قــال الـراوي : سليم أحمـد حســن
ذات شـتاء .. ندر الغيث به .. وهلك الزرع .. وجـفّ الضرع
دُعيَ الناس ، لأداء صلاة الاستسقاء..
وأعـْلن أن رئيس الدولة ، سيؤديها معهم.
وهـذا شــرف يعـتز به كلٌ منهم.
قبـل الموعـد ، جاءت سيارات الدولة ِ ..
تحمـل أنـواعا من سـجاد فـاخـر.. فـُرشَ السـجاد على أرض الساحة ..
سألت: ولماذا السجاد؟
ردّ المسؤول : أتريد لرأس الدولةِ .. قائدنا الرائد
والوزاراءْ ، وكبار المسؤوليين !!
أن تتســِّـخ ملابسهم بتراب الأرض ؟
بعد قليل ، صارت تلك الساحة معرض أزياء ٍ ..
" للبــدلات الفاخرة ِ، وربطات العنق الحمـراء "
وصل رئيس الدولة ِ .. موكبهُ عشراتُ السيارات ..
حرّاسٌ ، أسـلحة ٌ، واستقبالٌ رسميٌ .. وهتافات ..
هجم المسؤولون لتحيتهِ ، وتقبيل يـديه وخـديـه .
إعــلانـــــا للطاعـــة ِ ، وصــــدق ولاء ٍ ووفــــــــــــاء.
وقف خطيب يلبس "جبـّة صوف فاخرة سوداء"
لم يلبسها بالمقلوب ؟ لم أرَ أحدا يلبس شيئا بالمقلوب!
خطب الشيخ : ودعا الله تعالى .. أن ينزل غيثا مدرارا.
ودعا لرئيس الدولة ِ بالخير .. وبالعـّز .. وطول العمر ِ .
ودوام الحـــــكـــــم ، وحــــيـــــاة ســـــــلام وهــــــــنــــــــاء.
صلى القوم جميعا .. وانصرف الموكب ُ ..
بين هـتـاف .. ونفاق .. ورجـاء .. لم تنزل نقطة مـاء !!!
في القرية .. خرج القوم رجالا ، أطفالا ، ونساء
ودَعـَوا بقناعتهم .. وبراءتهم .. وبصدق الإيمان
ورجاء العبد لخالقهِ : " يللا الـغيــث يــا ربـّــي .. تسقي زرعــنا الغربي ..
يللا الغيـث يا رحـمــن ..تسقي زرعنا العطشان.
نزل الغيث سـيولا .. فرح الناس .. لم يهرب أحد من رحمته ِ..
اختلط الحابل بالنابل .. أصوات تتعالى .. حمدا لله .. شكرا لله..
أصوات غناء الأطفال ..وبكاء عجائــزْ .. وزغاريــد نسـاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق