الأحد، 1 أبريل 2018

الحلقة السادسة ... وبات الحزن على خدود الجمال ... بقلم سحر الصيدلي


وبات الحزن على خدود الجمال 
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي 
1/4/2018
هنا قررت الرحيل من بيت اهلي لأجنبهم الفضيحة والألم والعار الذي سيكون بصمة كبيرة بين اخوتي فكتبت لهم رسالة من كلمات قليلة .. سامحوني ولا تسالوا عني وأعلنوا وفاتي للناس ..سلمى... ومع بزوغ الفجر تسللت من المنزل باتجاه المحطة لأركب القطار المتجه للإسكندرية وأكون وجها لوجه مع شريف ويجد حلا لمشكلتي فهو المسوؤل عن هذا الطفل الذي لا ذنب له سوى غلطة ارتكبناها بحقه دون علم او ارادة منه .. وصلت الاسكندرية والتعب والإرهاق يلف بي من كل جانب وصوب ولا اعرف الى أي مكان سأسير ومكثت بالمحطة وأنا اتصل بهاتف شريف دون مجيب ودموعي تسابق رنين الهاتف فخيم الصمت على حالي وبخ الالم رذاذه على جسدي وقرصني الجوع وتملكني اليأس والوحدة وشعور لا اعرف كيف اصفه ...اه كم مؤلم أن تبقى وحيدا ولا تجد أحد بجانبك يدلك او ينصحك او يحول هذا الواقع الى حلم مزعج تستيقظ منه لتقول لنفسك لقد كان كابوساً وانتهى ..هنا بدأت افكر الى اين اذهب وأنا لا اعرف احدا بالإسكندرية هل أمضي ليلتي بالمحطة ام اعود الى اهلي الذين عرفوا سري وتلطخ شرفهم بعاري...لالا لن اعود مهما كلفني الامر وعلي ان اجد مبيتا للصباح ثم أعاود الاتصال بشريف ليأتي ويأخذني الى أي مكان ثم يعلن عن زواجي امام الجميع وتنتهي مأساتي .. لكن للأسف هاتفه لا يرد وما علي إلا البقاء هنا في المحطة فهي المكان الأكثر أماناً من أي مكان أخر اذهب اليه وخاصة أنني فتاة وحيدة وصغيرة وجميلة والذئاب البشرية لا ترحم...وبينما كانت الأفكار تتجاذبني إذا بصوت نسائي يكلمني فالتفت بسرعة لأجد امرأة في العقد السادس من عمرها تقريبا..وبحنية الام تسألني ..ما مشكلتك يا ابنتي ؟؟وهل انت هنا لوحدك ؟؟وأين اهلك؟؟ أراك قلقة.. منذ ان نزلت من القطار وأنت تجلسين هنا بمفردك..هل تأخر من سيصطحبك إلى المنزل ؟؟ان كنت تعرفين العنوان انا اخذك اليه فأنا انتظر هنا ابني القادم من القاهرة لاصطحبه الى البيت بإمكاننا ان نوصلك الى أي مكان تريدينه ...نظرت اليها مليا ثم أجهشت بالبكاء وارتميت على صدرها دون اذن منها وأفرغت عليه كل احزاني وآلامي وما بي من عذاب وكأنني أعرفها منذ زمن ..احتضنتني بكلتا يديها وهدأت من روعي وقالت سآخذك معي الى بيتي نشرب القهوة معا وهناك ان شاء الله سنجد حلا لمشكلتك ...وبينما كنا نتناقش في الأمر إذا بشاب وسيم الطلة يتقدم نحونا ويقبل يد المرأة بكل احترام ويهز رأسه لي بابتسامة انيقة ثم يقول لوالدته اين سيارتك يا ست الكل لأحمل الامتعة اليها ..هناك ياولدي وخذ بطريقك هذه الحقيبة ايضا للآنسة لأنها ستشرب عندنا القهوة ..على الرحب والسعة قالها بهدوء واتزان... فالتفتُ الى المرأة وقلت لها اسمي سلمى يا خالة ..أهلاً بك ومرحباً سلمى ..وأنا أم محمد وهذا هو ابني ووحيدي وهو كل دنيتي وسعادتي ..ربنا يحفظه لك يا خالة قلتها والمرارة تعتصر قلبي على ما حل بي وكيف زرعت الشوك بيدي وأنهيت مستقبلي من اجل لحظة عابرة كانت دماراً لحياتي ولكن كلي امل ان ينصلح المسار وأتزوج شريف وتعود حياتي طبيعيه كسابق عهدها رغم انني خسرت اعز ما املك وهم اهلي وإخوتي وشرفي الذي لم احافظ عليه وأنا الفتاة التي تربت على الاخلاق والمثل ولكن تلك مشيئة الله وعلى ان انال جزائي ليكون درسا قاسيا لي اعتبر منه بقية عمري ..وانتبهت على صوت ام محمد وهي تقول هيا بنا يا سلمى فقد بدت معالم التعب واضحة على وجهك وأظن أنك حامل لذا عليك ان تأخذي قسطاً من الراحة . شكرتها وركبت السيارة وأنا في غاية القلق والتعب والحيرة من المجهول القادم ولكن ليس أمامي خيارً أخر سوى ان اقبل بما كتبه لي ربي ...غفوت بالسيارة ودون ان ادري...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فن البوستات كمال العطيوى