ورقة وقلم
كعادته ذاك القلم
لم يحضر وترك الورقة
وحيدة على مكتب
خشبي والحبر
يسيل حزنا على فراقهما
انتظرته أن يأتي ليكتب
تلك الكلمات التي
تسكنه ولا يستطيع
كتابتها وهي بريئة
في كل يوم تعطي
لنفسها فرصة اللقاء
العظيم وتلاحم تلك
الحروف فيما بينها
لتترجم المكنون
أتى ذاك القلم
متعجرفا
واقفا في ركن بعيد
يسترق النظر
والورقة تراقص
أحلامها وتلامس الرياح
اقترب منها ليكتب
فهمست له
لما لا تكتب
فشعر بالتردد
وعاد بخفي حنين
ودمعتها لا تفارقها
كان ذاك اليوم ممطرا
والرياح تتلاعب
بالورقة الحزينة
فتركت أمرها للقدر
واستسلمت وأخذتها
الرياح بعيدا
لتجوب بها الأرصفة
والطرقات وتبتل
بدموع الحسرة
والانتظار
وعلى قارعة الطريق
جاءت سيارة فمزقتها
وتركت صمتها
يقتل القلم الذي
جاء في الصباح
ليكتب لها
كم أنه يحبها
ووجدها غائبة
فتحسر
على من كانت
تسمعه وتنصت
وكم من خربشات
خطها هو جعلت
منها لوحة وفنا
أخذ الركن
لكن الآن ركن
النسيان
والألم والانتظار
حتى الاحتضار
بقلمي : الشاعرة جردان حسناء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق