(( ماذا ننتظر؟؟))
"بمناسبة كثرة وإنشار موت الفجأة"
إقتربت الساعةُ وانشقَّ القمرْ
فماذا عسانا أن ننتظرْ؟
ظهرت جُلُّ آياتِها الصغرى
وموتُ الفجأةِ قد انتشرْ
ليس فى الأمرِ هذا من عجبٍ
فليسَ هذا منْ قولِ البشرْ
ومازلنا فى غفلتنا نتلاهى
أما كفانا ياخلقُ من عبرْ؟
ياراقصاً ليلاً فوق حصانِهِ
لاتدرى ماكُتِبَ بلوحِ القدرْ
لاتعلمُ أنّ موعِدَكَ صبحا
وقد أُسقِطَ لك ورقُ الشجرْ
وساعياً فى شأنِه بخيرِ عافيةٍ
لاعرضٌ ومرضٌ لاعلةٌ وخطرْ
أسلمتَ الروحَ لرِبك طوعا
ونعى النَّاعى وشاع الخبرْ
ياباكياً على عزِيزِكَ رِفْقا
فلا بد من اللقاءِ المنتظرْ
قد وُكِّلَ أمرُهُ للهِ وحدَه
فلن ينفعه الأحزانُ والعبرْ
فتوسَّل لمولاهُ أن يرحَمهُ
وعلى حالِك فابكْ واعتبرْ
وبادر بتوبةٍ لله نصوحةً
فالكل راحلٌ غدا. لا مفرْ
فيامن غرٌَتهُ زينةُ الدنيا
وعلى غيره بالأعراقٍ افتخرْ
غدا فى التراب لا تٍيهٌ وفخرُ
فهناك يستوى كلُّ البشرْ
يوم لا ينفع عرق ولانسب
لامال وسلطان، لازرع . لاثمرْ
فليس إلا ماقدمْتَ، وعفوه
طوبى لمن بالعفوِ قد ظفرْ
فإلى متى ونغترُّ بها
ونحسبُ أن يطولُ السفرْ
وزادُنا فيها قَلّ زادُهُ
وغرَّتنا الأمانىًُ، ولم نعتبرْ
وضيوفٌ كرامٌ حَلَّت بنا
شيبُ الرأسِ، وضعفُ البصرْ
إنحنى الظهرُ بعد، إستقامِهِ
والعقلُ منَّا باتَ فى خطرْ
نُشيَّع موتانا كلّ يومٍ
صغارا، ومن بلغه الكبرْ
ونعودُ مراراً فى غفلتِنا
كأنَّا لا نتعظ، ولم نعتبرْ
ألمْ يأنِ لنا الرجوع؟
فموت الفجأة ناقوس الخطرْ
فعلم الغيب لله وحده
فهو محفوظ بلوح القدرْ
إلهي وقد عظمت ذنوبنا
وقل زادنا لهذا السفر
فمن سواك يارب يغفرها
فأنت الكريم ألا تغتفر
مصباح ابوحماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق