كرامتي والحب
بزغ نور حبها منذ نعومة أظافره لم يكن حبا بل كان اهتماما زائد بتلك الشمس ساطعة نهارا والقمر المنير ليلا هكذا كانت ليلى في نظر الولد الصغير خالد الذي كان يفضل أن يسير بجانبها كالظل ليحميها من كل طفل او طفلة قد تتعدى عليها لو بمجرد النظر ليلى
كبر محمد وشب هذا الاهتمام بقلب خالد فصار يرى ليلى بعيون المحب ولكن هل كانت ليلى ترى خالد بنفس عيون خالد اما إنها لا تراه بتلك العيون المبتسمة
المحلقة بحلمها في الفضاء الفسيح بهذا الحب الهادر بالقلب كالشلال كلما نظر إليها كان حبها يشرق بعيونه واهبا هذا الحب لكل عاشق في هذه الحياة وهو منطلق يدفعه هذا الحب الجارف ليحقق ما يتمناه ليدخل المستقبل من باب العلم حتى تخرج من الكلية الطب وقد برع كطبيب ماهر في عمله محب للناس والخير
معطاء وكان يرجع هذا إلى الحب الذي ملأ قلبه منذ الصغر وليلي تجتهد في مجال السياحة والأعلام حتى
صارت مضيفة جوية بإحدى شركات الطيران المدني
بإحدى فكانت في كل رحلة تركب حلمها وتحلق به بالفضاء ولكن قلبها قد داعبها الحب ولكن هي تفكر بعقلها بهذا المحب منذ الصغر وقلبها محلق مع كابتن
الطائرة الذي لم يبادلها هذا الشعور حتى ولو بنظرة عين
عقله مع خالد بينما قلبها مع هذا الكابتن الصامت الذي
لم يعبر لي ولو بكلمة تحوي المجاملة عن مدى جمالي الذي يبهر خالد كيف هذا أليس له عيون تخشع أمام الجمال ولكن حدث المتوقع أن يتقدم خالد ليتزوج ليلى
وفعلا تمت الخطوبة في وسط فرحة من الأهل والأصدقاء وتم تحديد موعد لعقد الزوج والدخلة ولكن ليلى تحدثت وقالت وتعللت بألا يجب أن نتعجل فأن أريد أن أفرش شقتي من جميع دول العالم الأثاث إيطالي والسجاد إيراني والخزف والصيني أسباني وأخذت هذا سوف يكون اجمل عش زوجية بعين كل البشر وفعلا اقتناع خالد بكلام ليلى التي قلبه يرفض هذا كله بينما عقله يأخذه إلى عنجد إلى قلب المحب
الصغر وفي ذات ليلة كانت حالمة بالنسبة لخالد الذي جلس بين قمرين قمر السماء وليلى قمر الأرض ولا يخفي سعادته بينما ليلى لا تستطيع إن تروض قلبها
الذي طار بالآفق مع الكابتن علي فشردت لحظات بهذا الحب الذي تذوب فيه فتلتمس العذر لخالد ولكن وعندما انتبهت اقترحت على خالد أن يزورها ويذهب معا برحلة إلى مدينة أسوان وفعلا وافق خالد ولم يتردد
وفعلا قامت بحجز التذاكر وأخبرته بموعد الرحلة وفي هذا اليوم اكتمل زينته وتأنق وقد ذهب طائرا بجناحيه نحو المطار فلم يجد ليلي باستقباله فسأل استعلامات فأخبره يجب أن يتوجه لركوب الطائرة وعندما اتجه ليصعد سلم وجد ليلى تقف مع كابتن الطائرة وهي تنظر إليه بنظرات لن يفهمها إلا المحب العاشق لقد تغلب
قلبها على عقلها فلم تدرك بمن حولها إلا عندما أمر الكابتن علي هيا إلى العمل فانتبهت لتجد خالد متجها إلى باب الخروج ويده اليسرى تمسك بأصبع الوسطى بيده يمنى وهو سائر وعينيه محلقة نحو الفضاء .
الكاتب /إبراهيم شبل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق