الاثنين، 2 أبريل 2018

الحلقة السابعة .. وبات الحزن على خدود الجمال .. بقلم / سحر الصيدلي

 
الحلقة السابعة :
وبات الحزن على خدود الجمال
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي 

2/4/2018
ودون ان ادري صحوت على صوت محمد يردد بهدوء ..لقد وصلنا مدام سلمى تفضلي ..كنت مترددة الخطى محبطة المشاعر و اليأس يتملكني ويلف بي من كل جانب ودموعي تغسل وجهي وقلبي يرتجف خوفا ووجداني عقيم من الامل والتعب يلازمني والحزن يملأ ذاتي فتمنيت في تلك اللحظة الموت لأريح وأستريح وانهي مأساتي لكن صوتها الحنون جعلني اصحو مما انا فيه وهي تقول البيت بيتك يا سلمي ادخلي واغسلي وجهك وغيري ملابسك بينما احضر انا ما قسمه الله لنا لنأكل معاً وبعدها نشرب قهوتنا ونساعدك ان شاء الله في الوصول الى المكان الذي ترغبين فيه ..شكرتها على لطفها ورقتها وهرعت الى الطعام وكأنني لم أتذوقه من زمن ثم ارتميت على الكنبة ودون دراية مني غفوت ونمت نوما عميقا ولم أستيقظ إلا صباحا على صوت الخالة ام محمد وهي تقدم لي القهوة وتبتسم وتقول لقد كان تعبك اكثر من طاقتك فنمت نوما عميقا دون ان تدري فتركتك هنا حتى لا ازعجك ولكن ولله الحمد رجعت النضارة لوجهك وتحسنت حالتك ..قبلت يدها وشكرتها على معروفها وقلت لها سأتصل بزوجي ليأتي ويأخذني من هنا ..قالت حسناً ولكن لتعلمي ان البيت بيتك وأنا احببتك منذ ان وقعت عيني عليك في المحطة وتابعت حركاتك القلقة وأشفقت عليك من الالم والحزن وأنت النسمة الوديعة التي يرق لها قلب الحجر لذا سارعت للاستفسار حتى اساعدك وخاصة عندما رأيت صاحب الموبايل لا يجيب فأدركت فورا انك بحاجة للعون ولعل الله بعثني اليك لطيبتك ورقتك .. ولن اتخلى عنك حتى اطمئن عليك واعتبريني امك الثانية فليس لدي بنات وسأعتبرك من اليوم ابنتي ..تهللت اساريري طربا لسماع كلماتها العذبة فقد وجدت من يقف بجانبي ويساعدني بالعثور على شريف لإنهاء مأساتي فأمسكت بالهاتف وطلبت رقم شريف ولكن للمرة المائة لا مجيب ..هنا صرخت بصوت عال ٍ اين انت ايها النذل لما لا ترد على هاتفي لما لا تجيب على مكالمتي الى من تركتني وأنا أحمل في أحشائي طفلاً لا ذنب له سوى انك والده الغادر والمنافق وصاحب المبادئ البالية وتساقطت دموعي وانكسر قلبي وتملكني فيضان من الحزن ولم أنبس بكلمة واحدة ..كانت الخالة أم محمد تتأملني والألم مرسوم على وجهها ولا تعرف كيف تساعدني ووجدتها تطلب مني ان أروي لها قصتي بكل التفاصيل فاندفعت بالكلام من لحظة نجاحي بالثانوية والمصيف الى تلك اللحظة وهي تنصت باهتمام وعلى وجهها قسمات الأسى لما حل بي فاخذت تهدىء من روعي ببعض الكلمات وأعلنت عن مساعدتها لي مهما كلف الامر ونادت على ابنها محمد وطلبت منه ان يذهب الى كلية شريف ويسال عنه فلا بد من ان هناك من يعرفه ويأتي لنا بعنوان منزله لنخبر اهله ونحل المشكلة ... ذهب محمد عدة مرات الى الجامعة وكان يرجع بخفي حنين دون ان يعثر له على اثر حتى تملكنا اليأس وفقدنا الامل .. ولكن محمد عاد يوما فرحا مسرورا بأنه التقى بمن يعرف شريف وأعطاه عنوان منزله تهللت اساريرنا وركبنا السيارة مع الخالة واتجهنا جميعا الى بيت شريف ونزل محمد وطرق بابهم بلطف وذوق وسال عن شريف وادعى انه صديقه القادم من السفر فردت الخادمة المقيمة بأنه هاجر مع اهله الى أوربا وسيعمل هناك ولن يأتي قريبا .. نزلت كلماتها كالصاعقة فدوت في جسمي وزلزلت كياني وحطمت أعصابي وجعلتني افقد صوابي وارتميت مغشيا علي من هول الصدمة ولم اشعر إلا وأنا بالمشفى وصوت محمد والخالة يرددون الحمد لله على سلامتك فتساقطت الدموع من عيني وعلا الحزن قسمات وجهي فاخذوا يواسونني ويقولون لي لا تقلقي فلكل مشكلة حل وسنكون بقربك ولن نتركك حتى تصبحي بأمان فاطمئني ولا تشغلي بالا وعدنا جميعا الى المنزل وأنا اردد بصوت واهن خافت حسبي الله ونعم الوكيل ... الى اللقاء مع تحيات 
سحر الصيدلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى