الجمعة، 7 سبتمبر 2018

أوهام الحب ...... بقلم الأديبة / سحر الصيدلي




أوهام الحب
................عرفها عن قرب وميزها كما يميز قطعة الذهب عن التقليد...رصينة .هادئة .متزنة .خجولة تغلب حمرة خدودها على لونها الأبيض وضفائرها الشقراء التي تزيدها حسنا وجمالا .ليلى هذه ان كنتم لاتعرفونها فهي الموظفة الجديدة عند الأستاذ فارس وهو رئيسها بالعمل فقد تجاوز العقد الخامس من عمره وهي في العشرين من عمرها .يبدأ نهاره في العمل ببعض الهمسات الضاحكة ليسعد من حوله الموظفين ويرسم على وجوههم الابتسامة وخاصة الاستاذة ليلى الذي يعشق قسمات وجهها وابتسامتها الناعمة وعيونها التي تروي قصص وروايات ...لكن عيونه بالحقيقة تعبرعن حزن دفين يعيش بداخله رغم ابتسامته العريضة ..فهو يعاني من زوجته المستبدة وطلبات اولاده التي لا تنتهي والفوضى المنزليه التي يعيش بها فيهرب من كل ألامه وأحزانه الى وجه ليلى الملائكي ليشعر ولو للحظات بأنها قربه وأمنيته التي يحلم بها ليلا وان روحها سكنت روحه وهام بها عشقا لكنه يضحك من نفسه ومن احلام اليقظة التي يعيش بها ويرسم بسمته مجددا لعلها تلاحظ اهتمامه بها وشوقه لها ...لكنها منغمسة بين اوراق العمل لا تنتبه اليه اطلاقا ولا الى نظراته التي تحتضن الحب وجميل الكلمات.. فيرتسم الحزن على وجهه ويمسح دمعة من عينيه كادت ان تفضحه وبسرعة يفتح امامه الاضبارة ليشغل نفسه بها فيعبث بأوراقها ويقلب حروفها فيشعر بالملل يتسلل اليه وانكسارات الامل تملأ قلبه فيستند الى كرسيه المتحرك ثم يرتشف قهوته وينفث معها دخان سيجارته الذي يخرجه من انفه بقوة فتجعل الدخان يعلو الى طبقات تتماوج بين الابيض والرمادي وعندها يسمح لشيطان خياله ان يتأمل هذا الوجه الملائكي الذي يجلس امامه ثم يقتفي اثره ليحلق معه الى اعالي السحاب ويسمعه اعذب الكلمات التي تسكن في قلبه بعد ان اشتعلت نار الحب فيه وأنفاس الحنين التي تشع بريقا عندما تلتقي عيناه في عيناها وأنفاسه مع انفاسها عندها تتحرك مشاعره الممزوجة بالتمني والخيال تتناجيان بمودة وكأنهم يعرفون ليلى منذ زمن طويل فيقرأ من شفتيها اجمل الحروف التي يتمنى ان يسمعها ليتوه بين حلمه والحقيقةلكن احلامه وتخيلاته تتكسر على صوت احد المراجعين وهو يردد هل انتهت معاملتي يا سيد فارسفيجيب بحروف ثلجية تنم عن ضيق وملل... انتظر يا استاذ كمان ساعة هو انا بلعب..ارجوك ان تنتظر خارجا لأنهي عملي دون أي ازعاجفترفع ليلى رأسها عن اوراقها ثم تردد هل تريد حقا مساعدة يا عمو ؟؟تلتقي عيناه بعينيها ويشعر انها تسكن نبضاته ومنها يستنشق عبير الحياة وان قلبه عاد شبابا وبدا من جديد يغرد للحنين لكن حلمه ينتهي بلحظة ان نادته عمو ؟؟هنا يصحو من حلمه على ضحكة عالية صدرت منه من تفاهة احلامه ويجيبها ..لاشئ لاشئ وإنما تذكرت نكتة ويطأطئ رأسه على اضبارته ويشعل سيجارته على صوت ام كلثوم فات الميعاد
...................... بقلم / سحر الصيدلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى