الكراكة(1)
..............
قصة قصيرة
بقلم // جمعه يونس
مصر العربية
.......................
أخطو الهوينا ..أبحث عن ملاذ.. أخطو ببطء شديد..أبحث فى عيون المارة عن سبب سعادتهم ..كل الملاذات أمامى مغلقة ..أشتريت دروب الاحزان والمتاعب ..أحملها فوق كتفى ..وأخطو .. تكبلنى أبتلع مرارة الياس واخطو..أشاهد بكائى دمعا مسكوبا فوق الطرقات ..لاأحد يشعر بك ..لا أحد يحاول أن يخفف عنك أحمالك ..أو حتى يمسح دمعة عن عينيك ..المهم أنه ما زالت قامتك مرفوعة ..وكرامتك عالية ..تلوكك الهموم الاحزان .او تلوكهماا ..الاهم أنك مازلت صامد ........
طرقت أبواب بعض من أصدقائى فلم أجدهم ..أو ربما نكروا وجودهم ..ينقطع حبل الافكار ..ويتدلى أمامى ..تعبث به الرياح ..كما تعبث الوساوس والظنون برأسى ..أقف حائرا مشدوها الى أين أمضى الليل طويل وأنا فى أوله والوحدة قاتلة والضجر واليأس يعملان الان بكل قوة ..سأصير مجنونا عما قريب .أخطو دون أن أعرف الى أين تاخذنى اقدامى ..صراخ صبية يتضاحكون وهم يهرولون ..ويهتفون مش هتيجى ..
..أتفادى حجراَ كاد أن يشج رأسى ..
وسيد العبيط يهرول وهو يتهته بكلمات غير مفهومة ...هههههتيجى يييياوووولاد اللللكككلللب
ماذا بك ياسيد ..؟
العييييييياااااااااال ..!
أببببعدهم عععععنى ..!!
كدت أن تقتلنى ..
ليتها كانت القاضية ياسيد وأرحتنى ... دعك منهم ..!!
لاتهتم بهم وأمضى فى طريقك ..ولا تلتفت اليهم .. تأتى الكراكة.. أو لا تأتى ..لا تهتم ...!!
هههههههات ربع جنيييييه
حاضر..
عاااااايز أررررروح..!!
هلم معى نتسول سويا ..!!
سيد يمشى أمامى بيده عصاته الطويلة ..يهش بها الكلاب فتعوى علينا ..!!
ترى..!!
ماذا يدور فى عقلك الان ياسيد ...؟
الا تعرف القلق أو الضجر أو الخوف ..!!
كثيراَ ما كنت أراك فى أوقات قاتلة بالمقابر ..تسقى الصبار والاشجار وحدك لاأنيس لك سوى الصمت والسكون..والثعابين والحيات الكبيرة .. ونعيق البوم الذى يسكن الاشجار العالية يشق الصمت على فترات .!!
ليتنى كنت مثلك ..
كل همك الان أن تتناول عشائك وتنام ..
النعاس يأتى اليك سريعا ...
وأنا القلق يفتك بى.. يقتلنى حتى انام ..
عند أول دكان..
أنتظر ياسيد .
أشتريت لى علبة سجاير ب 90 قرشا..!!
و رغفين فينو وجبنة بيضاء ب 25 قرشا لسيد ..
أخذهم منى وهو فرحاَ
رببببنا يييييييسترها ممممممعاك ..
الله
ما أجمل هذا الدعاء الجميل بثمن بخس..
مشينا سويا ..
أنا سارح فى كبف لهذا الانسان البسيط أن يزيح كل هذه الهموم والاحزان عنى ...ويلهمنى هذا الالهام الرائع للعودة الى عادتى القديمة وأكتب ..وأتخلص من عبء الليل الطويل ..
انتبه الى .. سيد ..وهو يتهته ..!!
لاأفهم معظم كلامه ..
دخل سيد الى بيته فرحا سعيدا .. بعد أن أعطيته ربع جنية
وعدت أنا الى بيتى وأنا أستحضر كل هذا الثراء الباذخ من الجمال الانسانى البكر الذى لم تلوته أى هموم أو أحزان ..أو أطماع وأحقاد ..وأكاذيب وخداع ..
وكذلك الراحة النفسية التى أعطانى أياها سيد دون أن يقصد .. وأنا أحصى ما يتبقى فى جيبى .
لم اجد سوى 75 قرشا ..!!..
أحتفظت بها لما يأتى به المساء
من جوع شديد ..
..........................
بقلم / جمعه يونس
مصر العربية
من اوراقى القديمة
المؤرخة فى 1990
(11) الكراكة ..معدة ضخمة تسير على جنزير تقوم بحفر
الترع والمصارف ..وسيد يتتبعها دائما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق