الزواج في زمن الكورونا ( ق ق ج)
===================
رآها في نفس الموقع الذي يعمل به، فهي أيضا مهندسة، أعجب بما سمحت الكمامة برؤيته من وجهها،ولما راقبها عن قرب إنبهر باستخدامها الدائم للكحول والمطهرات وإصرارها على إرتداء القفازات وحرصها الشديد على النظافة العامة فعقد العزم على خطبتها. سأل عن والدها وعلم أنه يعمل مديرا بإحدى الشركات فأرسل له "إيميلا" يخطبها فيه ، وأرفق به نسخة من ال (C.V)الخاص به. ولما عُرِض عليه الإيميل ضمن البوسطة أَشَّر عليه بعبارته المعهودة ( لامانع) وذيله بتوقيعه.
علم بالموافقة ، فقرر بمبادرة منه دعوتهم على العشاء ( Live ) ، ذهب إلى مطعم الحاتي الفاخر ، ووقف في طابور ال(Dilivery) . ولما جاء دوره قدم ال( Order) مع عنوان العروس، ونفح عامل التوصيل بعضا من البقشيش ليضمن وصول الطلب في ميعاده. في التاسعة مساء إرتدت أسرة العروس أجمل ملا بسها وتجمعت حول السفرة ، ووصل العشاء في الميعاد حيث كان كلاهما يفتح جهازه المحمول. راقبهم وهم يتناولون الطعام ، بينما هم يقدمون له آيات الشكر. ولعطل في الصوت لم يستطع تبين حركات تؤديها والدة العروس ، إلا انه إستنتج انها تسأله عن الدبلة والشبكة . فكتب لها أنه جاهز إلا أن ظروف (التباعد الإجتماعي) اللعينة تمنع التجمع لدى الصائغ، ووعدها في أقرب فرصة إستكمال تلك "الشكليات". في مساء اليوم التالي أرسل لوالد العروس "شيكا" بالمهر على حسابه من خلال حسابه الإلكتروني ، حيث يمتنع المصرف عن تلقي أوراقا نقدية.
في مساء اليوم التالي أرسل للمأذون بوست على حسابه المعلن على الفيسبوك يحتوي على بيانات بطاقته ، وبطاقتها ، وبطاقات الشهود ، مرفقا به شيكا بأتعابه. فعقد المأذون العقد (On Line) . واتفقا على إتمام الزواج في أقرب فرصة. وإمعانا في إضفاء جو من السعادة والفرحة ، فقد قام بإنتقاء فيلما من على ال ( utube) عنوانه " ليلة الدخلة " أرسله لها هدية.
الغريب أنه بعد تسعة أشهر جاءه (Email) من المستشفى يبلغه فيه بدخول زوجته المستشفى لتضع مولودها الأول. [ تمت]
======================
بقلم/ محمد عبد القادر
5/6/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق