الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

الأمل النافق ... للشاعرة / أمل أبو سل

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏زهرة‏‏



الأمل النافق
أمواج بحر تائهة
حزينة تبحث الصخر
لتقبض يدها ضاربةً بقوةٍ
صدر حظها التعس
والأمل النافق يستجدي من الثرى
إيواءً بلحدٍ يكتئب

على ذلك الشاطئ الحزين
هي والغروب تعكس عند الأصيل ألوانها
لتبكي البحر بدمعة دامية عني تنسكب

يأتي المساء ليتوحدني كنجمة تائهة
تتوسل لليل تشحذ منه بكبدها بضع بقاء
ليتشبت فجرها بامل لقاءٍ منه يقترب

تلك الطيور والطبيعة النافقة بأشجارها
بجبالها وسهولها والوديان
تغني أُغنية القدر
لتعزف على وتر قلبي
الحاناً بأبجدية حرفي
لصوتي تستهب

يرتعش قلمي ليصمتني لحظة
والساعة المنهكة تدق بايسري
وكأنها تلهث من طول الوقت
بتنهيدات الليل الطويل تغترب

ذبلت زهور الحلم بغفوة الليل
على غصون عناقيدها
علقم اللعاب بفم الايام يعتقب

وذلك الكابوس يؤرق ليلتي
متطفل كحشرة تمتص دمي
فافيق من غفوتي معانقة
جدران قلبي المهترء أعتطب

كبر الوعد تورَت وجنتاهُ بالحب
مساحة قلبي والقدر يلقي بحجره
بركود مائي ومرة أخرى أنطوي متقوقعةً
على ذاتي بثقل الهموم أنقلب

على شكل موت
تأتي تلك الأمواج النافقة بالأمل
تراتيل كفني تلتحد لتملأ ربوعي
بنبات الحنظل يمد أوصاله لجوفي
ليمرر ما تبقى بحنجرتي من صوتٍ
لآنينٍ ينتحب

الدقة النافقة بملامح الحلم
ناكرة للجميل عندما كنت اتوسدها
مناجيةً القمر
خذلتني ككل شيئ كنت الوفية له
بعد ان استبشرت من الأمنيات
فرحاً به أرتقب

أصبحت غريبة الحنين
أدمنت الحزن بمنفاي
بت بالرمق الاخير
أحاول انعاش أي لحظة
تدغدغ القلب
بلمحة وميضٍ بها أشتهب

أرسم الصباح خلفية بزرقة السماء
أحصر من العتمة غيمة بسحاب
رذاذها مطراً منها تسترب

لتنفق تلك الصور باطياف الماضي
باتت تنعق بالخراب
بذاك الإشتياق رحلة بالعراء
بمتاهات الصقيع تبحث عن مأوى
بمضارب قوافلها كلئٍ وماءٍ منها تشترب

قصيدتي الصماء إبتكمت
وهي تناديك خلف ستائر الحزن
بكلماتٍ هشت بنبرة صوتي
سامقةٌ أيام البعد تنتسك بمعبدها
متقشفةً عن العالم تحتجب

تلك الياسمينة تبحث عن ظلها متسائلةً
عن عبقِ عطرها عن ونيستها
كانت بها تصطحب

بذلك الكهف المهجور
التقت قلوبنا تلحفنا سماءنا
افترشنا شوقاً تضرم جمراً
بلظى خافقينا ناراً تحتطب

باتت بروحي نبضاتٌ حائرة
سُباتٌ طويل يختبئ به قهراً ووجع
ليسكبه بكأس فراقٍ يرتعب

بين يداي حلم تنسدل أنفاسه
آيلُ لسقوطٍ مرعب
داهم فكري وسوسة شيطانية
تنهش بمهجعي
مرتعشة الأطراف بالبعد ترتهب

هجرت ركلت الحنين
أقمت مراسم الجنائز
المتعثرة بالطريق الضجر تنتكب

آهٍ من كسر الخريف
حين تيبست أوراقه
بصفرةٍ غطت قبر المحب
بقرارٍ جاحفٍ أي جُرمٍ بي ترتكب

ويحك كنت أغفو بين جفنيك
وكل يومٍ أرحل اليك معاتبةً
لمَ ذهبت بعدما جعلتك لي
بسمة لثغر الزمن
ومن أفواه الفراغ صنعت لك
مروجا بك ترتحب

برضاب الحب حلو الكلام
يتعطش للأشعار للقوافي
منك يعتذب

كنت لي وبك اكتفيت
كان الحب فيك ومنك
بذكر إسمك يرتطب

بصمتٍ خانني بوح قلمي
بخيبة ظني كان حدسي
أضعت نفسي
بين أحضان الوهم
بعينٍ كفيفةٍ أعتصب

أنفقت الحلم بالأمل
على أبواب الرحيل
يدق جرس الغياب
أشتم رائحته
ببعد المسافات بالكرب يكترب

**************************
الأمل النافق
بقلم / امل ابو سل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى