حَمِيمُ المَهْد
حَمِيمُ المَهْد سَلِيل الرُّوحُ! فَلذَتُنَا
مَاذا دَهَاكَ ! و الإحسَانُ خَاصَّتُنَا
و مَن أغرَاكَ حَــدَّ الأوْفِ! تَكسِرَهُ
بِكَسـرٍ دَاسَتَ الحُسنَى و تَقصِينَا
عَبَــرّنَا الشَّـطَ و الحَرٍَانِ! حَتَّى لا
تَجُــوعُ أنتَ أو تَعـــرَى! بِوادِيـنَا
و كَم تَاقَت مَخَامِصَنَا وخَصَّيِــنَا
بِجُلِّ المَـدّ وَكَم شَاكَت خَطَاوِينَا
و عِنـدَ الشِّـد نَشُـدُّ الأزرِ نُصرَتكَ
و لا نَأسَـىَ! عَلى مَا كَانَ آسِيــنَا
بَذَلنَا العُمـرَ كَي تَنعَم و لَم نَشكُو
و هَاكَ اليـوم بِلا بَذلٍ! و تَشكُونا
ورَاضَيِنَاك حِين تَغضَب وأسْلَينَا
و تَأبَى اليَومَ أن تَجنَـح! لِتُسلِينَا
صَبَرنَا عَليكَ مِن أبجَد إلي أعلَى
عُلومُ العَصرِ! لِتَـرقَى في مَعَالِينَا
و كَم ذُقنَا مَـرارُ الكَـدِ كَي تَسعَد
و لمَّا اليَـوم كِتَافُ المَهْــدِ تَعلُونَا
بدأ بِالصَّدِّ و النُكــرَانِ حَسبنَاهَا
سَحَابَة صَيف و لابُــد أن تُعدِّينَا
ويَمضِي شَهر أو شَهرَانِ لا يَسْأل
و نَهفُو نَحـنُ أو نَلقَاهُ! لا يُحَيِيـنَا
و صِفَاحُ اليَد بِطَرفِ الكَفِّ يُأدِّيهِ
على مَضَضٍّ! لكَـم أدمَت مَآقِيـنَا
سَيَبقَى المَهد في مَقامَنَا الأصغَر
مَهمَا شَذَّ أو أَبذَل فَإنَّه لَن يُجَازِنا
كَسَرنِي المَهد بِحرفٍ شَانِئٍ أبتَـر
يَهُــدُّ الحَيِل! فَأدعُوا اللهَ يُنسِينَا
و كَيف انْسَى وأنَا أهمِي وأتذَكَّر
جُمُوحُ المَهْدِ عَلى مَلَءٍ ويسنينا
فإنَّا البِرُّ وإن أمْعَن! فِي تَجَافِينَا
و رِضَا الرَّحمنُ إلَّا.! مِن تَرَاضِينَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق