وعجز لسانه عن الكلام .. ثم ما لبث أن حزم أمره وتمالك نفسه وبدأ يحاول أن يهدىء من روع دعاء بكلمات وهو يعلم تماما أن ناقوس الرحيل قد بدأ يقرع أجراسه ولكن عليه أولا وأخيراً أن يظهر الحقيقة ويبدد ظلمة الظنون التي تملكت دعاء مهما كانت النتائج ..عليه أن يبرىء ساحته وساحة الملكة ثم ينتظر ما ستقرره دعاء .. قال لها في هدوء إسمعي يا دعاء .. الملكة زوجتي على سنة الله ورسوله .. نعم .. هي ليست أمي وأنا لست ابنها .. كانت دعاء لا تزال واقفة في ذهول من هول ما ترى وتسمع .. فأخذ إبراهيم بيدها وأجلسها أمامه وبدأ يسرد لها قصته مع الملكة ..
إلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى