¤ المعجزة ¤
كم كان صديقي يهوى الكذب ! كنت صديقه الوحيد. لقد دامت صداقتنا ما يناهز الستة سنوات ، هذه الصداقة التي رأت النور ونحن في السنة الأولى من الإعدادي. نحن الآن في قسم البكالوريا. كان صديقي موهوبا في تأليف القصص ، ولم أذكر أن فطن أحد يوما ما لكذبه. يكذب ليقول مثلا بأنه من عائلة ميسورة، علما أنه ينتمي لعائلة فقيرة جدا،أو ليقول بأنه خلص إحدى الفتيات من أيدي بعض اللصوص الذين لاذوا بالفرار بعد أن تصدى لهم ببسالة نادرة ، أو أي شيء يظهر من خلاله بأنه شجاع أو قوي أو ذكي . . كان نبيها جدا ، سريع الفطنة.
هذه ، على سبيل المثال واحدة من قصصه التي استطاع أن يتلاعب فيها بمشاعر الآخرين ، دون أن يتباذر لذهن أي أحد منهم بأنه كان يكذب :
كنا مرة في ساحة المدرسة ، مع بعض أصدقاء الدراسة الجدد الذين لم نكن نعرف عنهم ولم يكونوا يعرفون عنا إلا الشيء القليل . هاهو صديقي يبدأ فجأة الحديث عن جده وعن بطولاته أثناء الحرب العالمية الثانية ، وكيف أن الرئيس الفرنسي أشاد به في إحدى المؤتمرات ، بعد انتهاء الحرب ، وأنه نال أوسمة عديدة أدخلته التاريخ من بابه الواسع.
أبدى كل التلاميذ رغبتهم من أجل رؤية هذا الشخص العظيم الذي يبلغ الآن من العمر تسعون سنة ، والذي مايزال يتمتع بصحة جيدة ، فاتفق على أن يأخذهم صديقي في الغد إلى منزلهم للتعرف عليه.
ياإلاهي ! لقد فارق جداه معا الحياة وهو مايزال طفلا صغيرا ؛ فهل سيبحث عن شخص يناهز عمره التسعين سنة من أجل لعب دور الجد ، أم ماذا ؟ أكثر من ذلك ، أين سيستقبل كل هؤلاء الأصدقاء ، والذين يفوق عددهم العشرة ؟ ماذا ، في بيتهم ؟ هذا من سابع المستحيلات ! لماذا لأن الكل يعرف منذ بداية السنة أنه من عائلة ميسورة جدا ، وأنهم يقطنون بحي راقي ، ولا أحد يعرف حقيقة أمره ؛ نعم ، لا أحد يعرف أنه من حي شعبي ، وأن عائلته تسكن في بيت فقير يتكون فقط من غرفة واحدة وصالون ضيق لايكاد يتسع لخمسة أفراد !
هاهو يغير فجأة رأيه ، دون أن يعرف أحد السبب : اسمعوني ياأصدقاء ! سأكلم الآن أمي ، وإذا كان ممكنا فستأتون عندنا اليوم قبل الغد من أجل رؤية جدي وتأخذون معه صورا إن كان هذا يسركم.
ابتعد قليلا وقد أطفأ هاتفه ، خوفا من أن يفاجأ بمكالمة ما فيفتضح أمره ؛ بعد لحظة سمعناه يقول " ماذا ؟ ومتى حصل هذا ؟ قبل ساعة من الآن ! آه ، فهمت . . نعم ، فهمت . . "
التفت إلينا وقال : لقد سافر جدي للأسف هذا الصباح إلى البادية من أجل رؤية أخته المريضة. سآخذكم أكيد لرؤيته لاحقا.
بعد أن غادرنا المدرسة وركبنا الأوطوبيس ، ونحن في طريق العودة إلى المنزل ، قال لي :
- اسمعني جيدا. نحن اليوم الجمعة. سيموت جدي يوم الأحد المقبل ، وسأسافر أنا مساء نفس اليوم إلى البادية لحضور مراسم الدفن . .
- مهلا ياأخي ، أنا لاأفهم ماتقوله !
- اسمعني جيدا ولا تقاطعني وستفهم كل شيء. لن آتي إلى المدرسة يوم الإثنين لأنه من المفروض أن أكون في البادية ! ستخبر كل الأصدقاء بهذا ، دون أن تنسى الحارس العام. يجب أن تظهر عليك علامات الحزن !
- علامات الحزن . . أي حزن ؟
- ماأبلدك ياأخي ! ألسنا أصدقاء ؟ ألن يحزنك موت جد أعز صديق لك ؟ أفهمت قصدي أم أوضح أكثر ؟
هاهو يعود إلى المدرسة يوم الأربعاء. لم يتلق التعازي فقط من أصدقائنا ، بل من الحارس العام أيضا ، وكذا من بعض الأساتذة. كانت العبارات التي استعملها في وصف الأجواء التي صاحبت مراسم دفن جده تهز مشاعر كل المستمعين.
ونحن نغادر المؤسسة في تمام الساعة الثانية عشرة زوالا ، قلت له ، بعد أن أصبحنا لوحدنا :
- عشرة على عشرة ! كذاب ماهر وممثل رائع ! الكل كان حزينا لحزنك ، وكان من المستحيل أن يكشف أحد خطتك ويشك لحظة في حكاية جدك الذي انتقل إلى الدار الآخرة !
ابتسم ابتسامة عريضة وقال : لقد انتهت قصة جدي ، ولن يطلب مني أحد بعد اليوم رؤيته ؛ لكنه أردف قائلا ، وهو ينفجر من الضحك : إلى قصة أخرى !
هذه ، على سبيل المثال واحدة من قصصه التي استطاع أن يتلاعب فيها بمشاعر الآخرين ، دون أن يتباذر لذهن أي أحد منهم بأنه كان يكذب :
كنا مرة في ساحة المدرسة ، مع بعض أصدقاء الدراسة الجدد الذين لم نكن نعرف عنهم ولم يكونوا يعرفون عنا إلا الشيء القليل . هاهو صديقي يبدأ فجأة الحديث عن جده وعن بطولاته أثناء الحرب العالمية الثانية ، وكيف أن الرئيس الفرنسي أشاد به في إحدى المؤتمرات ، بعد انتهاء الحرب ، وأنه نال أوسمة عديدة أدخلته التاريخ من بابه الواسع.
أبدى كل التلاميذ رغبتهم من أجل رؤية هذا الشخص العظيم الذي يبلغ الآن من العمر تسعون سنة ، والذي مايزال يتمتع بصحة جيدة ، فاتفق على أن يأخذهم صديقي في الغد إلى منزلهم للتعرف عليه.
ياإلاهي ! لقد فارق جداه معا الحياة وهو مايزال طفلا صغيرا ؛ فهل سيبحث عن شخص يناهز عمره التسعين سنة من أجل لعب دور الجد ، أم ماذا ؟ أكثر من ذلك ، أين سيستقبل كل هؤلاء الأصدقاء ، والذين يفوق عددهم العشرة ؟ ماذا ، في بيتهم ؟ هذا من سابع المستحيلات ! لماذا لأن الكل يعرف منذ بداية السنة أنه من عائلة ميسورة جدا ، وأنهم يقطنون بحي راقي ، ولا أحد يعرف حقيقة أمره ؛ نعم ، لا أحد يعرف أنه من حي شعبي ، وأن عائلته تسكن في بيت فقير يتكون فقط من غرفة واحدة وصالون ضيق لايكاد يتسع لخمسة أفراد !
هاهو يغير فجأة رأيه ، دون أن يعرف أحد السبب : اسمعوني ياأصدقاء ! سأكلم الآن أمي ، وإذا كان ممكنا فستأتون عندنا اليوم قبل الغد من أجل رؤية جدي وتأخذون معه صورا إن كان هذا يسركم.
ابتعد قليلا وقد أطفأ هاتفه ، خوفا من أن يفاجأ بمكالمة ما فيفتضح أمره ؛ بعد لحظة سمعناه يقول " ماذا ؟ ومتى حصل هذا ؟ قبل ساعة من الآن ! آه ، فهمت . . نعم ، فهمت . . "
التفت إلينا وقال : لقد سافر جدي للأسف هذا الصباح إلى البادية من أجل رؤية أخته المريضة. سآخذكم أكيد لرؤيته لاحقا.
بعد أن غادرنا المدرسة وركبنا الأوطوبيس ، ونحن في طريق العودة إلى المنزل ، قال لي :
- اسمعني جيدا. نحن اليوم الجمعة. سيموت جدي يوم الأحد المقبل ، وسأسافر أنا مساء نفس اليوم إلى البادية لحضور مراسم الدفن . .
- مهلا ياأخي ، أنا لاأفهم ماتقوله !
- اسمعني جيدا ولا تقاطعني وستفهم كل شيء. لن آتي إلى المدرسة يوم الإثنين لأنه من المفروض أن أكون في البادية ! ستخبر كل الأصدقاء بهذا ، دون أن تنسى الحارس العام. يجب أن تظهر عليك علامات الحزن !
- علامات الحزن . . أي حزن ؟
- ماأبلدك ياأخي ! ألسنا أصدقاء ؟ ألن يحزنك موت جد أعز صديق لك ؟ أفهمت قصدي أم أوضح أكثر ؟
هاهو يعود إلى المدرسة يوم الأربعاء. لم يتلق التعازي فقط من أصدقائنا ، بل من الحارس العام أيضا ، وكذا من بعض الأساتذة. كانت العبارات التي استعملها في وصف الأجواء التي صاحبت مراسم دفن جده تهز مشاعر كل المستمعين.
ونحن نغادر المؤسسة في تمام الساعة الثانية عشرة زوالا ، قلت له ، بعد أن أصبحنا لوحدنا :
- عشرة على عشرة ! كذاب ماهر وممثل رائع ! الكل كان حزينا لحزنك ، وكان من المستحيل أن يكشف أحد خطتك ويشك لحظة في حكاية جدك الذي انتقل إلى الدار الآخرة !
ابتسم ابتسامة عريضة وقال : لقد انتهت قصة جدي ، ولن يطلب مني أحد بعد اليوم رؤيته ؛ لكنه أردف قائلا ، وهو ينفجر من الضحك : إلى قصة أخرى !
وتمضي الأيام والشهور والسنين. لقد توفقنا في دراستنا وحصلنا على شهادة الإجازة ، شعبة الإقتصاد. كان حظنا من السماء ، كما يقال ، بحيث لم تمر سوى بضعة شهور لنجد عملا. لقد تجاوزنا سن المراهقة وأصبحنا الآن رجالا نتطلع إلى المستقبل ، لكن صديقي مازال يكذب على الناس ، ولم يكن مستعدا ليتغير. لم يكن يأبه بنصائحي له ، وحتى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كنت أعيده على مسامعه بين الفينة والأخرى ، والذي مفاده أن المرء مازال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا لم يكن يعطيه الإهتمام البالغ. كنا مرة نتجاذب أطراف الحديث ، فقال لي : لكي أتغير وأكف عن الكذب لا بد لي من معجزة.
- معجزة ؟
- نعم ، معجزة ! وفي غياب هاته المعجزة ، سأظل أكذب إلى آخر نفس في حياتي.
- أنت لا تدري ماتقول ، ياأخي ؛ والله إنه ليؤسفني أن تتخذ قرارا كهذا وتمتنع عن كل تغيير.
لكن سبحان الله ! سيحدث مالم يكن في الحسبان ، وسيقلع صديقي بصفة نهائية عن الكذب. آه ، والله ! لن تصدقوني إن قلت لكم أن الصدق أصبح يطبع كل علاقاته مع الناس ، وأنه أصبح يكره الكذب كره العمى.
( - ياللعجب ! ماذا حصل ياترى ؟
- صبرا ، سأحكي لكم كل شيء. فالذي حصل لن يخطر ببال أحد ! )
كان صديقي يعمل بإحدى الشركات ، ولم يكن الوقت يكفيه ليأتي إلى المنزل من أجل تناول وجبة الغذاء ثم يعود إلى العمل في تمام الثانية بعد الزوال ، لدى كان يتناول غذاءه بإحدى المطاعم القريبة من الشركة التي كان يعمل بها. وذات يوم تعرف إلى إحدى الفتيات بمطعم من هذه المطاعم التي كان يرتادها. كانت تدرس بكلية الطب ، شعبة الصيدلة. كان أبوها رجل أعمال ، وكانت أمها تدير شؤون إحدى المصحات. قلت له وأنا أضحك :
- لا بد أن تكون قد كذبت عليها !
- أكيد ! هل كنت تريد أن أقول لها أن أبي شيخ عاجز عن العمل ، وأن أمي تعمل كخادمة في البيوت ؟
- آه ، صحيح ! وماذا قلت لها ؟
- قلت لها بأن أبي يعمل كمهندس معماري ، وأن أمي كانت تدرس بفرنسا ، وهي تتوفر على شهادة عالية توازي شهادة الإجازة ، وتشغل منصب نائبة مدير بإحدى الشركات المتعددة الجنسيات.
انفجرت ضاحكا وأنا أقول " يالك من كذاب ! "
لقد أحبت هذه الفتاة صديقي بشغف وأدخلت على قلبه سعادة لا مثيل لها ، مما جعله يحبها هو الآخر ويخلص في حبها. كانا يلتقيان مرة في الأسبوع ، نظرا لضيق الوقت ، لكن هذا لم يمنع بأن يصبح حبهما لبعضهما شيئا يضرب به المثل في الصدق والوفاء. قالت له مرة : والله لو اطلعت على ما في قلبي لعلمت أن حبي لك لا يضاهيه حب في العالم. فقال هو : لقد ملك حبك قلبي وعقلي وروحي في آن واحد. ( ليس الحب ، على فكرة هو الذي سيجعله يتغير ! )
مضت الآن ستة أشهر على هذه العلاقة الجميلة التي كان يطبعها الحب والإحترام المتبادلين. في أحد الأيام ، قالت له :
- أمي تريد أن تراك ! لقد قالت لي أكثر من مرة أنها سعيدة من أجلنا ، وتتمنى أن يفضي حبنا إلى الزواج ! قالت لي أيضا بأن أول هدية منها لنا ، في حالة ماإذا تزوجنا ستكون عبارة عن سيارة فخمة !
- صحيح ؟
- طبعا، صحيح ! إن أمي امرأة كريمة جدا !
ابتسم صديقي ابتسامة غير معهودة ، وهو يتخذ القرار بأن يبوح لها هو الآخر بما يخالج دواخله. قال لها ، وقلبه يدق من السعادة :
- قولي لأمك بأني أصبحت أنوي أنا أيضا الزواج من ابنتها.
- عن جد ؟!
- آه عن جد ، والله.
ارتمت عليه وطوقت عنقه بدراعيها ، ثم ضمته إليها بقوة وهي تقول : أحبك أحبك أحبك . . لم يكن يهمها في شيء ما سوف يقوله الناس عنها في الشارع. طلب منها فورا بأنه يريد التعرف إلى أمها فأسعدها ذلك وطلبت منه أن ينتظر يومين أو ثلاثة وسيتم مايريده ، لكن في صباح الغد كلمته وهي تبكي بمرارة ، ثم قالت له : لا تنتظرني اليوم فلن آتي للقائك. إني أتخبط في مشكل كبير.
مسكين صديقي ! لقد مرت أربعة أيام دون أدنى خبر عن صديقته وحبيبة قلبه. لقد كلمها مرات عديدة وأرسل لها رسائل عديدة ، لكن هاتفها كان خارج التغطية. هاهما يلتقيان في اليوم الخامس. كان يوم أحد. كانت مهمومة جدا وكانت الدموع تنهمر من عينيها دون انقطاع ، وكان يخيل له في كل لحظة أنه سيغمى عليها. قالت له :
- إن أبي يستعد ليطلق أمي.
- ماذا ؟!
- هو ماسمعت. لقد أعطاها مهلة لاتزيد عن عشرة أيام لترد له مبلغا من المال ، وإلا سيكون الطلاق مصيرها.
- لست أفهم . . ممكن أن توضحي أكثر ؟
تنهدت الفتاة بعمق وهي تجفف دموعها بمنديل كان في يدها ، ثم قالت :
- لم يكن أبي يضع أمواله في البنك اتقاء وتجنبا للربا حسب قوله ، بل كان يضعها في خزنة عندنا بالبيت ويحتفظ بالمفاتيح معه طبعا. في يوم ، جاءت خالتي عندنا وهي تبكي بشدة وكل مفاصلها ترتعش. كانت تتحدث عن المحكمة والسجن . .
- السجن ؟!
- آه ، السجن ! لقد أعطت شيكات بدون رصيد لبعض الأشخاص الذين كانت تتعامل معهم ، فهي تتاجر في العطور ومواد التجميل ، . .
- آه،يبدو أن هذا صحيح، فالشيك بدون رصيد عقوبته وخيمة. لكن ، ما علاقة أمك بكل هذا ؟
- أمي أرادت أن تساعد أختها وتنقدها مما هي فيه. كانت تعلم جيدا أن أبي لن يقرض أختها المال الذي هي في حاجة إليه ، فاختلست منه مفاتيح الخزنة وهو نائم ، وأخذت المبلغ المطلوب ، على أن أختها سترد هذا المبلغ خلال الأيام القليلة القادمة ، قبل أن ينتبه أبي لشيء . .
- لكن أباك سيكتشف كل شيء طبعا !
- للأسف آه ! قال بأن أمي خانت الثقة التي كان يضعها فيها ، واختلست منه مفاتيح الخزنة وهو نائم ، ثم فعلت فعلتها ، لدى وجب تطليقها والإبتعاد عنها إلى الأبد. لقد تدخل عمي ، وخالتي نفسها ، وبعض معارفنا . . وبعد التوسل إليه بشتى الوسائل قال : نزولا عند رغبتكم ، سأعطيها مهلة لاتزيد عن عشرة أيام لترد المبلغ الذي أخذته - كل المبلغ ! - وإلا والله العظيم لن تكون زوجة لي أبدا.
بعد صمت رهيب دام لأكثر من دقيقة ، قال صديقي :
- كم هي قيمة هذا المبلغ ؟
- عشرة ملايين سنتيم ( مايوازي عشرة ألف دولار). لقد استلفنا من عمي ومن بعض أصدقائنا ومعارفنا ماقيمته أربعة ملايين سنتيم ، على أن خالتي سترد لهم هذا المال في غضون شهرين ؛ واستلفت أمي ثلاثة ملايين سنتيم من البنك ، فأصبح لدينا مامجموعه سبعة ملايين سنتيم ، لكن أبي لم يقبل بهذا المبلغ ، وأقسم أنه لن يتراجع عن قرار الطلاق إذا لم يتوصل بالمبلغ كله.
- عجبا ! وكأني بأبيك كان يتحين الفرصة ، أية فرصة ليطلق أمك !
- لست أدري ، والله ! المهم أن فكرة الطلاق قائمة ، مادام أبي أقسم بالله على ذلك ؛ فأنا لم أذكر في حياتي أنه تراجع يوما عن قرار اتخذه. وإذا حصل هذا ، فإن حياتي ستتدمر ولن يعود لوجودي أي معنى ، وحتى مشروع زواجنا . .
- لا ، من فضلك ! مشروع زواجنا هذا شيء مقدس.
- مقدس ، صحيح ؛ لكن إن تم الطلاق فكن على يقين أنه لن يصبح في قلبي مكان للحب ، ولن أفكر أبدا في الزواج. أنا أكلمك بكل صراحة. لن أقول بأن حبنا لم يكن قويا وعظيما ومثاليا ، لكن هذا المشكل . .
انفجرت المسكينة من البكاء ، ثم قامت بعد ذلك من مكانها وهي تقول : عفوا ، أنا مضطرة لأودعك ؛ قلبي يؤلمني وأحس بأنه سيغمى علي ، ولا أتمنى أن يكون هذا في الشارع.
اتصل بي صديقي فورا وطلب مني أن أنتظره في البيت ؛ سيكون عندي بعد أقل من نصف ساعة.
ياإلاهي ! كان لون وجهه شاحبا ، وكان الحزن باديا على محياه. حكى لي كل شيء ، فقلت له رأيي بكل وضوح في الموضوع ، لكنه لم يقتنع بوجهة نظري. ظل صامتا لأكثر من خمس دقائق ، بعد ذلك رفع رأسه وهو يحملق إلي ، ثم قال :
- في الحقيقة ، كلامك أوحى إلي بشيء مهم جدا !
- الحمد لله ! هذه أول مرة يوحي لك فيها كلامي بشيء مهم. ماذا هناك ، تكلم !
- لقد اقترحت علي أن أقرضهم المبلغ الذي هم في حاجة إليه ولم أوافقك الرأي ، لكني أعود وأقول بأنها فكرة صائبة.
- كيف ؟
- بالإضافة إلى أن هذا المبلغ من المال سيعيد البسمة للشفاه والسعادة للقلوب ، وسيحفظ هذه العائلة من الشتات والضياع ، هناك شيء آخر.
- ماهو ؟
- لقد سبق وقالت لي بأنه لو تم الطلاق بين أبويها، فلن يصبح في قلبها مكان للحب ؛ فماذا عساها ستقول ياترى ، ولن يصبح هناك طلاق ؟
- آه ، صحيح ! سيصبح قلبها عامر بحبك ، وستصبح مغرمة بك.
كلم صديقي محبوبة قلبه في الحال ليبلغها بالقرار الذي اتخذه ، ويفرح قلبها. بعد ثلاثة أيام، استلم مبلغ ثلاثة ملايين سنتيم من البنك، ثم سلمه إليها دون أن يقول أي شيء. نظرت إليه بعمق وقالت : أعرف أنك استلفت هذا المال من البنك من أجل أمي ومن أجل ألا يموت حبنا. سأظل أحبك ماحييت ، وسأفعل المستحيل لكي أجعل منك أسعد إنسان على وجه الأرض.
كان صديقي جد مسرور وهي تودعه وتعطيه موعدا في الغد حيث ستجعله يتعرف على أمها.
مر الآن أكثر من أسبوع دون أن يتلقى منها أية مكالمة. ماذا وقع ، ياترى ؟ كان صديقي متشائما جدا بحيث كان تفسيره الوحيد لهذا الإختفاء هو أنها قد فارقت الحياة. ظل يتردد صباح مساء على المقهى الذي اعتادا اللقاء فيه ، لكن لاوجود لها. لم يكن يعرف أين تقطن ، ولا إسم المصحة التي كانت تعمل بها أمها.
كان يجب أن ينتظر اليوم العاشر على اختفاءها ليتلقى منها أخيرا رسالة على الواتساب. وأي رسالة ! رسالة أصبح يرى فيها تلك المعجزة التي كان يتحدث عنها. رسالة كانت بمثابة صدمة نفسية قاسية جعلته يعود ، من حيث لايدري إلى جادة الصواب. رسالة جعلته يعيد النظر في نفسه ويثوب لله ليختار طريق الصدق.
لنقرأ جميعا ما تضمنته هذه الرسالة :
" أهلا بك أخي الكريم . .
لن أطيل عليك في الكلام. ليس أبي رجل أعمال ، وليست أمي مديرة مصحة ، ولم أكن أدرس بكلية الطب ؛ فأنا غادرت المدرسة منذ زمن بعيد ، دون أن أتجاوز عتبة السلك الأول.
أنا بارعة في تأليف القصص من أجل النصب والإحتيال ، ولا أذكر أن فطن رجل يوما ما لكذبي. شيء آخر : كل ما علمته مني كان كذبا في كذب ، مما في ذلك الحب . . أنا لم أحبك في يوم ، لأن قلبي لايعرف الحب. والآن دعني أشكرك من كل قلبي على الثلاثة ملايين سنتيم. لاتغضب ولا تكسر الدنيا ، كما يقال ، فلست أنت الأول الذي أنصب عليه !
لاتجهد نفسك في البحث عني لأنك لن تجدني. أنا أغير دائما شكلي ، من ثياب وتسريحة شعر وعدسات إلى آخره ، ويمكن أن تمر بجانبي دون أن تتعرف علي.
أنا الآن أستعد للرحيل إلى مدينة أخرى ، حيث تنتظرني مهمة نصب واحتيال على رجل أعمال كبير كنت قد تعرفت عليه مؤخرا عن طريق الفيسبوك. لا تحاول الإتصال بي لأني سأكون قد غيرت رقم هاتفي.
وداعا حبيبي . . أنصحك ألا تمنح ثقتك بعد اليوم لأحد ، رجل كان أم امراة."
- معجزة ؟
- نعم ، معجزة ! وفي غياب هاته المعجزة ، سأظل أكذب إلى آخر نفس في حياتي.
- أنت لا تدري ماتقول ، ياأخي ؛ والله إنه ليؤسفني أن تتخذ قرارا كهذا وتمتنع عن كل تغيير.
لكن سبحان الله ! سيحدث مالم يكن في الحسبان ، وسيقلع صديقي بصفة نهائية عن الكذب. آه ، والله ! لن تصدقوني إن قلت لكم أن الصدق أصبح يطبع كل علاقاته مع الناس ، وأنه أصبح يكره الكذب كره العمى.
( - ياللعجب ! ماذا حصل ياترى ؟
- صبرا ، سأحكي لكم كل شيء. فالذي حصل لن يخطر ببال أحد ! )
كان صديقي يعمل بإحدى الشركات ، ولم يكن الوقت يكفيه ليأتي إلى المنزل من أجل تناول وجبة الغذاء ثم يعود إلى العمل في تمام الثانية بعد الزوال ، لدى كان يتناول غذاءه بإحدى المطاعم القريبة من الشركة التي كان يعمل بها. وذات يوم تعرف إلى إحدى الفتيات بمطعم من هذه المطاعم التي كان يرتادها. كانت تدرس بكلية الطب ، شعبة الصيدلة. كان أبوها رجل أعمال ، وكانت أمها تدير شؤون إحدى المصحات. قلت له وأنا أضحك :
- لا بد أن تكون قد كذبت عليها !
- أكيد ! هل كنت تريد أن أقول لها أن أبي شيخ عاجز عن العمل ، وأن أمي تعمل كخادمة في البيوت ؟
- آه ، صحيح ! وماذا قلت لها ؟
- قلت لها بأن أبي يعمل كمهندس معماري ، وأن أمي كانت تدرس بفرنسا ، وهي تتوفر على شهادة عالية توازي شهادة الإجازة ، وتشغل منصب نائبة مدير بإحدى الشركات المتعددة الجنسيات.
انفجرت ضاحكا وأنا أقول " يالك من كذاب ! "
لقد أحبت هذه الفتاة صديقي بشغف وأدخلت على قلبه سعادة لا مثيل لها ، مما جعله يحبها هو الآخر ويخلص في حبها. كانا يلتقيان مرة في الأسبوع ، نظرا لضيق الوقت ، لكن هذا لم يمنع بأن يصبح حبهما لبعضهما شيئا يضرب به المثل في الصدق والوفاء. قالت له مرة : والله لو اطلعت على ما في قلبي لعلمت أن حبي لك لا يضاهيه حب في العالم. فقال هو : لقد ملك حبك قلبي وعقلي وروحي في آن واحد. ( ليس الحب ، على فكرة هو الذي سيجعله يتغير ! )
مضت الآن ستة أشهر على هذه العلاقة الجميلة التي كان يطبعها الحب والإحترام المتبادلين. في أحد الأيام ، قالت له :
- أمي تريد أن تراك ! لقد قالت لي أكثر من مرة أنها سعيدة من أجلنا ، وتتمنى أن يفضي حبنا إلى الزواج ! قالت لي أيضا بأن أول هدية منها لنا ، في حالة ماإذا تزوجنا ستكون عبارة عن سيارة فخمة !
- صحيح ؟
- طبعا، صحيح ! إن أمي امرأة كريمة جدا !
ابتسم صديقي ابتسامة غير معهودة ، وهو يتخذ القرار بأن يبوح لها هو الآخر بما يخالج دواخله. قال لها ، وقلبه يدق من السعادة :
- قولي لأمك بأني أصبحت أنوي أنا أيضا الزواج من ابنتها.
- عن جد ؟!
- آه عن جد ، والله.
ارتمت عليه وطوقت عنقه بدراعيها ، ثم ضمته إليها بقوة وهي تقول : أحبك أحبك أحبك . . لم يكن يهمها في شيء ما سوف يقوله الناس عنها في الشارع. طلب منها فورا بأنه يريد التعرف إلى أمها فأسعدها ذلك وطلبت منه أن ينتظر يومين أو ثلاثة وسيتم مايريده ، لكن في صباح الغد كلمته وهي تبكي بمرارة ، ثم قالت له : لا تنتظرني اليوم فلن آتي للقائك. إني أتخبط في مشكل كبير.
مسكين صديقي ! لقد مرت أربعة أيام دون أدنى خبر عن صديقته وحبيبة قلبه. لقد كلمها مرات عديدة وأرسل لها رسائل عديدة ، لكن هاتفها كان خارج التغطية. هاهما يلتقيان في اليوم الخامس. كان يوم أحد. كانت مهمومة جدا وكانت الدموع تنهمر من عينيها دون انقطاع ، وكان يخيل له في كل لحظة أنه سيغمى عليها. قالت له :
- إن أبي يستعد ليطلق أمي.
- ماذا ؟!
- هو ماسمعت. لقد أعطاها مهلة لاتزيد عن عشرة أيام لترد له مبلغا من المال ، وإلا سيكون الطلاق مصيرها.
- لست أفهم . . ممكن أن توضحي أكثر ؟
تنهدت الفتاة بعمق وهي تجفف دموعها بمنديل كان في يدها ، ثم قالت :
- لم يكن أبي يضع أمواله في البنك اتقاء وتجنبا للربا حسب قوله ، بل كان يضعها في خزنة عندنا بالبيت ويحتفظ بالمفاتيح معه طبعا. في يوم ، جاءت خالتي عندنا وهي تبكي بشدة وكل مفاصلها ترتعش. كانت تتحدث عن المحكمة والسجن . .
- السجن ؟!
- آه ، السجن ! لقد أعطت شيكات بدون رصيد لبعض الأشخاص الذين كانت تتعامل معهم ، فهي تتاجر في العطور ومواد التجميل ، . .
- آه،يبدو أن هذا صحيح، فالشيك بدون رصيد عقوبته وخيمة. لكن ، ما علاقة أمك بكل هذا ؟
- أمي أرادت أن تساعد أختها وتنقدها مما هي فيه. كانت تعلم جيدا أن أبي لن يقرض أختها المال الذي هي في حاجة إليه ، فاختلست منه مفاتيح الخزنة وهو نائم ، وأخذت المبلغ المطلوب ، على أن أختها سترد هذا المبلغ خلال الأيام القليلة القادمة ، قبل أن ينتبه أبي لشيء . .
- لكن أباك سيكتشف كل شيء طبعا !
- للأسف آه ! قال بأن أمي خانت الثقة التي كان يضعها فيها ، واختلست منه مفاتيح الخزنة وهو نائم ، ثم فعلت فعلتها ، لدى وجب تطليقها والإبتعاد عنها إلى الأبد. لقد تدخل عمي ، وخالتي نفسها ، وبعض معارفنا . . وبعد التوسل إليه بشتى الوسائل قال : نزولا عند رغبتكم ، سأعطيها مهلة لاتزيد عن عشرة أيام لترد المبلغ الذي أخذته - كل المبلغ ! - وإلا والله العظيم لن تكون زوجة لي أبدا.
بعد صمت رهيب دام لأكثر من دقيقة ، قال صديقي :
- كم هي قيمة هذا المبلغ ؟
- عشرة ملايين سنتيم ( مايوازي عشرة ألف دولار). لقد استلفنا من عمي ومن بعض أصدقائنا ومعارفنا ماقيمته أربعة ملايين سنتيم ، على أن خالتي سترد لهم هذا المال في غضون شهرين ؛ واستلفت أمي ثلاثة ملايين سنتيم من البنك ، فأصبح لدينا مامجموعه سبعة ملايين سنتيم ، لكن أبي لم يقبل بهذا المبلغ ، وأقسم أنه لن يتراجع عن قرار الطلاق إذا لم يتوصل بالمبلغ كله.
- عجبا ! وكأني بأبيك كان يتحين الفرصة ، أية فرصة ليطلق أمك !
- لست أدري ، والله ! المهم أن فكرة الطلاق قائمة ، مادام أبي أقسم بالله على ذلك ؛ فأنا لم أذكر في حياتي أنه تراجع يوما عن قرار اتخذه. وإذا حصل هذا ، فإن حياتي ستتدمر ولن يعود لوجودي أي معنى ، وحتى مشروع زواجنا . .
- لا ، من فضلك ! مشروع زواجنا هذا شيء مقدس.
- مقدس ، صحيح ؛ لكن إن تم الطلاق فكن على يقين أنه لن يصبح في قلبي مكان للحب ، ولن أفكر أبدا في الزواج. أنا أكلمك بكل صراحة. لن أقول بأن حبنا لم يكن قويا وعظيما ومثاليا ، لكن هذا المشكل . .
انفجرت المسكينة من البكاء ، ثم قامت بعد ذلك من مكانها وهي تقول : عفوا ، أنا مضطرة لأودعك ؛ قلبي يؤلمني وأحس بأنه سيغمى علي ، ولا أتمنى أن يكون هذا في الشارع.
اتصل بي صديقي فورا وطلب مني أن أنتظره في البيت ؛ سيكون عندي بعد أقل من نصف ساعة.
ياإلاهي ! كان لون وجهه شاحبا ، وكان الحزن باديا على محياه. حكى لي كل شيء ، فقلت له رأيي بكل وضوح في الموضوع ، لكنه لم يقتنع بوجهة نظري. ظل صامتا لأكثر من خمس دقائق ، بعد ذلك رفع رأسه وهو يحملق إلي ، ثم قال :
- في الحقيقة ، كلامك أوحى إلي بشيء مهم جدا !
- الحمد لله ! هذه أول مرة يوحي لك فيها كلامي بشيء مهم. ماذا هناك ، تكلم !
- لقد اقترحت علي أن أقرضهم المبلغ الذي هم في حاجة إليه ولم أوافقك الرأي ، لكني أعود وأقول بأنها فكرة صائبة.
- كيف ؟
- بالإضافة إلى أن هذا المبلغ من المال سيعيد البسمة للشفاه والسعادة للقلوب ، وسيحفظ هذه العائلة من الشتات والضياع ، هناك شيء آخر.
- ماهو ؟
- لقد سبق وقالت لي بأنه لو تم الطلاق بين أبويها، فلن يصبح في قلبها مكان للحب ؛ فماذا عساها ستقول ياترى ، ولن يصبح هناك طلاق ؟
- آه ، صحيح ! سيصبح قلبها عامر بحبك ، وستصبح مغرمة بك.
كلم صديقي محبوبة قلبه في الحال ليبلغها بالقرار الذي اتخذه ، ويفرح قلبها. بعد ثلاثة أيام، استلم مبلغ ثلاثة ملايين سنتيم من البنك، ثم سلمه إليها دون أن يقول أي شيء. نظرت إليه بعمق وقالت : أعرف أنك استلفت هذا المال من البنك من أجل أمي ومن أجل ألا يموت حبنا. سأظل أحبك ماحييت ، وسأفعل المستحيل لكي أجعل منك أسعد إنسان على وجه الأرض.
كان صديقي جد مسرور وهي تودعه وتعطيه موعدا في الغد حيث ستجعله يتعرف على أمها.
مر الآن أكثر من أسبوع دون أن يتلقى منها أية مكالمة. ماذا وقع ، ياترى ؟ كان صديقي متشائما جدا بحيث كان تفسيره الوحيد لهذا الإختفاء هو أنها قد فارقت الحياة. ظل يتردد صباح مساء على المقهى الذي اعتادا اللقاء فيه ، لكن لاوجود لها. لم يكن يعرف أين تقطن ، ولا إسم المصحة التي كانت تعمل بها أمها.
كان يجب أن ينتظر اليوم العاشر على اختفاءها ليتلقى منها أخيرا رسالة على الواتساب. وأي رسالة ! رسالة أصبح يرى فيها تلك المعجزة التي كان يتحدث عنها. رسالة كانت بمثابة صدمة نفسية قاسية جعلته يعود ، من حيث لايدري إلى جادة الصواب. رسالة جعلته يعيد النظر في نفسه ويثوب لله ليختار طريق الصدق.
لنقرأ جميعا ما تضمنته هذه الرسالة :
" أهلا بك أخي الكريم . .
لن أطيل عليك في الكلام. ليس أبي رجل أعمال ، وليست أمي مديرة مصحة ، ولم أكن أدرس بكلية الطب ؛ فأنا غادرت المدرسة منذ زمن بعيد ، دون أن أتجاوز عتبة السلك الأول.
أنا بارعة في تأليف القصص من أجل النصب والإحتيال ، ولا أذكر أن فطن رجل يوما ما لكذبي. شيء آخر : كل ما علمته مني كان كذبا في كذب ، مما في ذلك الحب . . أنا لم أحبك في يوم ، لأن قلبي لايعرف الحب. والآن دعني أشكرك من كل قلبي على الثلاثة ملايين سنتيم. لاتغضب ولا تكسر الدنيا ، كما يقال ، فلست أنت الأول الذي أنصب عليه !
لاتجهد نفسك في البحث عني لأنك لن تجدني. أنا أغير دائما شكلي ، من ثياب وتسريحة شعر وعدسات إلى آخره ، ويمكن أن تمر بجانبي دون أن تتعرف علي.
أنا الآن أستعد للرحيل إلى مدينة أخرى ، حيث تنتظرني مهمة نصب واحتيال على رجل أعمال كبير كنت قد تعرفت عليه مؤخرا عن طريق الفيسبوك. لا تحاول الإتصال بي لأني سأكون قد غيرت رقم هاتفي.
وداعا حبيبي . . أنصحك ألا تمنح ثقتك بعد اليوم لأحد ، رجل كان أم امراة."
للكاتب / مصطفى دهور.
أستاذ اللغة الفرنسية.
الدار البيضاء.
أستاذ اللغة الفرنسية.
الدار البيضاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق