الثلاثاء، 2 يونيو 2020

عنتر وعبلة 2020 ......... للشاعر لواء مهندس/عبد القادر محمد



عنتر وعبلة  2020
البحر: الكامل
|0|0||0 |0|0||0 |0|0||0 مستفعلن مستفعلن مستفعلن
حم القضاء ... فيا عبيل ألا اسلمى...............وغزت كرونا الدور غزوا فاعلمـــى
وخذى من الكولونيا طهر كحولهـا...............واستعملى القفـــاز ..... بل وتكممـى
وإذا أتتـــكِ عـــوارضٌ معــــروفةٌ...............فاستحمليها واسكتى ..... لا تلطــمى
هــذى مصائب عـام عشـرين الذى..............بالبـــأس جــــاء مبشــــرا بتـــــــــألم
بدأت عـــواصفُه شــــديدَ مطـــيرةٍ...............طـــولَ الشتـــاء بوجهــــه المتجهـــم
والبرق بل والرعد يهـدر صــاخبا...............والسحب تسبــق بعضهـــــا بتــــراكم
والناس غرقى فى الشوارع كلهـــا...............والبرد يجـــرى سـالكا مجــرى الــدم
عجزت عيون البلاعـات جميعهـــا...............أن تشـــفط الأمــطار والمـاء همـــى
عامت شوارعُ والميادين اختــــفت...............والناس حيرى فى المــلاجئ ترتمـى
بحثا عن الدفء .... وعن توصيلة...............للـــدار أو للشغـــــل أو ... للمطعـــم
لم ينــج من هـــــذى المآسى قاعــد...............أو قـــائم أو من .. بسقف يحتمـــــى
وتعطلـــت سيــارتى بجـــراجــــها...............فكأنمــا الســـولار من تنـكى رُمـــى
حتى الحصان الأدهم فى سرجــــه...............مـــــاتت شهــــــامته فلــــم يتقـــــدم
فوجدتنى فى حيص بيـــص ضائعا...............كالخرس قد مات الكلام علـــى فمى
وضربت تليفـونا لأطلب نجـــــــدة...............فإذا الخطوط تشابكت ... لم ترحــــمِ
فبكيت من فرط الوجيـــعة أثقــلـت...............ظهرى بحملٍ للسمــــا والأنجـــــــــم
ودعوت ربــــى أن يكف عذابـــــه...............عنا ويــــأتى بالنسيـــــــم الناعــــــــم
يارب هـــون ذا الشتـــاءَ فإننـــــــا...............تبنا وندعـــو بالـــــرحيم الأرحـــــــم
*******************************************************************
*******************************************************************
ولى الشتـــاء ..بخيلــــه وركابــــه...............وأتى الربيــــع كضاحـــــك متبسِّــــم
نسمـــاته تحنــــو علينــــا نفحـــــةٌ...............من بعد نفحـــاتٍ كــمر العلقـــــــــــم
وظننت أن الدفء فى الدنيـا فشـــا...............والجــــو لان فمرحــــــبا بالمــــــقدم
فصل الربيع إذن أهـل على الــدنى...............يا فرحتـى بالقــــادم ..... بالقــــــادم
ســــــيزيل آثــار اعتــداء زميــــله...............فصلِ الشتـــــــاءِ القارس المتجــــهم
وسنستعيد حـــرارة الجــو الــــذى...............نخــر العظــام ببـــرده المتـــــــعاظم
لكن فرحتــــى التـــى أحسستـــــها...............لم تستمر كأن فصل ربيـــعها عمــى
فلبضع ســــاعات شعـــرنا أننــــــا..............نلنا المــراد .... فجــوُّنا كالبلســــــــم
لكنــــه لمــــا توقـــــف حســُّــــــه...............ترَكَ التنبـــؤَ كالصغيـــر الهـــــــــائم
قالوا "لطيفٌ" قـــال: "بل سأزيده"..............."لا" أنا لست قيد نبــوءةٍ من عالـــــم
"إنى لمـــا أرجـوه طــــوعُ إرادتى..............لن تفلحَ الأرصــادُ طمـسَ معالمـــى"
فالإرتفـاع تواصــلت درجــــــــاته...............والقيـــــظُ جـــاء حـــرارةً كجهنـــــمِ
ترمى النفـــوسَ بطائف متكاســــل...............كنا بفضـــله، قل: قطيـــــعَ بهــــــائم
*******************************************************************
*******************************************************************
وأتى الوبـــاء مدججــا بسلاحـــــه...............كوفيــد حــلَّ بمصــرنا كالمجـــــــرم
أعراضه عطس وفـــرط سخـــونة...............حرقــان زور منــه لا... لن تحتــمى
هاتى الكلور وطهرى السـطح فكم...............فيـــروس قـــد قــُـضى عليه بمرهـــمِ
تشكــو الرئـاتُ حـدوثَه بتجلـــــــطٍ...............فالأوكســجينُ طريقــُـه لم يســـــــــلمِ
حظروا التجــوُّل والتجمـُّــع فالوبـا...............فـى الإنتشــــار كخــارج من منـــجمِ
زعابيبـــــه ســـاحت بكل مصيبــة...............جهــرا وســرا مثل صــرخة نـــــائمِ
قــد بــدد الكابوس من أحـــــــلامه...............وصحا على الوقعِ الأليــمِ الصـــــادمِ
قالوا اقعدوا فى بيتكم لا تخرجـــوا...............واعملـــوا عن بعد ذاك خــير معلــمِ
خفنا .. ومن فرط المخاوف لوننــا...............إصفــرَّ حتى صار مثــل الكركــــــمِ
كيف السبيــل لكى نوصـــل علمنا...............للنـــشء أو للثــــانوى ..... والعـــالم
ادخل على بنك المعارف ترتـــوى.............وتحــــاورى بجــراءة لــــن تنـــــدمى
يا عبـــلة ضاعت فلوسـى كلهـــــا............. لا قيمةً لى ..فعلى الرصيف سأرتمـى
والإدخـار .. شقى السنين جميعهـا..............لا أستطيـــع السحـــب منــه بميـــــــلم
هـــــا قد توقفت الحيـــاة بأســـرها.............فالصبح مثـل العصــر صـــار توهمـى
أصحو .. أقوم .. تداخلت أحواليــا.............حتى رســول النــــوم غيــــر منظـــــم
لمـــا يُفَــــكُّ الحظــر قد أغدو أنا...............المخبول أو – عند فرويد – كالمجــرم
يا عبل..شكرا أن سمعت شكايتى...............عن عــام عشــرين الغـــريب المبـــهم
عودى ألى رحب البوادى ثانيـــا...............تجـــدى الحيـــاة رتيــــبة بتحشـــــــــم
فخذى البعيــر إلى الخيام سريعة............... وانسيه عنتــر .. بل عليــه ترحمــــى
1/7/2010
لواء مهندس/عبد القادر محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى