الأحد، 23 يونيو 2019

قصة آه يا زمن ( الحلقة الأولى ) ....... بقلم / سحر الصيدلي



آه يا زمن
كان يقضي وقتاً طويلاً في تعلم تقنيات الحاسوب المعقدة ليكتسب خبرة عالية تؤهله ليكون من بين المبدعين في هذا المجال ..الجميع كانوا يصفوه بالمهارة والابداع لذا كان لا يتوانى أن يتعلم أدق التفاصيل عن هذا الجهاز ليكون على قدر ثقة زبائنه الذين يثقون به ثقة عمياء وكانوا من زوار متجره يومياً ..لأن حديثه شيق وتعامله لطيف وكلماته منمقة ومتحدثاً بارعا في كل شؤون الحياة ..لذا التف حوله الجميع ليستمتعوا بشخصيته النادرة وثقافته العالية ومهارته التي فاقت الجميع.
غرس في نفوسهم الصدق والامانة والخلق الذين كانوا مصدر اشعاع لتعامله مع الناس ..
أحبه كل من عرفه وتعامل معه لأنه زهرة متفتحة تنشر عبقها بسعادة ورضى وأمل على كل من يعرفها ..الا انهم لا يعرفون عنه سوى اسمه وخصاله الحميدة وشخصيته المتزنة المغلفة بالمرح البسيط الذي يبث البسمة على شفاه الاخرين بكبرياء وأناقة وهو أكثر الناس بحاجة لها...فقدكانت حياته الخاصة ملكه لم يسمح لأحد أن يقترب منها أو معرفة تفاصيلها التي كانت أوراقها الخريفية مرمية بقلبه بكدر وملل وحزن دفين لغياب من كانت ترويها بطلتها البهية وبسمتها العذبة وحنانها العميق وأملها بمستقبل زاهر وجميل..
أثناء شروده مع ذاته تزوره لحظات شوق لها وذكريات وحنين لأيامها الرائعة وللحب الذي ترعرع بقلبيهما منذ الصغر وكيف تعاهدا على البقاء معا وكيف تحديا الاهل والاصدقاء ليتزوجا ويكونا خير الازواج ..حقاً كانت كل وجدانه واسمها طرباً لروحه وملامح وجهها نوراً لقلبه فقد عشقها بكل كيانه وكانت ملاذ روحه وأمل غده وأم أولاده الذي تمنى ان تكون الوحيدة لهم.
رفع منديله الى عينيه ليمسح دموعه التي ملأت مقلتيه بخفة ورشاقة حتى لا يراه أحد يبكي ..وهدأ من أنفاسه التي تتسارع دون ارادة منه عندما تذكر قصته معها وكيف عشق الحب لأجلها وأتمم دراسته بتفوق دون اي عائق ليحظى بسعادة زواجه منها..أغلق جفونه الحزينة على اسمها وداعب بذكرياته طيفها ولثم بشفتيه كلماتها وعانق حروفها التي كانت تمطره بها غزلا وشوقا وحبا له ...عندها لعن الزمن الذي حرمه منها وأطفأ شمعة أمله قبل يوم الزفاف بيوم عندما كانت فرحة سعيدة كلها أمل ليوم زفافها الذي سيكون غدا على حبيب انتظرته طويلا وتحدت لاجله كل من وقف في طريق هذا الحب.. بضربة سائق أرعن قضت على حياتها بلحظات وهي ممسكة بباقة الزهور التي ستحملها غدا بعرسها الميمون وكان الموت أسرع من تحقيق ما تصبوا اليه النفس.
أه ثم أه لقد إنطفئت جذوة الحب التي حلم بها طويلا وضاعت معها الاحلام والامال والحب الكبير ..احنى راسه ليلتقط ملقطه الذي وقع منه على الارض ليكمل تصليح الحاسوب .فرأى دموعه تسابقه اليها وصرخات قلبه تدوي بقوة
معلنه نفير الحزن والالم. ونبضاته يعلوها دخان الملل والحرمان من غروب شمس الامل من حياته فجفف دموعه وتلا تلاوة من القران ليهدأ أنفاسه الغاضبة وهيامه الذي بات ملازما لروحه غير قادر على نسيانها .الا ان الشوق أبى أن يدعه وظل معانقه ويتجول في أدق تفاصيل علاقته بها وبمعالم شخصيتها ويسترجع معه كيف رحلت دون وداع وكيف انطفأ بريقها بلحظات وكيف دفنت تحت الثرى محملة بنسائم الاشواق وضجيج المشاعر وخفقات القلب وموج من ذكريات حب تركتها له بين السطور ودفنت بقربها روحه وقلبه ونعيم حياته وتركته جسد خالي من كل شئ الا منها ومن حبها وذكرياتها وغصة الم وهذيان عمر وقلب قاسي كالحجر وطوابير عشق وسوق غربة يزوره كل يوم وحنين لها لا يفارقه أبداً..كلهم مغلفين بجليد صمت أمام أي حب قادم ..ستظل أحزاني تحتضر وشوقي اليك يقتلني وهمسات طيفك تطرب أذاني واحساسك يكبلني وأعباء غرامك سلوتي حتى تنطوي عجلة الايام وهناك في النعيم نلتقي

بقلم / سحر الصيدلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى